انقسام جديد فى الساحة الفلسطينية بين بين السلطة والحكومة المقالة فى غزة إزاء المشروع الذى قدمه وزير الخارجية السويدى إلى مجلس الاتحاد الأوروبى والذى سيناقش بعد غد فى جلسة خاصة لمناقشة إعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، ويجمع عدد من المراقبين على أن تلك الدعوة التى استقبلتها أوساط دبلوماسية فى دول أوروبية عديدة بالترحيب قد تجتذب لها داعمين مهمين وستشكل نقطة تحول مهمه على صعيد مستقبل الملف الفلسطينى برمته. من ناحيته قال محمود الزهار وزير خارجية حكومة حماس المقالة فى تصريح خاص ل«الشروق» إن الطرح السويدى لا يعدو كونه خطوة نظرية وأنه حتى فى حال إتمامها فلن يكون هناك تجاوب إسرائيلى معها. وأضاف «المبادرة الجديدة تقدم فقط 20% من الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 67 مقابل الاعتراف بالاحتلال على حدود 80% المتبقية، كما أن آلية تقديمه فى حال تمريره بالموافقة عليه لن يكون ملزما للجانب الإسرائيلى الذى لم يعترف فى يوم من الأيام بقرارات الشرعية الدولية المعلنة من جانب الأممالمتحدة». وشدد الزهار أن الموقف الرسمى لحركة حماس هو موقف الحذر من المشروع الجديد وقال: «نحن موقفنا حذر جدا تجاه هذه الأطروحات، فجيلنا الذى لم يستطع تحقيق حلم أرضه كاملة لا يريد أن يسلم عارا على هذا النحو للاجيال القادمة». وفى السياق ذاته وجه الزهار نقدا لاذعا لحركة فتح بقوله « لقد تم استدراج الراحل ياسر عرفات من قبل من خلال مثل هذا الطريق، ونحن الآن أمام خطوة مماثلة على نفس طريق أسلو وبالتالى على عريقات وفتح ومحمود عباس أن يقولوا لنا أين ذهبت الثوابت الفلسطينية التى وردت فى برنامج منظمة التحرير والتى كانت تقول كل الأرض الفلسطينية لنا والكفاح المسلح هو سبيل حل هذه القضية الآن». كان صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير قد دعا الأمة العربية إلى حشد القوى لمساندة الدعم الأوروبى للإعلان عن الاعتراف بمدينة القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وقال إن اعتراف المجتمع الدولى بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية يعنى أن كل الممارسات الإسرائيلية لن تخلق حقا ولا يكون لها أى التزام، ووضح أن ذلك لا يعد إعلانا من جانب واحد بل هو مجرد توجه دولى لترسيم حدود دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل. ووصف عريقات الخطوة الأوروبية التى تدعو إلى الإعلان عن الاعتراف بمدينة القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية «إن تمت فهى ستكون منعطفا تاريخيا مهما» . وأوضح عريقات أنه حينما يكون الحديث عن دولة على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية يكون قد تم التعامل مع ملف المستوطنات والحدود ومصادر المياه وكذلك ملف الأمن ودولة ذات سيادة بكل ما عليها من واجبات وما لها من حقوق.