أكد عدد من الخبراء والباحثين في العلوم السياسية والاقتصادية أن الواقع الجديد في منطقة الشرق الأوسط سوف يدفع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى ضرورة التعامل الواقعي بدون مواقف أيديولوجية مسبقة. جاء ذلك في جلسة بعنوان "السياسات الأمريكية القادمة تجاه الشرق الأوسط"، وذلك في الندوة التي نظمتها مجلة السياسة الدولية بمؤسسة الأهرام، اليوم الاثنين، تحت اسم "ما بعد فوز بايدن.. تداعيات نتائج الانتخابات الأمريكية". وفي بداية الجلسة، قال الدكتور أبو بكر الدسوقي مستشار تحرير مجلة السياسة الدولية بالأهرام إن أزمة فيروس كورونا كان لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث أعطت الأزمة فرصا كبيرا لزيادة نسبة البطالة والتي زادت على 47% بالولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف الدسوقي أن تعامل الإدارة الأمريكية مع أزمة كورونا كان عنصرا مؤثرا في اتجاه مؤشرات التصويت نحو بايدن، مؤكدا أن هناك العديد من الأزمات التي كان لها تأثير على عمليات التصويت. وفي ورقة بحثية بعنوان "تأثير المال السياسي في الانتخابات الأمريكية"، أكد الدكتور كريم سيد عبد الرازق مدرس العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية أن المال السياسي لم يكن له تأثير في الانتخابات ولم تؤثر على اتجاهات التصويت. وأضاف عبد الرازق، في ورقته البحثية التي عرضها الدكتور السيد علي أبو فرحة، أن الانتخابات الرئاسية كانت فريدة وتاريخية، وكان تركيز الناخبين فيها على شخصية الرئيس وسياساته ومواقفه وتفاعله مع القضايا المختلفة. وفي السياق ذاته، تحدثت تقى النجار الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حول التعامل المرتقب لإدارة بايدن مع مكافحة الإرهاب في المنطقة، حيث استعرضت أوجه التقارب بين إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب وحملة الرئيس المنتخب في هذا الملف، مؤكدة أن تلك المسألة ستظل قضية محورية بالنسبة للمواطن الأمريكي وصانعي السياسات الأمريكية. وأوضحت النجار أن السياسات المرتقبة لإدارة بايدن ستكون مرتبطة بجملة من المحددات، تأتي على رأسها طبيعة التهديد الإرهابي، وضغط الرأي العام الأمريكي، وهيكل النسق الدولي للتحرك من خلالها. وتناولت الدكتورة حنان كمال أبو سكين أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية دور استطلاعات الرأي في الانتخابات الأمريكية، مؤكدة أن الاستطلاعات كانت مؤشرا على تفضيلات الناخبين وقت إجرائها والتي أظهرت بشكل كبير مؤشرات النتائج النهائية للانتخابات. كما تحدث السفير الدكتور محمد أنيس سالم منسق عمل مجموعة عمل الأممالمتحدة بالمجلس المصري للشئون الخارجية عن حدود تأثير إدارة بايدن على قضايا الشرق الأوسط، موضحا أن خبرة الرئيس المنتخب جو بايدن الطويلة في الشئون الدولية والطابع البرجماتي المتوقع منه والواقع الجديد في الشرق الأوسط، كل هذا يدفع إلى ضرورة التعامل الواقعي بدون مواقف أيديولوجية مسبقة مع حقائق القوة وضرورات المصالح في المنطقة، داعيا دول المنطقة إلى الاستعداد للتعامل مع الإدارة الجديدة عبر الدراسة والتشاور والتنسيق.
