أكدت مصادر شركة روتانا وصول الاتفاق مع مؤسسة نيوز كورب العالمية التى يملكها إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ إلى مراحله النهائية، بحيث تصبح الأخيرة قريبا شريكا فاعلا بنسبة تقل عن الربع وتزيد بعد فترة زمنية محددة. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن اتفاق الشراكة النهائى سيتم توقيعه قبل نهاية العام الحالى وإن «نيوز كورب» ستكون شريكا حقيقيا فى مؤسسة روتانا الإعلامية بحلول الأيام الأولى من عام 2010 لكن نسبتها لن تتعدى بأى حال ال ٪20 بشكل مبدئى. وتضم روتانا التى أنشئت عام 1987 حاليا 6 كيانات عاملة تحت مظلة واحدة أبرزها روتانا للصوتيات وشبكة القنوات الفضائية وهما الجهتان الرئيسيتان اللتان سيطالهما بحسب المصادر الكثير من التغييرات التى يمكن اعتبارها إعادة هيكلة كاملة تتسبب حاليا فى حالة واسعة من القلق والترقب بين العشرات من العاملين والمتعاملين والمتعاقدين وحتى المنافسين. وتعد نيوز كورب التى تأسست عام 1980 إحدى كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية حيث تمتلك صحفا عدة بينها صنداى تايمز ونيويورك بوست وشركة السينما الأمريكية «فوكس» وشبكة قنوات «فوكس» التليفزيونية وقنوات «ناشيونال جيوجرافيك» وشركة «بى سكاى بي» البريطانية للإعلان والموقع الإلكترونى «ماى سبيس» ويمتلك فيها الأمير الوليد بن طلال صاحب روتانا نسبة 7ر5 % عبر شركة «المملكة» القابضة. وقالت مصادر روتانا إن الشريك الجديد ينظر للكيان الأكبر فى منظومة روتانا وهو روتانا للصوتيات باعتباره أكثر الأجزاء حاجة للهيكلة خصوصا أن نيوز كورب لا تملك الكثير من الخبرات فى مجال الموسيقى والغناء إضافة إلى الخسائر التى منيت بها صناعة الألبومات الغنائية العربية فى السنوات الأخيرة والتى تدفع بقوة باتجاه استغناء الشركة العربية الأكبر فى مجال الإنتاج الغنائى عن عدد كبير من مطربيها الحاليين. وتروج المصادر نفسها أن أسماء معروفة كثيرة سيتم الاستغناء عنها خلال الشهرين المقبلين، لا سيما الأسماء التى لم تحقق نجاحا فى ألبوماتها أو تلك التى لا تشهد إقبالا من جانب منظمى الحفلات، ولن تبقى فى الشركة مهما كانت شهرتها. وفى حين لم يتحدد بعد الرقم المتوقع الاستغناء عنه من مطربى روتانا الذين يتجاوز عددهم 150 مطربا، لكن المصادر المتفائلة داخل روتانا لا تتوقع أن يصل عدد المطربين فى الشركة عند التوقيع مع «نيوز كورب» إلى المائة مطرب مقسمين إلى 3 فئات حسب الجماهيرية والإيرادات والتوقعات المستقبلية على أن يوقع كل هؤلاء مع روتانا كمدير لأعمالهم بحيث تتولى الشركة شئون حفلاتهم وتحصل على نسبة منها. وتؤدى إعادة الهيكلة فى روتانا للصوتيات إلى حالة من الخلخلة فى سوق الإنتاج الغنائى حيث يصبح ما يقرب من خمسين مطربا بلا شركة إنتاج فجأة، ويتم الاستغناء بالمقابل عن عدد كبير من الإداريين والعاملين فى وظائف معاونة كما تتوقف مشروعات ألبومات جديدة وأغنيات مصورة عدة بشكل يؤثر على المؤلفين والملحنين والمخرجين ومديرى التصوير وغيرهم من العاملين فى مجال الإنتاج الموسيقى. أما القطاع الثانى الأكثر تأثرا فى روتانا فهو الخاص بالقنوات الفضائية التى بدأ إطلاقها عام 2003 حتى وصل عددها أوائل العام الحالى إلى 7 قنوات إضافة إلى قناتى فوكس اللتين افتتحتا نهاية العام الماضى ويعد القطاع الذى ظهر التأثر عليه قبل غيره من القطاعات حيث أغلقت روتانا قبل أقل من شهر قناتى «طرب» و»أغانى» والأخيرة لم يمض على افتتاحها أكثر من 8 أشهر فقط. وقالت المصادر ل(د. ب. أ) إن قرار الإغلاق كان حتميا كجزء من صفقة الشراكة مع «نيوز كورب» لأن القناتين لا تحققان عائدا ماليا على الرغم من أن الأمير الوليد كان يرفض إغلاقهما تماما، حتى إنه عرض تحمل نفقاتهما من ماله الخاص لكون تكلفة بثهما الشهرية لا تتجاوز نصف مليون دولار قبل أن يوافق على الأمر داخل حزمة القرارت الخاصة بإعادة الهيكلة الكاملة. وتسعى روتانا فى السنوات المقبلة لمنافسة شبكة «إم بى سى» فى مجال الإنتاج الدرامى التليفزيونى والإنتاج البرامجى اعتمادا على خبرات «نيوز كورب» التى تملك شبكات تليفزيونية شهيرة وتعمل فى توزيع الأفلام السينمائية تليفزيونيا منذ سنوات طويلة. بينما من المنتظر بحسب المصادر أن تتوسع روتانا بعد الشراكة مع نيوز كورب فى دعم إنتاج وتوزيع الأفلام من خلال ذراعها السينمائية التى بدأت مؤخرا فى التطور والعمل على مشروعات إنتاجية مشتركة تركز معظمها فى تعاقدات مع شركات إنتاج مصرية كبرى. وتمتلك روتانا أكثر من ألفى فيلم سينمائى قديم بعضها من كلاسيكيات السينما العربية كما ظهرت كشريك طيلة السنوات الخمس الأخيرة فى عشرات الأفلام الجديدة لكن المصادر تؤكد أن السنوات المقبلة ستشهد تركيزا أكبر على التوزيع وليس الإنتاج لتتحول روتانا إلى منافس قوى لكيانات أخرى قائمة.