علمت «الشروق» من مصادر مصرية وفلسطينية أن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز قدم خلال لقائه بالرئيس حسنى مبارك أمس الأول فى القاهرة تسهيلات إسرائيلية جديدة بهدف إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأت فيه أمس سلسلة اجتماعات بين قيادات من حركة حماس والوسيطين المصرى والألمانى لإنجاز صفقة الأسرى وسط حالة من التعميم الشديد. واكتفت مصادر مطلعة فى القاهرة بالقول «إنه سيتم الإعلان عن انفراجة كبيرة فى الصفقة خلال الأيام المقبلة، وأن هناك تقدما ملحوظا». وقالت المصادر إن المحادثات الدائرة فى القاهرة حاليا تناقش سبل تسوية الخلاف بشأن بعض أسماء الأسرى على القوائم المقدمة من الطرفين. ومن جانبه قال مسئول العلاقات الخارجية فى حماس أسامة حمدان «كل ما أستطيع أن أقوله إننا نتابع الأمر بجدية وبحرص بما يحقق الأهداف التى تم وضعها منذ اليوم الأول لأسر الجندى الصهيونى جلعاد شاليط». ونفى حمدان أن تكون هناك علاقة بين الصفقة وقرار حركته وقف أعمال المقاومة على الجانب الإسرائيلى وقال «التفاهم بين فصائل المقاومة على وقف تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ من غزة تفاهم ميدانى يرتبط ببرنامج يتعلق بإعادة الإعمار، وهو تفاهم لا علاقة له بصفقة الأسرى من قريب ولا من بعيد». وفى هذا السياق نفت ثلاثة من فصائل المقاومة الفلسطينية موافقتها على وقف عمليات المقاومة على الجانب الاسرائيلى، مستنكرة أن يكون الداعى إلى ذلك هو الوضع الانسانى الصعب فى القطاع ودون أن يكون لذلك مقابل، حيث أعلنت حركة الجهاد الاسلامى والجبهتان الشعبية والديمقراطية عدم إلتزامها بالموقف الذى أعلنه وزير داخلية الحكومة المقالة فى غزة فتحى حماد بوقف إطلاق الصورايخ على الجانب الاسرائيلى. وقال القيادى فى حركة الجهاد الجهاد الاسلامى خالد البطش ل«الشروق» نحن نؤكد أن المقاومة لن تتوقف فى ظل حالة الحصار المفروضة على غزة، وحقنا فى المقاومة مشروع فى مواجهة الاحتلال الاسرائيلى»، مشددا على عدم وجود اتفاق تهدئة مبرم مع الجانب الاسرائيلى قائلا: نحن لسنا ضمن اتفاق بيننا وبين بقية الفصائل على وضع تهدئة لأننا نعتبر أن العدو الصهيونى مطلوب أن يدفع ثمن احتلاله». وحول ما إذا كان ذلك مؤشرا على خلاف مع حركة حماس، قال البطش «نحن معنيون بموقف حركتنا»، معتبرا أن ثمة تناقضات فى الساحة أفرزتها أجواء الانقسام الراهنة، وقال «ليس من الصحيح الحديث الآن عن وقف المقاومة فى ظل العدوان الصهيونى على رفح والمنطقة الوسطى، بل من الخطأ الحديث عن وقف إطلاق الصواريخ بدون مقابل». ودعا البطش الأمة الاسلامية لتحمل مسؤليتها تجاه القضية الفلسطينية، وقال إن من يدعم هذا التوجه ويتصدى لإسرائيل مرحب به، حيث كان قد وردت عبارة على سبيل الخطأ غير المقصود فى تصريحات للبطش الجمعة الماضية قيل فيها إن الجهاد الاسلامى «تطالب من ايران بدور عادل ومتوازن فى المنطقة» حيث قال البطش «نحن لا نشعر بحرج من الدورين التركى أو الايرانى إلى جانب الدور المصرى فى دعم القضية».