أعاد حادث تصادم المعدتين برشيد إلى الأذهان ملف معديات الموت من الإسكندرية إلى أسوان حيث لا تخلو محافظة فى مصر من وجود معديات، واستخدمها كوسيلة وحيدة ورخيصة للنقل ويكاد يجمع معظم المراقبين على أن حداث رشيد قابل للاستنساخ فى كل مكان فى مصر. وانتقل الجدل عن المعديات من الشارع وأحاديث المنازل إلى مجلس الشعب بعد أن اتهم نائب السويس سعد الدين خليفة، عضو مجلس الشعب، الحكومة بأنها المسئول الرئيسى عن كارثة غرق وموت أكثر من 65 مواطنا نتيجة تصادم معديتين لنقل الركاب بنهر النيل بفرع رشيد بمحافظة البحيرة، جاء ذلك من خلال طلب الإحاطة العاجل الذى تقدم به النائب إلى كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل. وأوضح النائب فى طلبه العاجل، أن تقصير هيئة النقل النهرى فى دورها فى التفتيش الدائم والمستمر وتحديد مدى صلاحيتها للعمل هو السبب الرئيسى لغرق المعدتين، وكذلك عدم التفتيش على وجود معدات الأمان والسلامة والإنقاذ وعدم التأكد من وجود الأطقم المدربة والمؤهلة لقيادة مثل هذه العائمات وترك قيادتها لحديثى السن غير المؤهلين وغير المرخص لهم بالقيادة من الأساس. ومن الأسباب الأخرى، الإهمال الجسيم من وزارة النقل والمتكرر بسبب عدم تحديد خطوط السير التى يجب على قائدى المعديات اتباعها، والتقصير الشديد من جانب شرطة المسطحات المائية وأضاف أن التحقيقات كشفت وجود المئات المعديات التى تعمل بدون تصاريح أو تراخيص. وفى أسوان، جدد أهالى قرى بنبان والمنصورية بمدينة دراو والرمادى والسباعية بإدفو وقرية فارس بمدينة كوم أمبو مطالبهم لدى المحافظ ووزارة التنمية المحلية بتنفيذ وعدهم بخصوص الدعم الخاص بإحضار عدد من المعديات والعبارات للعبور بها على النهر من الجانب الشرقى إلى الغربى والعكس وذلك بعد أن انتهى العمر الافتراضى للمعديات والعبارات التى تعمل منذ مئات السنين. وأكد أهالى تلك القرى أنهم يستخدمون لنشات صغير للعبور بها وهى تحمل 20 مواطنا فى حين أن الحمولة الرئيسية 10أفراد فقط وهو الأمر الذى قد ينذر بكارثة قريبة من كارثة غرق معدية قرية المنصورية، التى وقعت العام الماضى حيث أثبت التقرير أن عمرها الافتراضى قد انتهى. وأضاف الأهالى أن وراء تجديد هذا المطلب الذى مر عليه أكثر من عامين، ولم ينفذ رغم وعود المسئولين هو وقوع كارثة عبارات رشيد. وتعقيبا، قال اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان أن وزارة التنمية المحلية توعدت بجلب عدد من المعديات لأهالى القرى التى تعتمد على العبور من الجهة الشرقية إلى الغربية على المعديات خاصة بعد انتهاء العمر الافتراضى لها. وفى أسيوط، فإن الخوف من تكرار حوادث المعديات يبدو أمرا محتملا ومتوقعا، حيث تعد من المحافظات التى يقسمها النيل إلى شطرين، وتقع 4 مراكز كاملة منها شرق النيل هى الفتح وأبنوب وساحل سليم والبدارى ويسكنها نحو 5.1 مليون نسمة مما أدى إلى انتشار المعديات والعبارات والقوارب الصغيرة للانتقال بها بين الجانبين، وتفتقد هذه الوسائل إلى عوامل الآمان وتسببت فى العديد من الحوادث النيلية. وقال سيد حسانين 75 عاما تاجر أن محافظة أسيوط من أكثر المحافظات التى تستخدم النقل النهرى كوسيلة للانتقال بها، بالرغم أنها تفتقر إلى عوامل الآمان بسبب تهالك، وانتهاء عمر العبارات الإفتراضى، وتعرض القوارب الصغيرة للغرق باستمرار. وأضاف مديح محمد عبدالجابر 45 عاما عضو مجلس محلى محافظة بديروط أن العبارات تبدأ عملها الساعة الخامسة صباحا وتنتهى فى الثامنة مساء، فتصبح القرية معزولة تماما عن العالم لا يستطيع أحد الدخول اليها أو الخروج منها بعد هذا الوقت بسبب عدم وجود وسائل مواصلات بها أو كبارى تربطها بالمركز التابعة له. من جهته، أكد محمد عبدالمحسن صالح رئيس المجلس الشعبى المحلى الأسبق وأمين المجالس الشعبية المحلية الحالى أن المجلس قام فى عام 2005 بإعداد دراسة حول هذا الأمر بعد حادثة عبارة أبوتيج التى راح ضحيتها أكثر من 30 مواطنا، وأوصى بإنشاء 20 كوبرى على النيل وترعة الإبراهيمية لحل مشكلة العبارات ولكن منذ ذلك الحين لم يتم إرسال الاعتمادات المالية حتى الآن، على الرغم أنه لا يوجد سوى كوبريين علويين فقط على النيل و3 آخرين على الإبراهيمية ونحو 628 كوبرى خرسانيا على الترع، والمصارف بقرى ونجوع المحافظة. ومن جانبه قال اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط إن جميع العبارات النهرية فى أسيوط كانت غير مرخصة، ولكن الآن الوضع تغير، حيث تم ترخيص 90% منها، وجارٍ تقنين أوضاع الباقى، مضيفا أنه طلب من وزير التنمية المحلية إرسال عبارات جديدة لتحل محل القديمة، وجارٍ ايضا تدبير الموارد المالية لشراء العبارات الجديدة، مؤكدا أنه تم وضع حجر الأساس لكوبرى أبوتيج الساحل الذى سيربط الشرق بالغرب، ويعمل على تقليل استخدام العبارات والمعديات.