"الشكاوى الحكومية" تستجيب لمعمر تجاوز عمره مائة عام بتوفير كرسي متحرك لحضور امتحان محو الأمية    حزب العدل: نتبنى رؤية موضوعية ومتوازنة في قضية الدعم    الثلاثاء.. مجلس النواب يفتتح أولى جلسات دور الانعقاد الخامس    أماكن منافذ «حياة كريمة» في الجيزة.. توفر لحوما بأسعار مخفضة    مياه أسيوط تحصد المركز الأول فى مأمونية الصرف الصحي للعام المالي 2024/2023 م    وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يستعرض استراتيجية مصر الرقمية والأجندة التشريعية للوزارة خلال لقائه مع لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب    وزير المالية يفتتح مؤتمر «بورتفوليو إيجيبت» بحضور كبار الاقتصاديين غدا    وزير المالية: تحسين الخدمات الضريبية.. وتبسيط وتوحيد المعاملات بالمناطق والمأموريات    عاجل.. لبنان يشهد أكبر عملية نزوح بسبب العدوان الإسرائيلي ورئيس الحكومة يكشف التفاصيل    دوي انفجارات قوية في محيط العاصمة السورية دمشق    مقتل 1640 لبنانيا وإصابة 8408 آخرين منذ 8 أكتوبر الماضي    شواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (4)    مفتي الجمهورية ينعى شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم    5 قنوات مفتوحة تنقل مباراة مانشستر يونايتد ضد توتنهام هوتسبيرز في البريميرليج    بمشاركة الأهلي.. فيفا يُعلن الموعد المبدئي لقرعة كأس العالم للأندية 2025    تشكيل آينتراخت فرانكفورت لمواجهة هولشتاين كيل.. مرموش أساسي    محافظ الدقهلية يحيل 181محضرا بمخالفات المخابز والرقابة على الأسواق للنيابة العامة    «الأرصاد» تحذر سكان 16 محافظة من تقلبات جوية.. اعرف حالة الطقس    ضبط مواد غذائية مجهولة المصدر بحملة تموينية فى العاشر من رمضان    مصرع مسن صدمته سيارة نقل في الدقهلية    المدير التنفيذي ل«الجونة السينمائي» يقدم رسالة دعم للبنان    مشاركة مميزة لقصور الثقافة بملتقى أولادنا لفنون ذوي القدرات    "الصندوق".. عرض افتتاح الدورة السابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما    في اليوم العالمي للقلب.. «الصحة العالمية» تطلق حملة «استخدم قلبك من أجل العمل»    نجاح الفريق الطبي بمعهد القلب في إجراء تدخل جراحي دقيق لإنقاذ حياة مريض    إعادة تشغيل الصيدلية التجارية بعيادة السلام للتأمين الصحي ببني سويف    فيديو.. لحظة انتشال جثمان حسن نصرالله    قوافل الأحوال المدنية تستخرج 31 ألف بطاقة رقم قومي للمواطنين بمحل إقامتهم    سيارات تويوتا وجيب وبيجو للبيع في مزاد علني.. الشراء بالرقم القومي    هل أصبح محمود حمدي الونش جاهزاً للمشاركة مع الزمالك؟.. طبيب النادي يرد    ينتقل عن طريق الخفافيش.. وفاة 6 أشخاص بسبب تفشي فيروس ماربورج في رواندا    بداية جديدة.. قصر ثقافة الأقصر يستقبل فعاليات العرض المسرحى "توتة توتة"    عادل السنهوري ل شريف مدكور: عبقرية سيد درويش أن ألحانه تعيش منذ 100 عام    محمد صلاح ينضم لمعسكر منتخب مصر 7 أكتوبر استعدادا لمباراتي موريتانيا    ضبط مصنعين بدون ترخيص لتدوير المخلفات البلاستيكية وتصنيع المخصبات الزراعية بالقليوبية    بعد واقعة اكتشاف سحر مؤمن زكريا داخل المقابر.. ما رأي الدين في السحر والسحرة؟    