الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال 23 من قيادات حزب الله مع هاشم صفي الدين    «اللي حصل جريمة وكارثة».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على عقوبات الأهلي ضد كهربا    موعد مباراة ليفربول ولايبزيج في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    مصرع شخصين في حادث تصادم سيارة فنطاس فى التجمع    أمن كفر الشيخ يكشف لغز العثور على جثة شاب ملقاه بترعة في بيلا    مصرع طفل أُغلق على جسده باب مصعد كهربائي بكفر الشيخ    دوللي شاهين تطرح برومو أغنية «أنا الحاجة الحلوة».. فيديو    بركات يوم الجمعة وكيفية استغلالها بالدعاء والعبادات    الهجوم على إيران.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعقد اجتماعًا الليلة    هل اقتربت الساعة، الخطوط الجوية التركية تلغي جميع رحلاتها من وإلى إيران    إنفوجراف| أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال لقائه مع نظيره الروسي    نائب الرئاسي الليبي يبحث مع مسؤولة أممية التطورات السياسية في ليبيا    البطريرك يلتقي عددًا من الآباء الكهنة والراهبات في روما    سعر الذهب اليوم الأربعاء بيع وشراء.. أرقام قياسية ل عيار 21 والجنيه    عضو اتحاد الكرة يكشف مفاجأة بشأن طرف أزمة لاعبي الزمالك    أحمد سالم: بعثة الزمالك في حالة نفسية سيئة.. وهناك إجراءات رادعة للمتجاوزين    كورتوا: رد فعلنا كان عظيما.. وهذا ما علينا فعله أمام برشلونة    محمد العدل يهاجم بيان نادي الزمالك: عيب    أرباح لوكهيد مارتن خلال الربع الثالث تتجاوز التقديرات    أوكرانيا تبحث مع استونيا تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد    محافظ البحيرة تعقد ثاني لقاء موسع مع الصحفيين لتسليط الضوء على قضايا ومشاكل المواطنين    البسوا الجواكيت..تحذيرات من الأرصاد بشأن حالة الطقس    5 آلاف في الساعة.. التحقيق مع أجنبية متهمة بممارسة الدعارة في القاهرة الجديدة    تشريح جثة طفل عثر عليها ملقاة بالشارع في حلوان    ضبط 5 أطنان دواجن فاسدة داخل مجازر غير مرخصة في بدمياط    مجموعة ال24 تطالب بتبني نهج الدبلوماسية والتعاون لخفض التوترات واستعادة السلام في العالم    بالصور.. هاني فرحات مفأجاة حفل تامر عاشور    رغم الخلافات.. 3 أبراج تتعامل باحترام في العلاقة    أدباء وحقوقيون ينتقدون اعتقال الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق    حلوى الدببة الجيلاتينية التى تباع في آلات البيع الألمانية تحتوى على سم الفطر    احذروا الوقوف طويلًا أثناء فترات العمل..يسبب الإصابة بالجلطات    أطعمة تساعد في ضبط مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري    حلواني بدرجة مهندس معماري| ساهر شاب بحراوى يفتتح مشروعه لبيع «الفريسكا»    "اشتروا بسرعة".. رئيس "اللجنة النقابية للمصوغات" يكشف أسباب ارتفاع أسعار الفضة    انفراجة وإصدار التراخيص الفترة المقبلة.. مقرر لجنة إعداد قانون البناء يكشف التفاصيل    تفاصيل ضبط طالب لقيادته سيارة وأداء حركات استعراضية بالقطامية    شتوتجارت يسقط يوفنتوس بهدف قاتل فى دوري أبطال أوروبا    أرسنال يعود لسكة الانتصارات بفوز صعب على شاختار دونيتسك    ريمونتادا مثيرة من ريال مدريد على بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا    تحرك برلماني لمعرفة أسباب هدم قبة مستولدة محمد علي باشا    عمر خيرت يعزف أجمل مقطوعاته الموسيقية بحفل جسور الإبداع بين مصر واليابان    الفنان عبد الرحيم حسن: "فارس بلا جواد" كان علامة في حياتي ودوري فيه كان تحدي    مي عمر بشوارع لندن وهنادي مهنا بدون مكياج.