ذكرت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية يوم الأحد أن العالم الإيراني الذي اختفى قبل ستة أشهر كشف أسرار البرنامج النووي لبلاده لمفتشي الأسلحة الدوليين الذين زاروا منشأة قم. وكان العالم الإيراني شهرام عميري قد اختفى بعد وصوله إلى السعودية لأداء العمرة في مايو تاركا زوجته وأسرته. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية فرنسية القول إن عميري التقى بالمراقبين النوويين التابعين للأمم المتحدة بمطار فرانكفورت قبيل ساعات من توجههم لتفتيش منشأة تخصيب اليورانيوم. وعميري عالم في الذرة وكان يعمل في منشأة قم المحصنة والمبنية تحت الأرض ، كما أنه مرتبط بجامعة طهران التي اعتبرها الاتحاد الأوروبي في العام الماضي جزءا من عمليات الانتشار النووي التي يقوم بها النظام الإيراني. وأوضحت الصحيفة أن لقاء عميري بمفتشي الوكالة في أكتوبر مثل أمرا مهما لوكالة الطاقة الذرية لأنه أمد المفتشين بمعلومات مهمة باعتباره "شاهد من أهلها" قبل رحلتهم التي وصفتها الصحيفة بأنها شديدة الحساسية. وقد أثار اختفاء هذا العالم الذي لا يزال في الثلاثينيات من عمره جدلا عالميا غير مسبوق من الخليج إلى واشنطن بعد أن اتهمت إيران الأسبوع الماضي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بارتكاب "سلوك إرهابي" حيث اتهمتهما بالتخطيط لخطفه ، وهو ما نفته السلطات السعودية التي أكدت أنها لا تعلم مكان تواجده. وأوضحت الصحيفة أنه على النقيض من المزاعم الإيرانية فإن موقعا فرنسيا للتحليل الاستخباراتي ذكر أن عميري تخلى عن بلاده بعد عملية استخباراتية دولية نسقتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه). وذكرت أن "الوكالة اتصلت العام الماضي بعميري خلال زيارته لفرانكفورت في إطار عمله البحثي" ، موضحة أن رجل أعمال ألماني قام بدور الوساطة وأنه جرى اتصال نهائي عندما سافر عميري إلى النمسا لمساعدة مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد ذلك بوقت قصير توجه العالم الإيراني إلى السعودية لأداء مناسك العمرة.