إسناد ملف المتطوعين للتحالف الوطني بالمنتدى الحضري يكشف محورية دوره    ميقاتي: يجب وقف إطلاق النار على جميع الجبهات ومن ضمنها غزة حتى نتمكن من تطبيق القرار 1701    متفوقة علميًا وطيبة السمعة، الإدارية العليا تلغي استبعاد فتاة من وظيفة قضائية    "التضامن للتمويل الأصغر" توقع عقدًا مع البنك الزراعي ب 100 مليون جنيه    الرئيس السيسي: ندير أمورنا بشكل يحفظ أمن واستقرار بلادنا والمنطقة    636 مليار جنيه بموازنة 2024: برلماني: حوكمة الدعم ضرورة مُلحة لضمان وصوله لمستحقيه    هل اقترب موعد العمل العسكري؟.. تصريح قوي من وزير الخارجية بشأن سد النهضة    حصيلة 24 ساعة.. ضبط 30123 مخالفة مرورية متنوعة    بعد أحداث السوبر الأفريقي.. الأهلي يوقع عقوبة مغلظة على إمام عاشور    أخبار الأهلي: جهات التحقيق تدخلت.. شوبير يكشف تطورات جديدة بشأن سحر مؤمن زكريا    نشرة الأخبار، الكشف عن جنسية جاسوس أبلغ تل أبيب بمعلومات موقع حسن نصر الله، وإسرائيل اغتالته ب 85 قنبلة وطائرة F16    الموت يفجع الشيخ أحمد عمر هاشم    إصابة 14 شخصا في انقلاب ميكروباص أمام مدخل الجبلاو بقنا    الصحة تنظم برنامجا تأهيليا لأطباء الصدرية بالتعاون مع الجمعية المصرية للشعب الهوائية    الرئيس السيسي يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة (بث مباشر)    "أكسيوس": إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال زعيم حزب الله    إجابات علي جمعة على أسئلة الأطفال الصعبة.. «فين ربنا؟»    محمد عبداللطيف: نظام التعليم لم يتطور منذ 300 سنة.. والتغيير كان ضروريًا لمواكبة متطلبات سوق العمل    مصر تسترد قطعا أثرية من أمريكا    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    داعية إسلامي يضع حلًا دينيًا للتعامل مع ارتفاع الأسعار (فيديو)    المنيا تحتفل باليوم العالمي للسياحة تحت شعار «السياحة والسلام»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أورهان باموق: «ليالى طاعون» تتحدث عن جزيرة عثمانية تخيلية فى أوائل القرن العشرين وقت اندلاع الوباء
كتبها قبل 5 سنوات من انتشار وباء «كورونا»..
نشر في الشروق الجديد يوم 28 - 05 - 2021

زحف وباء الكوليرا إلى الأراضى العثمانية على متن البواخر المليئة بالحجاج المسلمين
«تركيا تعيش أحلك عصور القمع ومصادرة الحريات.. والبلطجية القوميون لا يتركون أحدًا فى حاله»
«كنت دائمًا فى ورطة بسبب لقاءاتى مع الصحفيين.. وليس بسبب رواياتي»
ينتقد السلطان عبدالحميد الثانى بسبب تلميع الإعلام التركى له.. وينفى سخريته من كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة
من داخل منزله فى «إسطنبول» الذى يطل على العبّارات وسفن الحاويات التى تعبر مضيق البوسفور، تحدث الكاتب التركى، أورهان باموق، لصحيفة «ذى إيكونوميست» كاشفًا عن أنه لايزال ملتزمًا بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعى الذى فرضها علينا الوباء الجديد منذ العام الماضى وحتى الآن، ومحافظًا على قضاء معظم الوقت بين جدران منزله، وذلك بعد صدور أحدث رواياته شهر مارس الماضى والتى تحمل عنوان «ليالى الطاعون». ومن المقرر أن تصدر ترجمتها إلى العربية عن دار الشروق أواخر هذا العام.
