نشر موقع Defense One تقريرا مختصرا يعرض فيه تحليل الصحف ووكالات الأنباء المختلفة للتهديدات التى ستواجه أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكى.. نعرض منه ما يلى. يتبقى 76 يوما على مهمة ترك الجيش الأمريكى لأفغانستان ما لم يحدث تغيرات فى الموعد النهائى لانسحاب القوات الأمريكية فى 11 سبتمبر الذى حدده الرئيس الأمريكى جو بايدن، بعدما وعد بإخراج أمريكا من مستنقع الحروب الأبدية. وحرب أفغانستان هى الحرب الأطول التى شهدتها أمريكا، والتى بدأت منذ حوالى 19 عاما و8 أشهر. 180 يوما، هو رقم آخر مهم. وهو الرقم الذى توصل إليه مجتمع الاستخبارات الأمريكى الأسبوع الماضى والذى يتنبأ بانهيار الحكومة الأفغانية بعد ستة أشهر من اكتمال الانسحاب الأمريكى وفقا لمقال نشرته صحيفة وول ستريت.. هذا يختلف عن التقديرات السابقة للمخابرات الأمريكية التى تنبأت بانهيار الحكومة بعد عامين من الانسحاب. فجاء اجتياح طالبان لشمال أفغانستان الأسبوع الماضى وسيطرتها على عشرات المناطق والمدن الرئيسية مع استسلام قوات الأمن الأفغانية دون قتال تاركة ما لديها من أسلحة أمريكية للمتمردين ليقلب الحسابات. الاجتماع الذى أجرى يوم الجمعة الماضى بين الرئيس الأفغانى أشرف غنى وبايدن فى البيت الأبيض يدل على أن الولاياتالمتحدة لن تترك أفغانستان بعد الانسحاب حتى لا تتحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ آمن للإرهابيين، ولكن السؤال الأهم هو كيف يمكن لأمريكا أن تراقب المؤامرات الإرهابية لضرب الأراضى الأمريكية دون وجود أشخاص على الأرض؟ قالت الكاتبة جاكلين فيلدشر على موقع Defense One أن مسئولى الدفاع أبلغوا الكونجرس الشهر الماضى أنهم ليس لديهم خطة لجمع المعلومات الاستخباراتية بعد الانسحاب، وما زالوا يعملون لتأمين اتفاقيات مع الدول المجاورة إما للسماح بالتحليق فى سمائهم أو استضافة الأصول الأمريكية. وفى خضم الكثير من الضغوطات على الولاياتالمتحدة، صرح بايدن الخميس الماضى، أن أمريكا لن تتخلى عن الأفغانيين الذين ساعدوها. كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز، فأمريكا تستعد لنقل المترجمين والمدنيين الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية إلى دول ثالثة حتى يتم إعطاؤهم التأشيرات لدخول الولاياتالمتحدة. ورفض المسئولون الإفصاح عن المكان الذى سينتظر فيه الأفغان ولم يتضح ما إذا كانت دول ثالثة وافقت على استقبالهم.. عمل أكثر من 18 ألف أفغانى لصالح الولاياتالمتحدة كمترجمين أو سائقين أو مهندسين.. إلخ. هؤلاء الأفغان وأسرهم البالغ عددهم 53 ألفا وجدوا أنفسهم فى مأزق للحصول على تأشيرة الهجرة الأمريكية. ومع قرار نقلهم إلى بلد ثالث حتى حصولهم على التأشيرة، لا يوجد هناك ضامن أن الهجرة خارج أفغانستان ستضمن لهم الحصول على التأشيرة الأمريكية، ولم يتضح ما إذا كان سيتم نقل غير المؤهلين للحصول على التأشيرة إلى أفغانستان مرة أخرى أم سيكون عليهم المكوث فى الدولة الثالثة، وهل سترضى الدولة الثالثة بمكوثهم فيها؟ أفادت وكالة الأنباء الأفغانستانية Tolonews يوم الخميس الماضى، سقوط ستة مراكز فى مقاطعات فارياب وأوروزجان وبغلان ولوغار وغزنى تحت سيطرة طالبان، هذا بالإضافة إلى سيطرة طالبان على 36 منطقة منذ مايو. تعتقد مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن طالبان تسيطر على 142 مقاطعة على عكس 86 مقاطعة تسيطر عليهم كابول، وباقى المقاطعات تقع على نقاط مختلفة بينهما. غرد المحلل بيل روجيو فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية على تويتر يوم الأربعاء الماضى قائلا إن «العديد من المناطق تسقط فى يد طالبان لأن قوات الأمن المحلية والقادة الحكوميين يدركون أن الحكومة الأفغانية لا تستطيع (أو لا ترغب في) الدفاع عنهم.. وفى المناطق النائية أقامت حركة طالبان حكومة ظل تستخدمها لنشر أيديولوجيتها وتعزيز أهدافها العسكرية». بالنسبة للجيش الأفغانى، أفادت رويترز الأسبوع الماضى أن قوات الأمن الأفغانية تقاتل طالبان فى 28 مقاطعة على الأقل من أصل 34 مقاطعة فى أنحاء البلاد. ويأتى ذلك فى الوقت الذى استبدل فيه الرئيس غنى وزير دفاعه وقائد الجيش نهاية الأسبوع الماضى. وفى الوقت نفسه، حذرت الولاياتالمتحدة طالبان بأن الحكومة التى سيتم الاستيلاء عليها بالقوة لن يتم الاعتراف بها كما ذكرت وكالة الأنباء Khamaa Press. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مع مغادرة القوات الأمريكية، وتقدم طالبان، وانهيار قوات الأمن الأفغانية، يعمل الهزارة والجماعات العرقية الأخرى فى أفغانستان على إنشاء جيوشهم الخاصة أو يمتلكون خططا للقيام بذلك. وهذا يهدد بالرجوع لحروب المجاهدين فى بداية التسعينيات، عندما قتلت الميليشيات المتنافسة آلاف المدنيين وتركت أجزاء كبيرة من كابول فى حالة خراب. هذه الميليشيات، حتى لو أعلنت تحالفها مع قوات الأمن الأفغانية، ستهدد الحكومة غير المستقرة وستقسم البلاد مرة أخرى إلى إقطاعيات يحكمها أمراء حرب، أو قد تعمل كخط دفاع أخير مع انهيار القوات الأفغانية فى مواجهة هجمات طالبان. توقع الكاتب ديفيد إغناتيوس من صحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع «صيفًا من الألم» مع «قائمة من الخيارات السياسية لمنع حرب أهلية أخرى مدمرة». إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى