باتت الملاعب العشرة المضيفة لنهائيات كأس العالم المقررة فى جنوب أفريقيا الصيف المقبل جاهزة بنسبة 95% قبل يومين من تحديد رءوس المجموعات و4 أيام من سحب القرعة فى كيب تاون يوم الجمعة المقبل. وعلى الرغم من إضراب العمال الذين بلغ عددهم أكثر من 70 ألف عامل من أجل المطالبة برفع الرواتب فى يوليو الماضى والمشكلات الكبيرة فى انقطاع التيار الكهربائى فى يناير 2008 والمشكلات المناخية مثل العاصفة، التى أسقطت رافعة فى موقع نيلسبرويت، فإن الأشغال احترمت المواعيد التى جدولها الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا). وقال المتحدث الرسمى باسم اللجنة المنظمة المحلية ريتش مخوندو «عشنا مشكلات كبيرة مع سعادة أحيانا وحزن أحيانا أخرى أمام الانتقادات والتشاؤم بخصوص الوفاء بالتعهدات التى قدمت للفيفا». وأوضح مخوندو أن الملاعب الخمسة الجديدة والملاعب الخمسة، التى تم تجديدها باتت جاهزة بنسبة 95% ولم يبق سوى اللمسات النهائية مثل إقامة الحواجز الأمنية وزرع الأشجار وإنهاء الأشغال فى مواقف السيارات ومنافذ الدخول إلى الملاعب. ويضاف إلى هذا النشاط الأشغال فى الأماكن المحيطة بالملاعب، ففى دوربان تقوم الجرافات بتجديد الواجهة البحرية التى تعتبر مرآة المدينة والمطلة على الملعب الذى تم تدشينه يوم الأحد. إلا أن النجاح فى إنهاء جميع الأشغال قبل نهائيات كأس العالم لم يتم مبكرا، فقدرة جنوب أفريقيا على الوفاء بالتزاماتها واجهت شكوكا كبيرة أكثر من مرة، كما كانت الحال عندما استبعد ملعب بورت اليزابيث من استضافة مباريات كأس القارات فى يونيو الماضى بسبب التأخر فى إنهاء الأشغال وعدم جاهزيته لاستضافة المباريات. وخطفت الملاعب التى تم تجديدها فى راستنبرج، وبلومفونتين، وبريتوريا الأضواء من ملعب بورت اليزابيث، لكن الملعب الأخير الذى يتسع ل46 ألف متفرج كان أول الملاعب الجديدة الجاهزة بتدشينه فى أواخر يونيو الماضى. وذكر المتحدث باسم الاتحاد الدولى بيتر كرونيه أن الملاعب الأخرى عانت من تأخيرات من جميع الأنواع، مشيرا إلى أن ملعب جرين بوينت الذى من المقرر أن يستضيف إحدى مباراتى الدور نصف النهائى فى كيب تاون نجح فى رفع تحديات هائلة. وأوضح أن بعض السكان المعارضين لهذا المشروع كونه سيؤدى إلى إتلاف البيئة الهشة للمدينة، لجئوا إلى المحاكم لمنع إقامته حتى تم التوصل إلى حل وسط يقضى بإنشاء ملعب للجولف بالقرب من ملعب كرة القدم. وتابع انه فى مدينة نلسبرويت وعلى أبواب الحديقة الوطنية كروجر، لم يتوقف سكان المدينة عن المطالبة ببناء مدرسة جديدة لأن الملعب الجديد بنى مكان موقع مؤسستهم التعليمية السابقة، مشيرا إلى أنهم نجحوا فى رهانهم وتم بناء مدرسة جديدة لهم. ولعبت مدينة نلسبرويت ورقة السفارى فى بنائها للملعب من خلال بواباته على شكل الزرافة ومقاعد بألوان الحمار الوحشى، أما بولوكوانى فاستوحت من أحد أنواع الأشجار الاستوائية العريضة الجذع لبناء مدينتها الرياضية فى جوهانسبرج، حيث ستقام المباراة النهائية أمام أكثر من 90 ألف متفرج. ويثير مستقبل هذه الملاعب الضخمة والتى أكدت اللجنة المنظمة المحلية أنها غير قادرة على تحديد تكلفتها الإجمالية تساؤلات كثيرة. واستثمرت الحكومة نحو 857 مليون يورو لبنائها لكن دون احتساب مساهمة المدن المضيفة، التى تعتبر الإعداد لاستضافة المونديال بمثابة تبذير مالى فى بلد يعانى 43% من سكانه من الفقر. ففى العاصمة الاقتصادية للبلاد، لن تواجه المدينة الرياضية وملعب إيليس بارك أى مشاكل فى استضافة البطولات فى المستقبل، لكن الملاعب الموجودة فى المدن الصغرى مثل نلسبرويت وبولوكوانى ستعانى الأمرين بعد نهاية العرس العالمى وستبقى خالية. وحاول مخوندو التخفيف من حدة التخوفات بخصوص مستقبل باقى الملاعب بعد المونديال قائلا: «معظم هذه الملاعب ستصبح مراكز متعددة الوظائف».