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    القاهرة الإخبارية: 4 غارات إسرائيلية على مناطق برج البراجنة وحارة حريك والليلكي في الضاحية جنوب لبنان    استشهاد 10 أشخاص وإصابة 31 في غارات إسرائيلية على شرق وجنوب لبنان    هل الإيمان بالغيب فطرة إنسانية؟.. أسامة الحديدي يجيب    وزير الخارجية الكويتي: حريصون على حفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز التنمية المستدامة    رئيس جامعة الأزهر يتابع أعمال التطوير المستمر في المدن الجامعية    أستاذ موارد مائية يكشف: توقف توربينات سد النهضة بالكامل    الكويت تنضم رسميا إلى البروتوكول المعدل لاتفاقية مراكش المؤسسة لمنظمة التجارة العالمية    نشرة المرأة والمنوعات: الوقوف لساعات طويلة يصيبك بمرض خطير.. أبرز أسباب مرض داليا مصطفى.. سعر غير متوقع ل فستان ريهام حجاج    أمين الفتوى: تربية الأبناء تحتاج إلى صبر واهتمام.. وعليك بهذا الأمر    نواب البرلمان يعددون مكاسب المصريين من التحول للدعم النقدي    جامعة دمنهور تعقد ندوة "انتصارات أكتوبر والهوية الوطنية"    قومي المرأة يهنئ المستشار سناء خليل لتكريمه في احتفالية "الأب القدوة"    وزير الشؤون النيابية: نحن في حاجة لقانون ينظم شؤون اللاجئين بمصر    هل قول "صدق الله العظيم" بدعة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: النية الصادقة تفتح أبواب الرحمة والبركة في الأبناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللقاحات وأزمة المصداقية فى الغرب
نشر في الشروق الجديد يوم 31 - 05 - 2021

نشر موقع بروجيكت سينديكيت مقالا للخبير الاقتصادى محمد العريان، يقول فيه إن سوء توزيع اللقاحات على البلدان أدى إلى إضعاف الثقة فى النظام الدولى، مما يوجه بالتبعية ضربة قوية إلى استمراريته وهذا بالتأكيد سيناسب الصين لفضل تنامى قوتها الاقتصادية... جاء فيه ما يلى.
يعتمد الأداء السليم لأى نظام اقتصادى مترابط على الثقة. كما يتطلب النظام العالمى الذى تم تصميمه من قبل الاقتصادات المتقدمة مستوى عالٍ من المشاركة من قبل العالم النامى. لقد أصبح كل منهما أكثر أهمية مع اكتساب المزيد من الاقتصادات النامية، بقيادة الصين، أهمية منهجية.
فى ظل محاولة العالم الانتعاش من الأزمة الاقتصادية الهائلة الناجمة عن فيروس كورونا، أدى سوء إدارة عملية توزيع اللقاحات العالمية إلى إضعاف الثقة فى النظام الدولى الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية. إلى جانب ذكريات الأزمة المالية العالمية لعام 2008، والتى نشأت فى الاقتصادات المتقدمة، تُعزز الإخفاقات الحالية الشكوك بين بعض البلدان بأن النظام الدولى ربما لم يعد مناسبًا للغرض. يتعين على الغرب، على وجه الخصوص، أن يأخذ هذه المخاوف على محمل الجد. نظرًا إلى غياب نظام متعدد الأطراف آخر ليحل محل النظام الحالى، فإن البديل الوحيد يتلخص فى سيناريو الانقسام العالمى والتوترات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المُتصاعدة.
على الرغم من أن المملكة المتحدة كانت متقدمة على معظم البلدان الأخرى فى تطعيم سكانها، إلا أن كفاحها للحد من الإصابات المُرتبطة بالسلالة الهندية الجديدة B.1.617.2 يُعد بمثابة تذكير فى الوقت المناسب بأنه لا يوجد أحد فى مأمن حتى يكون الجميع آمنًا. وكما أشار رئيس الوزراء البريطانى السابق جوردون براون، ففى حين تلقى «ما يقرب من نصف مواطنى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اليوم جرعة واحدة على الأقل» من لقاح كوفيد 19، فإن هذا الرقم ينخفض إلى 11٪ فى الهند. وفى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لم يتلقَ سوى 1٪ من السكان الجرعة الأولى.
فى حين ساهمت المشاكل الخاصة ببلدان مُعينة فى سوء إدارة وعدم كفاءة توزيع اللقاحات فى بعض الاقتصادات النامية، فإن المشكلة الحقيقية تكمن فى عدم كفاية الإمدادات. وكما أشارت الأمم المتحدة فى مارس، «تمتلك عشر دول غنية فقط ما يقرب من 80٪ من جميع لقاحات كوفيد 19». وقد سمح لها ذلك بالبدء فى تلقيح حتى الفئات المُستضعفة من سكانها بمن فيهم الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة بينما لا يزال مليارات الأشخاص فى العالم النامى غير محميين تمامًا. يُقدر صندوق النقد الدولى أن البلدان التى لديها مخزونات كبيرة من اللقاحات يمكن أن تتبرع بمليار جرعة فى عام 2021 دون تقويض أولويات التطعيم المحلية.