وقال «باموق»، المؤلف الأكثر شهرة فى تركيا والحائز على نوبل فى الآداب، إنه بدأ فى كتابة الرواية قبل خمس سنوات، وكشف عن أن أحداثها تدور على جزيرة عثمانية تخيلية فى بحر إيجة فى أوائل القرن العشرين إبان اندلاع وباء الطاعون الدبلى.
وصرّح «باموق» أن الأمر المثير للغاية كان حقيقة أنه ابتدأ الرواية قبل ظهور وباء «كوفيد19»، ولم يكد ينتهى منها حتى عصف الوباء الجديد بالبشرية، لقد تطفّل الخيال على الواقع وصبغه بصبغته بشكل غير مسبوق، وعن ذلك قال «باموق»: «لقد أصبح عالمى الخاص الذى ابتدعته فى الرواية على المشاع؛ كان الجميع يستخدمون كلماتي؛ كان الجميع يتحدثون عن الحجر الصحى مثلما كانوا يفعلون فى الرواية».
وأوضح «باموق» أن «قفلة» الكاتب قد أصابته خلال كتابة هذه الرواية واستمرت لمدة أسبوعين، غير أن احتدام المرض من حوله، وتصاعد الأمور بحدة بسبب الوباء الجديد، بالإضافة إلى مخاوفه الخاصة بشأن صحته، قد أثرى مخيلته من جديد ومنحه أفكارًا رائعة للكتابة عن الشخصيات.
ومن أجل كتابة «ليالى طاعون»، قال «باموق» إنه عكف على قراءة كل الكتب التى تمت ل «الأدب الوبائى» بصلة؛ فعلى سبيل المثال درس زحف وباء الكوليرا من الصين والهند إلى الأراضى العثمانية على متن البواخر المليئة بالحجاج المسلمين المتجهين إلى مكة والمدينة، ومقاومة إجراءات الحجر الصحى فى جميع أنحاء الإمبراطورية.
كما أوضح أنه كان يعكف دائمًا على التجول فى شوارع مدينة إسطنبول، التى يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، مع حارسه الشخصى وكاميرته محاطا بالقطط والكلاب الضالة من أجل محاكاة الحالة التى ينقلها للقارئ عبر روايته الجديدة، وعن تلك التجربة قال «باموق»: «كنت أتخيل عالمى أثناء سيرى، ولكن الشيء الوحيد الذى لم أكن أتخيله هو الخوف؛ كانت شخصياتى فى الكتاب أكثر شجاعة قبل وباء كورونا».
ولم يغفل «باموق»، خلال حديثه، عن التحدث عن الحال التى وصلت إليه تركيا؛ حيث لم تزل الحكومة التركية تمارس دورها القمعى فى مصادرة الحريات، وقد كشف «باموق» عن أن أحد الصحفيين وهو مراد سابونكو الذى قضى مؤخرًا أكثر من عام فى السجن بتهم زائفة تتعلق بالإرهاب قد استضاف منذ بضعة أيام عبر برنامجه التليفزيونى أحد الضيوف الذى ظهر على الشاشة وأصابعه مكسورة؛ وذلك بعد أن تعرّض لهجوم من قِبَل بلطجية قوميين بسبب انتقاده الدائم للحكومة التركية.
