ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الاثنين في تعليقها على زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سوريا - أن الزيارة "تبشر بعودة النفوذ السوري على بيروت"،وجاءت بعد تحولات في المواقف الدولية والإقليمية حيال سوريا . وأشارت الصحيفة على موقعها الالكتروني إلى اختيار الولاياتالمتحدة والغرب للحوار مع سوريا بدلا من عزلها ، وكذلك تصالح السعودية معها في وقت سابق من هذا العام. وقالت: إن هذه الزيارة صورتها كافة التعليقات الصحفية والبرامج التلفزيونية في بيروت على أنها نوع من الدراما الوطنية اللبنانية ، وليس مجرد زيارة رئيس وزراء جديد لدولة مجاورة والتي تعد إجراء معتادا كما يحدث في كل دول العالم . وأضافت: أن الزيارة التي لم تشهد أي انجاز حقيقي بأكثر من تبادل نوع من المزاح الدبلوماسي والتقاط الصور. واعتبرت الصحيفة الزيارة مقياسا للنفوذ السوري المتجدد على لبنان بعد سنوات من المرارة والصراع منذ انسحاب الجيش السوري في 2005 ، حيث جاء هذا الانسحاب السوري بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في تفجير بسيارة اعتقد الكثيرون انه نفذ بأمر من سوريا. ورأت الصحيفة أن هذا الانسحاب كان صفعة لكبرياء سوريا وبدأ سعد الحريري يحظى بدعم العالم الغربي بعدما بنى تحركات من اجل استقلال أكبر للبنان ودفع من أجل محاكمة دولية لقتله أبيه. غير أن الولاياتالمتحدة والغرب اختارا الحوار مع سوريا وليس عزلها كما أن السعودية التي دعمت الحريري وتنافست مع سوريا من أجل النفوذ تصالحت مع السوريين في وقت سابق من هذا العام تاركة لها حرية اليد في توجيه السياسات في لبنان كما فعلت في السابق. ونقلت الصحيفة عن إلياس مهنا المحلل السياسي وناشر مدونة قفا نبكي الالكترونية على شبكة الإنترنت، قوله أن صورة الجنود السوريين وهم ينسحبون كانت صفعة قوية لهم لكن صورة الحريري وهو يجتاز الجبال لزيارة سوريا يعني أنهم عادوا دائرة كاملة وهذا يظهر لجميع مراكز القوى في دمشق أن بشار الأسد استعاد موقف القوة لسوريا أمام لبنان .كما قالت الصحيفة إن هذه الزيارة أعادت إلى الأذهان ما حدث في عام 1977 عندما زار زعيم الدروز وليد جنبلاط دمشق بعد أسابيع فقط من مقتل أبيه في انفجار سيارة ملغومة..وقال جنبلاط في مقابلة أمس الأحد أن استقرار لبنان يعتمد دائما على البيئة وان هذه البيئة أساسا هي سوريا، وسعيا لهذا الاستقرار آثرنا أن ننحي جانبا العداء الشخصي. وأشارت الصحيفة إلى أن البلدين استعادا العلاقات الدبلوماسية هذا العام وان المحكمة الدولية التي أنشئت في عام 2005 تحت رعاية الأممالمتحدة لمحاكمة قتلة رفيق الحريري تواصل عملها في بيروت وفي هولندا حيث يوجد مقرها هناك.. ومازال يمكنها اتهام سوريين بارزين بالرغم من أن معظم المحللين يقولون انه سيكون اقل احتمالا عما فعلته قبل أربع سنوات. لكن الكثير يتفقون على ان سوريا سيكون لها مرة أخرى صوت قوي بلا منازع في بيروت في مسائل تتراوح من المناصب الوزارية إلى ميليشيا "حزب الله" الشيعية التي تدعمها سوريا.. بيد أن هذا النفوذ السوري الجديد لا يحتمل أن يكون فجا كما كان عليه خلال التسعينات عندما كان الضباط السوريون يجولون في كل أنحاء بيروت واتهموا بتحقيق مكاسب سريعة من الصناعات اللبنانية.