الأزمة المالية العالمية، وتغيرات السوق واضطرابه، وإصابة مزارع الدواجن بإنفلونزا الطيور، و«الاشتباكات» المستمرة بين المنتجين والمصنعين، وغيرها من العوامل التى أثرت فى مسار أسعار المنتجات الغذائية، وأصبح التكهن بها مسألة ليست سهلة. عبدالعزيز السليطى، رئيس شعبة الأرز بالغرفة التجارية، اعتبر العام الماضى فى بداياته «نكسة» على الفلاح المصرى، بعد تدنى أسعار بيع الأرز فى أول الموسم ليصل إلى 800 جنيه لطن الشعير، وأصدر وزير التجارة والصناعة قرارا حاسما بفصل التموين عن التصدير وتخفيض رسم الصادر من 2000 جنيه إلى 1000 جنيه، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بصورة معقولة للفلاح فيما بعد. ومناسبة للمستهلك فى الوقت نفسه، حيث وصل سعر طن الشعير إلى ألف و150 جنيها. لكنه وصف 2009 كلها بعام القرارات الجزئية، ومنها فتح باب التصدير، وأصدر وزير التجارة قرارات فى صالح المستهلك فى مجملها. وبخصوص هيئة السلع التموينية فقد اقتصر دورها على التوريد للمضارب مباشرة، وإبعاد الشركات الدخيلة عن صناعة الأرز عن التوريد. وأوقف الشركات المخالفة فورا. وأضاف: نأمل أن يصل التاجر فى 2010 إلى منظومة تفيد جميع الأطراف، والأخذ بالدراسة التى تجريها شعبة الأرز بالغرفة تهدف لإنشاء نظام جديد يفيد جميع الأطراف، بما فى ذلك المضارب والمستهلك والفلاح، مؤكدا أن أسعار الأرز ستسمر فى الأيام المقبلة، حيث سيثبت سعر الشعير عن 1100 جنيه والأرز الأبيض عن سعر 1950 جنيها، وسيتراوح كيلو الأرز من 190 قرشا إلى جنيهين فى المتوسط. هذا عن أسعار الأرز، أما الألبان فتوقع لها حاتم صالح، رئيس شعبة الألبان باتحاد الصناعات، أن تشهد ارتفاعات غير ثابتة نتيجة لارتفاع أسعار المواد الخام، وأهمها لبن البودرة الذى سيباع بأسعار أعلى بعد أن أوقفت الدول الأوروبية دعمها له. لكنه توقع أيضا ألا ترتفع أسعار الألبان فى بداية العام الجديد، بسبب وجود ألبان مخزنة بالأسعار القديمة لدى المصانع، ثم سيعاود الارتفاع فى نهاية الربع الأول من العام 2010 من 5 إلى 10%. وأبدى رئيس شعبة الألبان تفاؤله بسلامة الألبان التى ستطرح للمستهلكين إذا وافقت الدولة على إنشاء هيئة سلام الغذاء خلال العام الحالى، حيث ستضبط السوق وتقضى على جانب كبير من عشوائيته، وتوحد الجهات الرقابية وتقضى على التضارب بين تلك الجهات المختلفة. أما عبدالقادر الحراكى، رئيس جمعية منتجى الألبان، فتوقع أن يشهد العام الجارى تجدد الأزمة بين مصنعى الألبان والموردين، بعدما رفض وزير المالية صرف الدعم، الذى أوصت به وزارة الزراعة لدعم منتجى الألبان بواقع 50 قرشا عن كل كيلو لبن، فى الوقت الذى رفض فيه المصنعون زيادة أسعار تسلم الألبان من الموردين بدعاوى الارتفاعات العالمية. وتابع الحراكى: أصبحت مزارع الألبان مضطرة لتسليم اللبن بسعر 240 قرشا للكيلو، وعدنا لنقطة الصفر، وسيستمر نزيف الخسائر رغم أن المصانع استمرت فى بيع الألبان للمستهلك بنفس الأسعار، متوقعا أن ترتفع أسعار الألبان خلال العام الحالى بنسب تتراوح بين 20 و25% بعد أن قامت جميع دول أوروبا برفع الدعم عن الألبان البودرة، وسيضطر أصحاب المصانع للاستيراد بالأسعار غير المدعومة. وبالنسبة لأسعار الدواجن، أكد سيد عبدالعزيز، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، أنها شهدت انخفاضا ملحوظا قبل عيد الأضحى مباشرة، نظرا لاتجاه المستهلكين نحو اللحوم الحمراء، حتى استقرت عن سعر 7 جنيهات ونصف للكيلو لدى التاجر، حتى اقتراب نهاية العام الماضى، متوقعا أن تستمر هذه الأسعار فترة كبيرة من العام الحالى، ما لم تحدث مشكلات طارئة لا علاقة للمنتجين بها، مثل عودة انتشار إنفلونزا الطيور، أو ارتفاع سعر الأعلاف، الذى شهد ثباتا فى الفترة الماضية أو عزوف بعض المنتجين عن تربية الدواجن فى فصل الشتاء، خوفا من الأمراض. وأضاف أن فصل الصيف ربما سيشهد ارتفاعات فى أسعار الأعلاف، لزيادة الطلب عليها من قبل المنتجين، الذين يعزفون سنويا عن العمل فى هذا المجال فى الشتاء، مما قد يتسبب فى زيادات طفيفة فى أسعار الدواجن فى النصف الثانى من العام. كما توقع ثبات أسعار البيض عند 11 جنيها للكرتونة (30 بيضة).