أبرزت تقارير إعلامية بريطانية يوم الاثنين العلاقة المتوترة بين القادة الأمريكيين والبريطانيين عقب غزو العراق في عام 2003 وذلك قبل جلسات استماع عامة في إطار تحقيق واسع النطاق بشان الحرب. وقالت صحيفة ديلي تليجراف -نقلا عن وثائق حكومية تم تسريبها وقدمت في التحقيق- أن الضباط البريطانيين شعروا بالإحباط بسبب "النفوذ الضئيل" الذي تمكنوا من ممارسته على الجيش الأمريكي الذي وصفوا قادته بأنهم من "سكان كوكب المريخ". ومن المقرر أن يبدأ التحقيق بشأن حرب العراق ، في سماع أقوال الشهود يوم الثلاثاء في تحقيق واسع النطاق سوف يغطي النزاع ذاته ولكن أيضا القرارات السياسية والعسكرية التي اتخذت خلال الاستعداد للغزو. ومن المتوقع أن تكون شرعية الحرب محور التحقيق الذي من المقرر أن يستجوب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في مطلع العام المقبل. وقال رئيس لجنة التحقيق سير جون تشيلكوت يوم الاثنين إنه يرغب في إعداد "تقرير كامل ومتعمق" في عملية صنع القرار التي دفعت بريطانيا إلى دخول الحرب ، ورفض تشلكوت انتقادا مفاده أن النتيجة سوف تكون "التبرئة بعد تحقيق صوري". وأضافت الصحيفة إن رئيس هيئة الأركان البريطاني السابق في العراق الكولونيل جيه كيه تانر ، وصف نظراءه العسكريين الأمريكيين بأنهم "مجموعة من كوكب المريخ" الذين يعد الحوار شيئا غريبا عنهم . وقالت الصحيفة أن الميجور جنرال اندرو ستيوارت ، أكبر قائد بريطاني في العراق في ذلك الوقت ذكر أنه امضي وقتا طويلا يتجنب ويرفض الأوامر من رؤسائه الأمريكيين. وجاءت التصريحات الصريحة في مقابلات داخلية في وزارة الدفاع مع ممثلي الجيش الذين عادوا من العراق بعد العام الأول من عمليات حفظ السلام في شهر مايو عام 2004. ووفقا لنسخ من الوثائق التي حصلت عليها صحيفة تليجراف ، ذكر ستيوارت أن "قدرتنا على التأثير على السياسة الأمريكية في العراق بدت ضئيلة". وقال إن "الأمر الذي لا يصدق " أنه لم تكن هناك وسيلة اتصال آمنة بين مقر قيادته في البصرة والقائد الأمريكي الجنرال ريك شانشيز في بغداد. وصدر التقرير عن العلاقات المتوترة بين الدولتين الحليفتين عقب كشف النقاب في وقت سابق عن أخطاء وأوجه قصور في التخطيط العسكري والعمليات العسكرية البريطانية قبل الغزو. وانتقدت الوثائق عدم وجود إستراتيجية بعد الغزو بالنسبة للعراق ، وزعمت أن بلير كانت لديه خطط لدعم "تغيير النظام" في العراق في وقت مبكر في عام 2003. وقال أقارب ضحايا الحرب في العراق ، البالغ عددهم 179 جنديا لقوا حتفهم في النزاع ، إنهم يرغبون في "مواجهة" بلير عندما يمثل كشاهد. وسوف يتم استدعاء كبار المستشارين الحكوميين ودبلوماسيين وقادة الأجهزة الاستخباراتية السابقين والحاليين لتقديم أدلة في التحقيق. ومن المتوقع أن يستمر التحقيق عاما على الأقل ونتيجته لن تعرف قبل الانتخابات العامة المقبلة التي سوف تجرى في شهر مايو المقبل أو شهر يونيو. وفيما يتعلق بالتحقيق ، قال البروفسور بيتر هينيسي من جامعة لندن في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "إننا نحتاج إلى عنصر التنفيس للتخلص من العقد النفسية في هذا البلد لغرض وطني أوسع نطاقا".