يختتم بعد غد أسبوع بانوراما الفيلم الأوروبى، الذى انطلق الأربعاء الماضى، وتم خلاله عرض 12 فيلما من أهم ما أنتجته السينما الأوروبية خلال 2009، حيث شاركت جميعها فى كبرى المهرجانات العالمية وحصد بعضها الجوائز. ولم يكن كسر احتكار هوليود للمشاهد المصرى، الميزة الوحيدة من البانوراما حيث ساهمت فى اثارة حالة من الجدل داخل الأوساط الفنية المصرية حول ضرورة السير على خطاها فى اختراق قضايا وموضوعات غير تقليدية كما هو الحال مع الأفلام المعروضة. وفى الوقت نفسه تباينت آراء المهتمين بالفن السابع حول مستوى الأفلام المعروضة وطبيعة القضايا التى تناقشها، حيث أجمع الحضور على ضعف مستوى الفيلم الفرنسى «كوكو قبل شنايل» حتى إن كثيرا من المشاهدين غادر القاعة واصفا العمل بالممل والبطئ. وفى المقابل أثنى المشاهدون على فيلم «الزمن المتبقى» للمخرج الفلسطينى اليا سليمان الذى يتناول من خلاله قضية الهوية لدى عرب 48، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية رغما عنهم، وكذلك الحال نال فيلم «دنيا وديزى» اهتمام المشاهدين، حيث يتناول قضية الهوية أيضا ولكن هذه المرة فى الجيل الثانى والثالث للمهاجرين العرب إلى أوروبا. ويبدو أن قضية الهوية سيطرت على محور أغلب الأفلام حيث تناول الفيلم الفرنسى «رسول» أزمة المهاجرين العرب فى فرنسا والاضطهاد والعنصرية التى يعانون منها فى المواقف الحياتية. أما الضغوط التى يعانى منها الشباب الأوروبى فكانت محور فيلم «يوم التنورة» الذى يتناول قصة مدرسة تقدم على احتجاز تلاميذها بالمدرسة بعد تعرضها لضغوط شديدة افقدتها القدرة على التصرف المسئول. وشهدت الندوات ال10، التى أقيمت على هامش المهرجان، تفاعلا ونقاشا بين الجمهور والنقاد وصناع السينما المصرية الذين حضر بعضهم البانوراما. غير أن الجدل الذى أثارته البانورما لم يقف عند حد الحديث عن صناعة السينما الأوروبية ومقارنتها بالمصرية، حيث تردد أن الفيلم الأسبانى «أجورا» المقرر عرضه فى الختام، واجه اعتراض الكنيسة بدعوى أنه يسئ للمسيحية لتناوله قصة مصرع فيلسوفة مصرية بالإسكندرية فى القرن الرابع الميلادى بعد أن اعتبرها بابا الأقباط وثنية وكافرة. المنتجة والمخرجة ماريان خورى، المشرفة على التنظيم، شددت على أن فيلم الختام سيعرض فى موعده، نافية تلقيها أى خطابات من أى جهة تدعو لعدم عرض الفيلم. وهذا ما أكده الدكتور سيد خطاب، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وقال ل«الشروق»: هذا كلام عارٍ تمام عن الصحة ولم يحدث أبدا أن تقدم أحد بمذكرة أو طلب بوقف عرض الفيلم، موضحا أن الصلاحيات معروفة ومحددة مسبقا بحكم الدستور. وأوضح خطاب، أن الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس أطلع من خلال المواقع الإلكترونية على كتابات نقدية تحدثت عن الفيلم من خلال المهرجانات، التى شارك فيها فرأى أن من واجبه الدينى لفت انتباهنا إلى قصة الفيلم لكنه لم يطلب منع عرضه. وأوضح: سنشاهده الفيلم وندلى برأينا النهائى فيه غدا الاثنين مع وجود احتمال بمنع عرضه تجاريا فى حال رأينا صعوبة فى ذلك على أن نكتفى بعرضه فقط فى حفل ختام البانوراما. يذكر أن بانوراما السينما الأوروبية تعقد هذا العام للمرة الثانية بعد مرور 5 سنوات على إقامة الدورة الأولى، وشهدت العام الحالى حضور عدد من صناع السينما المصرية كالمخرجين محمد خان وخيرى بشارة ويسرى نصر الله وأحمد ماهر والفنانيين آسر يس وباسم سمرة ويسرا اللوزى وكريم قاسم وفرح يوسف.