أبدت الدول الست الكبرى المعنية بالمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني "خيبة أملها" يوم الجمعة حيال موقف طهران كونها لم ترد "إيجابا" على عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب اليورانيوم ، لكنها استبعدت حتى الآن فكرة العقوبات. وقال روبرت كوبر الذي يمثل خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إثر اجتماع مندوبي الدول الست في بروكسل "لقد خاب أملنا لعدم تحقيق تقدم". وأضاف كوبر "إيران لم ترد إيجابا على مشروع الاتفاق الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتصل بمفاعل البحث النووي في طهران". وحضت الدول الست الكبرى إيران على إجراء "حوار جدي" معها. وأوضح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أن الدول الست (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بحثت خلال الاجتماع مسالة العقوبات بحق طهران ولكن "ليس في شكل محدد". وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته "تمت مناقشة العقوبات في شكل عام.الرد كان أن ثمة جدولا زمنيا حول هذه الأمور والوقت ليس ملائما". وأضاف أن "استراتيجية (المقاربة المزدوجة) لا تزال معتمدة" حيال إيران ، في إشارة إلى إستراتيجية العقوبات والتحفيزات التي انتهجها المجتمع الدولي مع إيران. وأعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي يوم الأربعاء رفض بلاده نقل مخزونها من اليورانيوم ضعيف التخصيب إلى الخارج ، ما يشكل رفضا للنقطة الأولى في اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 أكتوبر. وينص سيناريو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إرسال إيران حوالي 70% من مخزون اليورانيوم ضعيف التخصيب (5،3%) الذي تملكه إلى روسيا حيث يضاعف تخصيبه قبل أن تحوله فرنسا إلى وقود لمفاعل الأبحاث النووي في طهران. لكن المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي أبدى تفاؤلا يوم الجمعة ، معتبرا في برلين أن إيران لم تسلم بعد "ردا حاسما" ، وأعرب عن أمله بالتوصل إلى تسوية "قبل نهاية العام" مشككا في جدوى فرض عقوبات جديدة على طهران. وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يبحثون "تبعات" الرفض الإيراني ، ملمحا إلى زيادة العقوبات فيما يؤيد أعضاء الاتحاد الأوروبي هذا التوجه. وتخضع إيران حاليا إلى ثلاثة قرارات دولية تشتمل على عقوبات. وطلب متقي يوم الأربعاء اجتماعا "تقنيا" آخر مع الولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، لمناقشة مشروع استبدال اليورانيوم ضعيف التخصيب الذي تملكه بالوقود النووي. غير أن باريس رفضت هذا الطلب فورا. وأكد متقي أن بلاده مستعدة للعودة إلى المحادثات لبحث التبادل الفوري لليورانيوم والوقود شرط أن يتم على أراضيها بدون نقل اليورانيوم الإيراني مسبقا إلى الخارج. كما رفض متقي التهديدات بالعقوبات الدولية واصفا إياها بأنها "نبرة ستينات وسبعينات" القرن الماضي.