أكد الدكتور أحمد فرج خبير التحكم الحراري بالأقمار الصناعية، المدرس بقسم طيران بمعهد الهندسة وتكنولوجيا الطيران، امتلاك مصر الكوادر البشرية في التخصصات المختلفة والبنية التحتية التي تمكنها من الاستثمار في الفضاء، مشيرا إلى الجهود المصرية الحالية لنقل وتوطين وتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين على المستويين الإقليمي والدولي، منها فرنسا، والصين، وأوكرانيا، واليابان، وألمانيا. جاء ذلك في الندوة العلمية التي نظمتها -لأول مرة- شعبة الهندسة الميكانيكية ب"النقابة العامة للمهندسين المصرية"، عبر تطبيق "زووم"، وشارك فيها نخبة من الخبراء و المتخصصين في مجالات علوم وهندسة الفضاء. وأشار فرج الى أن خطة مصر الاستراتيجية الوطنية وفقًا لرؤية الدولة للتنمية المستدامة 2030، في ظل ما يشهده العالم حاليا من تطور في علوم الفضاء، تستهدف الارتقاء بمكانة مصر وتعزيز قدرتها في مجال صناعة الفضاء، بمختلف علومه وتقنياته وتطبيقاته وخدماته، سعيا لامتلاك القدرات الذاتية لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية، ووضع مصر على خريطة العالم الفضائية والبحثية. وأوضح أن مصر قطعت شوطا كبيرا في مجال تطوير استخداماتها لتكنولوجيا الفضاء، واتخذت مجموعة من الخطوات بهدف امتلاك برنامج متكامل لعلوم الفضاء، منها إنشاء محطة التحكم في الأقمار الصناعية بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، وإنشاء وكالة الفضاء المصرية، واستضافة مقر وكالة الفضاء الإفريقية، وإدخال تخصصات علوم الفضاء في بعض المناهج الدراسية. وقال فرج إن مصر عززت بنيتها التحتية الفضائية بإطلاق سلسلة أقمار صناعية، منها "إيجيبت سات 1، إيجيبت سات A"؛ لدعم دورها على المستوى العربي والإفريقي في مجال البحث العلمي، كما أطلقت وكالة الفضاء المصرية قمرين صناعيين من نوع كيوب سات في أغسطس ونوفمبر 2019. وأضاف أن وكالة الفضاء المصرية تعمل - حاليا - على مشروع 35 قمرا صناعيا تعليميا، لتكون نواة لإنشاء معامل تكونولجيا الأقمار الصناعية في الجامعات والكليات المتخصصة. ولفت الى أن النقابة العامة للمهندسين المصرية، أول كيان يتطرق لهذا الموضوع المهم الذي يحظي باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أهمية نشر ثقافة الفضاء في المجتمع المصري وتشجيع الشباب على دراسة علوم الفضاء. تناولت الندوة عددا من المحاور المهمة، شملت تاريخ الفضاء، واستخدامات الفضاء، وأنظمة القمر الصناعي، ومهام الأقمار الصناعية وأنواعها، ومدارات المهمة الفضائية، وأنواع المدارات، ومسارات القمر الصناعي وكيفية تحقيق التغطية، الإطلاق، ومصر وعالم الفضاء تماشيا مع استراتيجية التنمية المستدامة 2030. كما تناولت أهداف التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصاد والبيئي والاجتماعي، وما يشمله كل بعد من محاول تتعلق بالتنمية، مثل التعليم والصحة والتنمية العمرانية والتنمية الاقتصادية. والدكتور أحمد فرج عمل خبيرا بالمكتب الفني لنائب وزير التخطيط للإصلاح الإداري حتى ديسمبر 2019، وخبير أنظمة التحكم الحراري للأقمار الصناعية بوكالة الفضاء المصرية سابقا، كما أنه كان أحد المهندسين المشتركين في تصميم وبناء واختبار القمرين الصناعيين المصريين Egypt- Sat 2 و Egypt- Sat A.