وقد تعرّض «باموق» نفسه للاعتقال عام 2005، أى قبل عام من حصوله على جائزة «نوبل» فى الأدب، بسبب اتهامه ب «إهانة الهوية التركية». وكان جلّ جُرمه حينها أنه تحدث ببضع كلمات إلى إحدى الصحف السويسرية حول المذبحة والترحيل القسرى لأكثر من مليون أرمنى على يد القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وقد واجه «باموق» بسبب تلك التصريحات حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات، غير أن التهم أُسقِطت فى النهاية، وقد كشف عن أنه حتى الآن لا يزال يتلقى بشكل دورى تهديدات بالقتل بسبب آرائه تلك، حتى إن الشرطة قد عيّنت له حارسًا شخصيًا، ولم يثن الموقف الصعب «باموق» عن المزاح بخصوصه؛ حيث قال: «كنت دائمًا فى ورطة بسبب لقاءاتى مع الصحفيين، وليس بسبب رواياتي».
وقد بدأ الهجوم مبكرًا على «باموق» حتى قبل أن ترى روايته الجديدة النور؛ فاتهمه كاتب صحفى مشهور فى تركيا بأنه سخر من كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة فى روايته وقد أنكر باموق هذا الادعاء كما أنه من المتوقع أن يواجه الكاتب، البالغ من العمر 69 عامًا، المزيد من المضايقات بسبب تشخيصه فى الرواية لعبدالحميد الثانى، السلطان الذى سعى إلى منع انهيار الإمبراطورية العثمانية من خلال المزج بين الاستبداد والقومية الإسلامية.
لقد أعاد الإسلاميون الأتراك الحديثون بمن فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان – تلميع صورة «عبدالحميد» وإظهاره كبطل فى أواخر العهد العثمانى، وقد حرصت الدراما التركية على تصويره دائمًا فى الأعمال التى يتم بثها عبر شاشة التليفزيون على أنه نسخة سياسية من «أردوغان»، وضحية مثله لمؤامرات أوروبية وصهيونية عدة، غير أن «باموق» فى روايته لم يتأثر بالتيار السائد وقام بإظهار الرجل كما هو، وعن ذلك قال: «لقد أغلق عبدالحميد البرلمان، ولم يهتم بحرية التعبير، وجعل من إسطنبول العثمانية دولة بوليسية».
جدير بالذكر أن قائمة أعمال الكاتب المميزة السابقة تشمل: رواية «اسمى أحمر»، والتى تدور حول لغز جريمة قتل تقع فى إسطنبول فى القرن السادس عشر، وقد برز فى تلك الرواية الاهتمام الجلى بالتفاصيل الجنائية، فضلًا عن احتوائها على العديد من خيوط الحبكة المبنية على الخرائط والصور والمخطوطات القديمة، وأيضًا رواية «متحف البراءة»، التى هى أقرب لحالة من العشق الخالص؛ حيث تنقل الرواية قصة الحب الكلاسيكية بين «كمال» المنتمى لأسرة أرستقراطية و«فسون» قريبته التى تنتمى للفرع الفقير من العائلة، وقد أصدرت دار «الشروق» الترجمات العربية لروايات باموق.
كما لم يتوان «باموق» عن التحدث بصراحة عن استيائه حيال ما تشهده تركيا حاليًا من قمع؛ فقد كان لليبراليين فى تركيا قبل عقد أو عقدين من الزمان أمل ضئيل فى أن تُسمع أصواتهم، أما الآن فيتم تكميم أفواههم بلا هوادة، وقد أجرى «باموق» عام 2017 مقابلة مطولة مع إحدى الصحف التركية الشهيرة، قال خلالها إنه يعارض التغييرات الدستورية التى منحت «أردوغان» سلطات جديدة كاسحة، ولم تنشر الصحيفة القصة خوفًا من غضب النظام، وعزف «باموق» بعدها عن الإدلاء بتصريحات للجرائد التركية القومية الكبرى.
وقد أكد «باموق» أنه لا مكان الآن فى تركيا لحرية التعبير، وأضاف: «الشىء الفريد الذى لم أره فى هذا البلد من قبل هو ذلك الصمت المخيف، كان بإمكانك انتقاد الحكومة أو الرئيس فى السابق أثناء وجودك فى سيارة أجرة أو سوبر ماركت، ولكن الآن لا يسود سوى الصمت».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.