وصل وسيط ألماني إلى قطاع غزة يوم الثلاثاء حاملا رد إسرائيل على اتفاق مقترح مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة من أجل إطلاق سراح جندي إسرائيلي أسير مقابل الإفراج عن مئات من السجناء الفلسطينيين. وقال مسئولون مطلعون على المحادثات إن إسرائيل مصممة على منع الأشخاص الذين أدينوا بالقتل من العودة إلى ديارهم في الضفة الغربيةالمحتلة والأراضي الواقعة قرب مدن إسرائيلية وأنهم قد يعادون إلى قطاع غزة أو دول أجنبية. وذكر المسئولون أن حماس وافقت على نفي بعض السجناء المفرج عنهم لكنها تريد أن تترك لهم حرية اختيار الجهة التي يرحلون لها. ولم يتضح ما إذا كانت إسرائيل قد تخلت عن معارضتها للإفراج عن 20 نشطا بارزا من حماس طالبت الحركة الإسلامية بالإفراج عنهم بينما تحملهم إسرائيل مسئولية هجمات قتل فيها عشرات الإسرائيليين. ووصل الوسيط الألماني إلى غزة لنقل الرد الإسرائيلي لحماس بعد أن أجرى بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي محادثات مطولة مع وزراء بحكومته يوم الإثنين بشأن اتفاق المبادلة. وتتوسط مصر وألمانيا في مبادلة سجناء يقول مسئولون أنها ستشمل تحرير جلعاد شليط مقابل الإفراج عن نحو 1000 فلسطيني من بين 11 ألفا تحتجزهم إسرائيل في سجونها. وأسر شليط - 23 عاما - عام 2006 في هجوم لنشطين فلسطينيين عبر نفق أسفل الحدود. واكتفى بيان مقتضب أصدره مكتب نيتانياهو بعد محادثات الليلة الماضية بالقول بأن رئيس الوزراء أعطى تعليمات لفريقه التفاوضي لمواصلة الجهود لإعادة الجندي الأسير إلي الوطن وهو ما يشير فيما يبدو إلي أن إسرائيل لم تقبل حتى الآن شروط حماس لإبرام اتفاق مبادلة. وبالنسبة لنبتانياهو وهو يميني شكلت المعاملة القاسية مع الناشطين الفلسطينيين محور تاريخه السياسي يمثل الإفراج عن سجناء ممن يقول إن أياديهم ملطخة بدماء إسرائيلية ورطة حقيقية. كما يتعرض نيتانياهو أيضا لضغوط من أسر إسرائيليين قتلوا في هجمات شنها نشطاء فلسطينيون حتى لا يوافق على الإفراج عنهم. وقد تتزامن مبادلة للسجناء في الأيام المقبلة مع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في 27 ديسمبر من العام الماضي. وقتل 1400 شهيد فلسطيني على الأقل من بينهم عدد كبير من المدنيين و13 إسرائيليا في الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع. وتأمل الأممالمتحدة والقوى الغربية في مبادلة ناجحة تفتح الطريق أمام تخفيف الحصار الإسرائيلي للقطاع الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني يعتمدون على المساعدات الغذائية وتهريب السلع يوميا من اجل البقاء. ولم يعط نيتانياهو ما يشير إلى أنه سيخفف القيود بعد التوصل إلى اتفاق مع حماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل وإلقاء السلاح.