تعودنا فى كل أزمة تعلق الشعارات وتطلق التصريحات وتصرخ الأبواق حتى نصدق من أطلقوها وفى كل مرة نصعد بخيالنا إلى عنان السماء وما نلبس أن ننزل على رقابنا دون رحمة وهذا ما حدث فى الفترة الأخيرة فى أعقاب أزمة مصر والجزائر والتى أوهمنا السادة المسئولين بأنهم سيأخذون حقوق المصريين التى أهدرت فى السودان ويعيدون كرامة مصر الرياضية أمام العالم بالحجة والمنطق وكشف ألاعيب محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى الذى ضحك على المسئولين هنا مرتين الأولى عندما صور ما حدث للأتوبيس الذى كان يقل الفريق الجزائرى والثانية كم المهازل التى حدثت من وجهة نظره من جانب مسئولى الكرة المصرية وبعض مقدمى البرامج فى الفضائيات، وما أن انتهت المباراة الثانية فى أم درمان إلا وكانت كل هذه التجاوزات مع الفبركة التى افتعلها ابن روراوة تبث على جميع محطات العالم بمساعدة العديد من الجهات التى وجدت فى خلافات الجانبين مآربهم. وبعد نجاح الرسالة الجزائرية أمام العالم أجمع بتجاوزات الجانب المصرى، خرج علينا أخيرا حسن صقر وسمير زاهر ليعلنا على الملأ أنهما يعدان لعقد مؤتمر عالمى لفضح ممارسات الجزائريين فى القاهرة والسودان بالمشاركة مع هيئة الاستعلامات، وقتها تنفس الشارع الرياضى المصرى بعمق بعدما اطمأن لعودة حقوقه والثأر لكرامته وبعد كم التصريحات التى أطلقاها والسفريات التى نفذاها هدأت الأوضاع وعاد كل شىء لطبيعته لا سمعنا صوت صقر ولا ألاعيب زاهر ولا شعر الشارع الرياضى بأى مبادرات منهما ويبدو أن كل هذه الأفعال كانت مجرد مسكنات أراد بها هؤلاء تهدئة الرأى العام والضحك عليه كالعادة. والغريب أن هيئة الاستعلامات التى تمتلك كما من العلاقات التى بإمكانها التأثير على الرأى العام العالمى لم تتحرك حتى الآن ويبدو أنها انشغلت بما هو أهم من مطالب الشعب فى تحسين صورتهم أمام العالم، ولا نعلم ما السر فى هذه العادة التى ضاع فيها حق المواطن فى الإحساس بأن هناك مسئولين حريصون على مصالحهم، وبدلا من ظهور زاهر وأعضاء اتحاده وهم يمسكون بالعلم فى مباراة الأهلى والإسماعيلى كانوا يحرصون على حمايته وإعادة كرامة المصريين فى السودان.