يقام الاحتفال باليوم العالمي للشطرنج في 20 من يوليو من كل عام، ويحضر هذه الفعالية لاعبو شطرنج ومسؤولون أمميون ومسؤولون حكوميون وأفراد من البعثات الدائمة لدى الأممالمتحدة وممثلو المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية وغيرهم. وذلك لإدراك أن الرياضة والفنون والأنشطة البدنية لها القدرة على التغيير والإلهام وكسر الحواجز العنصرية والسياسية، ومكافحة التمييز ونزع فتيل الصراع. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية أفادت التقارير بتضاعف الاهتمام العام بالشطرنج، وعقدت الكثير من الفعاليات للشطرنج على المنصات الإلكترونية عبر الإنترنت، بسبب التباعد الاجتماعي، وفقاً لموقع منظمة الأممالمتحدة. والشطرنج لعبة قديمة تتميز بالفكر والثقافة، فتمزج بين الرياضة والفكر العلمي والعناصر الفنية، وهو قليل التكلفة يمكن أن يمارسه الجميع في أي مكان، دون اعتبار لحواجز اللغة أو العمر أو نوع الجنس أو القدرة البدنية أو المركز الاجتماعي. والصورة النمطية للعب الشطرنج هو أن الأذكياء فقط من يلعبوها، وهذا هو السبب في حرص العديد من الآباء حول العالم على جعل أطفالهم يلعبون الشطرنج لتساعدهم في تعزيز مستويات ذكائهم. ولكن هل هناك أي دليل علمي على أن لعب الشطرنج يمكن أن يجعل الشخص أكثر ذكاءً؟ ظهر في دراسة سابقة أن لاعبي الشطرنج لديهم قدرة معرفية فائقة مقارنة بمن لا يلعبون، وقد ثبت أيضًا أن المهارات اللازمة للعب، مرتبطة بعدة مقاييس للذكاء مثل التفكير المرن والذاكرة وسرعة المعالجة، وفقاً لموقع "ذا كونفرزيشن" الأمريكي. وهذا يطرح سؤال آخر هل يحدث ذلك لأن الأشخاص الأذكياء أكثر ميلاً للانخراط في لعبة الشطرنج، أم أن الانخراط في الشطرنج يجعل الناس أكثر ذكاءً؟ يتطلب الشطرنج التركيز والذكاء، وبما أن الرياضيات والتعليم تتطلب نفس المهارات العامة، فإن ممارسة الشطرنج يجب أن تحسن الإنجاز الأكاديمي. وللتأكد من ذلك أجرى معهد التعليم بأيرلندا اختبار لآثار لعب الشطرنج على المهارات الأكاديمية لحوالي 4000 طفل بريطاني، وكانت النتائج عكس الفرضية فيبدو أن الشطرنج لم يكن لها أي تأثير على مستويات التحصيل لدى الأطفال. ولكن شكك مجتمع الشطرنج في النتائج، خاصة إلى أن دراسات أخرى تقدم صورة أكثر تفاؤلاً حول الفوائد الأكاديمية لتعليم الشطرنج. وأظهرت نتائج لدراسات أخرى بعض الآثار المعتدلة لتعليم الشطرنج على القدرة المعرفية والإنجاز الأكاديمي. وما يظهره كل هذا هو أنه من غير المحتمل أن يكون للشطرنج تأثير كبير على القدرة المعرفية الشاملة، فهناك فشل تعميم مهارة معينة في الشطرنج والعديد من المجالات الأخرى مثل الموسيقي، والذي ثبت أنه ليس له تأثير على القدرات المعرفية أيضاً. ولكن على الرغم من توقع أن الشطرنج يعزز القدرة الإدراكية للأطفال والإنجاز الأكاديمي الشامل إلا أنه مجرد تمني، ولكنه لا يزال يمكن أن يضيف قيمة إلى تعليم الطفل. فلعب الشطرنج ينطوي على مستوى معين من المهارات الحسابية والهندسية، ولا يزال تصميم الألعاب الرياضية أو التمارين باستخدام مادة الشطرنج طريقة بسيطة وممتعة لمساعدة الأطفال على التعلم.
