رفض سياسيون ودبلوماسيون سوريون فى تصريحات ل«الشروق» أن تكون دعوة الرئيس السورى بشار الأسد خلال زيارته لكرواتيا إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب، وما تبعه من ردود رسمية إسرائيلية، هو «حالة من الغزل بين الجانبين»، وشدد أحدهم «على أن إسرائيل لا تريد السلام وسوريا لن تنتظرها طويلا». وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن الرئيس الكرواتى ستيبان ميسيتش اقترح على نظيره الإسرائيلى شيمون بيريز ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضى المساهمة فى تحريك المفاوضات بين تل أبيب ودمشق. ووفقا للصحيفة فإن ميسيتش، المقرب من الأسد، عرض أن تجرى المباحثات الإسرائيلية السورية فى إحدى الجزر الخاضعة للسيادة الكرواتية فى شمال البحر الأدرياتيكى. فى المقابل، قال مصدر دبلوماسى سورى: إن بلاده ترحب بأى موقف من الدول الأوربية، لكنها لا تراهن على الموقف الكرواتى، حيث تدرك سوريا جيدا أن إسرائيل ليست جاهزة للسلام على المستويين الرسمى والشعبى على عكس سوريا، كما أن الرئيس الكرواتى سيغادر منصبة فى غضون شهور ولا نعرف أن خلفيته قد يتنبى مثل هذه المشروعات أم لا». وكان التوتر فى العلاقات التركية الاسرائيلية أخيرا على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة وتقرير جولدستون، قد ألقت بظلالها على إمكانية أن تلعب تركيا دورها السابق كوسيط فى ظل الإدراة الأمريكية الحالية التى تشجع الحوار مع سوريا من جهة، وتريد تحريك عملية السلام من جهة أخرى؛ مما فتح الباب أمام تكهنات بأن دمشق قد تطرق أبوابا أخرى على صلة بتل أبيب ربما يكون من بينها زغرب. ما علق عليه المصدر الدبلوماسى بقوله: «نحن متمسكون بالوساطة التركية، لكن مطلوب أن يكون ثمة درو فعال للاتحاد الأوربى بما يتكامل مع التحركات الأمريكية فى هذا الإطار». واعتبر أن «كلام سيلفان شالوم النائب الأول لنتياهو فارغ من المضمون»، حيث علق شالوم على تصريحات الأسد بقوله إن «سوريا تعلن عن رغبتها فى تحقيق السلام مع إسرائيل من اجل نيل الاعتراف بها من جانب الاسرة الدولية». وأضاف المصدر الدبلوماسى: «إسرائيل تريد جرجرتنا إلى حلبة لعبة المسارات، لكننا ندرك جيدا هذا الأمر.. ولن ندخل فى هذه اللعبة.. الدخول فى مفاوضات من أجل المفاوضات لن يحقق سلاما فى الشرق الأوسط». من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان السورى الدكتور سليمان حداد: «لست متفائلا بأن إسرائيل ستعيد الحقوق السورية عن طريق السلام؛ لأنها لا تفهم هذه اللغة.. السلام بعيد المنال، وإن كان هو خيارانا الاستراتيجى إلا أننا قد نضطر إلى خيارات أخرى». وأضاف حداد ل«الشروق»: «لن نترك الجولان السورى محتلا للأبد، وهناك نصف مليون نازح.. إسرائيل تتعامل بلغة القوة وسياسية من الأرض إلى البحر، ولن نقبل بهذه السياسية طويلا وستكون أمامنا خيارات أخرى».