نظم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية حلقة نقاشية بعنوان "فرق الفنون الشعبية إلى أين؟" بحضور مؤسس فرقة رضا، الفنان الاستعراضي الكبير محمود رضا، في إطار احتفال المكتبة بمرور 50 عاما على إنشاء الفرقة، ذائعة الصيت. قدم الحلقة النقاشية التي عقدت أمس الأربعاء المايسترو شريف محيي الدين، مدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، وأدارها علي الجندي مدير فرقة الإسكندرية للفنون الشعبية، وحضرها عدد كبير من راقصي فرقة رضا الأوائل، وبينهم نيفين رامز ونبيل مبروك وحمادة حسام الدين والجداوي رمضان، بالإضافة إلى إيهاب حسن المدير الحالي للفرقة، وعدد من الأكاديميين والمثقفين والفنانين. وقال المايسترو شريف محيي الدين إن فرقة رضا أحدثت طفرة كبيرة في عالم الفنون الشعبية، مؤكدا أن محمود رضا ليس مجرد فنان ولكنه نقطة تحول في تاريخ الفنون الشعبية في مصر حيث استطاع أن يخلق من خلال تصميماته الرائدة نوعا جديدا من الرقص يمزج بين العديد من الأنماط المختلفة والتي تمكن من خلالها أن يصور العديد من المشاعر والشخصيات المصرية من خلال الرقص المسرحي. وأعلن محيي الدين أن مكتبة الإسكندرية تعمل حاليا على مشروع توثيق رقمي لتاريخ فرقة رضا يضم كل الوثائق الرقمية والفيلمية التي تسجل مشوار ورحلة الفرقة، لافتا إلى أنه سيتم إتاحة تلك المواد على موقع إلكتروني ملحق بموقع مكتبة الإسكندرية ليتحول الموقع إلى وثيقة تاريخية تحكي قصة الفنون الشعبية في مصر عامة، وتاريخ فرقة رضا بشكل خاص. وعدد الفنان محمود رضا الصعوبات التي واجهت فرقة رضا خلال مشوارها الفني الطويل والتي كانت في أغلبها مادية، على حد قوله، "لكنها استطاعت أن تتحدى كل الظروف لتقدم أول أعمالها في أغسطس عام 1959. وأكد رضا أن انضمام فرقة رضا لوزارة الثقافة يعد من أكبر نقاط التحول في تاريخ الفرقة، حيث اعتبرت تلك الخطوة بمثابة اعتراف من الدولة بأهمية فن الرقص واعتبرتها الفرقة فرصة لمحاولة الارتقاء بهذا الفن وتحسين صورته وسمعته بين المصريين، مستدركا أن الفرقة عانت بعدها من البيروقراطية وتدني الميزانية وعدم قدرة الفنانين على الإسهام في الفن بتقديم أفكارهم وإبداعاتهم بعد إحالتهم إلى المعاش. وأشار رضا إلى أن الفرق التي تقدم الفنون الشعبية زاد عددها بشكل كبير لكنها ما زالت تعاني من عدد كبير من الصعوبات منها سوء حالة المسارح وانخفاض العائد المادي وتعدد الأقسام الإدارية في قطاع الفنون الشعبية بوزارة الثقافة، في مقابل انخفاض عدد الإدارات التي تهتم بالتدريب والموسيقى والملابس والمسارح. وقالت الفنانة نيفين رامز إن الاتجاه السائد في الفن المصري الآن هو الاهتمام فقط بفن الأوبرا والباليه والرقص الغربي ولا تعير المؤسسات الثقافية الاهتمام الكافي للفنون الشعبية رغم أنها أهم الفنون التي يعبر الفنان المصري من خلالها عن روح الانتماء والوطنية، موجهة الدعوة للمسئولين والفنانين إلى تفعيل دور قطاع الفنون الشعبية والبدء في تدريس أسلوب الرقص الشعبي الذي وضعه محمود رضا بشكل علمي. وكانت مكتبة الإسكندرية كرمت أمس الأول الثلاثاء الفنانين محمود رضا وفريدة فهمي وقدمت لكل منهما درعا من الجرانيت الأبدي الأسواني الذي بنيت به مكتبة الإسكندرية منقوش عليه كلمة تقدير من المكتبة لتاريخ الفرقة. كما أصدرت المكتبة الألبوم المصور الرقص حياتي الذي يعد أحدث توثيق لتاريخ فرقة رضا والذي أعده محمود رضا وفريدة فهمي ويعتمد على محورين: الأول بحثي يرصد رحلات محمود رضا لأقاليم مصر المختلفة ليطلع على منابع الفن الشعبي، والثاني كتاب مصور يعطي القارئ فكرة موجزة ومعبرة عن شكل الفنون الشعبية بشكل عام، وفنون الرقص في أقاليم مصر المختلفة بشكل خاص.