مجددا يعود إلى القاهرة اليوم وفد حركة حماس، بقيادة محمود الزهار، بعد يومين من المشاورات فى دمشق مع أعضاء المكتب السياسى للحركة، برئاسة خالد مشعل، حيث يقدم الوفد ردا مكتوبا للوسيطين المصرى والألمانى حول آخر طرح إسرائيلى بشأن إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط الأسير فى قطاع غزة منذ يونيو 2006 مقابل الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين. بموازاة ذلك، قال مصدر مصرى مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته، ل«الشروق» إن «الوزير عمر سليمان (المدير العام للمخابرات العامة المصرية) أجرى اتصالا مع إيهود باراك (وزير الدفاع الإسرائيلى) حول آخر تطورات الصفقة». وأضاف المصدر أن «التسهيلات بدأت تمرر من إسرائيل وحماس، ولا يمكن توقع متى ينتهى الأمر، لكن هناك حراكا ملموسا من المنتظر أن يسفر عن نتائج بشأن المراحل الإجرائية، وحين الانتهاء منها سيتم الانتقال لبحث المراحل الفنية وآليات تنفيذ الصفقة، وهو ما سيحتاج لمزيد من الوقت». فيما أفاد مصدر فلسطينى مطلع على المفاوضات أن حماس قدمت فى الجلسة الأخيرة بالقاهرة قائمة جديدة بالأسرى المطلوب الإفراج عنهم. وبالتزامن مع إعلان حماس التوافق مع بقية فصائل المقاومة فى غزة، الخاضعة لسيطرة الحركة منذ يونيو 2007، على عدم إطلاق صواريخ على إسرائيل، أعلنت سلطات الاحتلال عن تسهيلات على المعابر، حيث باتت تفتح بوتيرة يومية. واعتبر المصدر أن إعلان بقية الفصائل فيما بعد رفضها وقف إطلاق الصواريخ «لن يكون له تأثير من الناحية العملية، حيث تمسك حماس بزمام الأمور الأمنية فى غزة، وما إعلان الفصائل إلا مجرد تكتيك لرفع أسهمها». على الجانب الإسرائيلى، اجتمع المجلس الوزارى المصغر للشئون السياسية والأمنية أمس لبحث آخر تطورات الصفقة التى يجب أن تحظى بموافقة الحكومة لتنفيذها، وهو ما تتوقعه وسائل الإعلام الإسرائيلية. فى غضون ذلك، قال المصدر الفلسطينى إن فدوى البرغوثى زوجة الأسير الفلسطينى مروان البرغوثى أمين سر حركة فتح بالضفة الغربيةالمحتلة، «حصلت على تطمينات من القاهرة حول إمكان الإفراج عنه». وكان سيلفان شالوم وزير التعاون الإقليمى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى قد صرح أمس الأول بأنه لن يتم الإفراج عن البرغوثى أو أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وبحسب مصادر فى القاهرة فإن «ثمة حالة من الترقب بشأن البرغوثى، ففى حال الإفراج عنه دون إبعاده إلى الخارج سيكون هناك خلط كبير فى الأوراق السياسية على الساحة الفلسطينية التى تنتظر مزيدا من الانقسام بخروجه». حالة الترقب تلك ترتبط بإعلان الرئيس الفلسطينى محمود عباس أخيرا نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لاستيائه من عدم وجود تقدم فى عملية السلام، كما ترتبط بتعثر عملية المصالحة بين فتح وحماس.