علاوة على ذلك، قامت العديد من الاقتصادات المتقدمة بجمع فائض هائل من اللقاحات حيث تُخطط لجولة من التعزيزات (جرعات إضافية) فى فصل الخريف. ويؤكد عدم كفاية التمويل المُقدم لمرفق كوفاكس، وهو برنامج المجتمع الدولى لضمان الوصول العالمى المنصف للقاحات، تردد هذه البلدان فى مساعدة بقية دول العالم. لكن هذا ليس مجرد فشل معنوى وأخلاقى، بل هو فشل عملى أيضًا. ووفقًا لأبحاث صندوق النقد الدولى، فإن تمويلا إضافيًا بقيمة 50 مليار دولار لجهود التطعيم العالمية من شأنه أن يحقق 9 تريليونات دولار من الفوائد الاقتصادية.
وكلما تعثرت عملية توزيع اللقاحات العالمية، زاد الضرر طويل المدى الذى يُلحق نظام دولى مُرهق بالفعل. يتمحور هذا النظام، الذى تم تصميمه منذ ما يقرب من 80 عامًا، حول الاقتصادات المتقدمة التى قدمت تاريخيًا «منافع عامة» رئيسية، مثل عملة دولية مستقرة (الدولار الأمريكى) وتمويل ضخم للمؤسسات مُتعددة الأطراف. فى مقابل هذه المساهمات، تمتعت الاقتصادات المتقدمة بامتيازات هائلة، بما فى ذلك حق النقض بحكم الأمر الواقع على قضايا الحوكمة العالمية، ورسوم سك العملات، وانخفاض تكاليف التمويل اليومية (من خلال العمل كوجهة لمدخرات الآخرين).
ومع ذلك، فى حين يمنح النظام الدولى فى فترة ما بعد الحرب الاقتصادات المتقدمة نفوذًا غير متناسب فى الشئون العالمية، فإن مصداقيتها وأداءها الأساسى يعتمدان فى النهاية على ما إذا كان قادتها يتصرفون بمسئولية. أشارت الأزمة المالية لعام 2008 إلى أنهم لم يتصرفوا على النحو المرغوب، وقد أدى اعتماد العالم الغنى المُطول والمُفرط على مزيج من السياسات التى تعتمد اعتمادًا مُفرطًا على السياسة النقدية منذ ذلك الحين إلى تفاقم الضرر الذى لحق بمصداقيتها.
وفى ظل هذه الخلفية، من شأن عملية توزيع اللقاحات غير المتوازنة وغير العادلة وغير الفعّالة أن تُوجه ضربة قوية إلى استمرارية النظام على المدى الطويل. من المؤكد أن ذلك يُناسب الصين. وبفضل تنامى قوتها الاقتصادية ونطاقها العالمى، ظلت تتحدى بشدة شرعية وجاذبية النظام الذى يهيمن عليه الغرب، والذى تصفه بأنه غير موثوق به ويعتمد على علاقات غير متكافئة مع البلدان النامية.
ومع ذلك، نظرًا إلى عدم قدرة المرء على استبدال شىء ما بلا شىء، فقد كانت النتيجة تطورًا بطيئًا ولكنه ثابت لنوع من النظام الهجين. لا يزال نظام ما بعد الحرب قائما، لكن هيمنته تتآكل تدريجيا بسبب انتشار الترتيبات التى تتجاوز جوهره. تشمل الأمثلة المؤسسات الجديدة متعددة الأطراف (مثل البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية وبنك التنمية الجديد)، والخطط الإقليمية الجديدة (لاسيما مبادرة الحزام والطريق الصينية)، وصفقات تجارية واستثمارية ثنائية جديدة.
وبسبب هذه التطورات، ضعفت العملية الشاملة للاقتصاد العالمى، مع عواقب وخيمة على الجميع. وكلما طال تأخر التلقيح فى أجزاء كثيرة من العالم النامى، كلما زاد الضغط على الدول التى تم تلقيح سكانها لتبنى عقلية التحصين. نظرًا إلى تفكك النظام الدولى، فقد يُصبح أقل استقرارًا، مما يُقلل من احتمالات تحقيق نوع النمو العالمى المتزامن المطلوب لتحسين أداء البلدان الفردية. علاوة على ذلك، مع استمرار تآكل الثقة فى النظام، ستواجه الاقتصادات المتقدمة تحديات إضافية فى الأمن القومى.
إن الثقة سلعة ثمينة: من الصعب تأسيسها، ومن السهل تآكلها، ومن الصعب للغاية استعادتها. على الرغم من أن النظام الدولى الحالى أبعد ما يكون عن الكمال، إلا أنه أفضل من أى من البدائل، ولا يزال قابلا للإصلاح بشكل بارز. يجب على الاقتصادات المتقدمة ألا تعرضه للخطر من خلال تأخير جهود التلقيح العالمية.
النص الأصلى:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.