عقدت منظمة "جيه ستريت" اليهودية المؤيدة للسلام مؤتمرها وسط مشاعر متناقضة ما بين تأييد من الإدارة الأمريكية وبمشاركة جيمس جونز مستشار الرئيس باراك أوباما في أحداث المؤتمر ، وسط حالة من عدم الترحيب بالمؤتمر من جانب الدولة العبرية كان متمثلا في رفض مايكل أورين السفير الإسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة المشاركة رغم توجيه الدعوة له. و"جيه ستريت" التي تأسست في أبريل 2008 هي منظمة غير هادفة للربح تصف نفسها بأنها الذراع السياسية للمؤيدين لإسرائيل وللسلام , وهدفها الأساسي هو دعم السياسة الأمريكية لإنهاء الصراع العربي الفلسطيني بطريقة سلمية ودبلوماسية. وأبدت المنظمة مرونة كبيرة في تعاملها مع مختلف القضايا الشائكة , فمثلا فيما يتعلق بالملف الإيراني تقول "جيه ستريت" إنها تدعم الطريقة الدبلوماسية التي يتعامل بها الرئيس أوباما مع الملف النووي الإيراني , وهي ترى أنه من الممكن استخدام العقوبات الاقتصادية ضد إيران في المستقبل في حالة عدم استجابتها لكنها في الوقت نفسه تعارض بشدة أي استخدام للقوة العسكرية ضد إيران , أما المستوطنات الإسرائيلية على الأراض المحتلة فقد اعتبرتها المنظمة عائقاً في طريق السلام , وقالت إن هذه المستوطنات تستنفذ إسرائيل اقتصاديا وعسكريا وديمقراطيا , وفيما يتعلق بمدينة القدسالمحتلة فترى المنظمة أنه يمكن تقسيم المدينة بحيث تقع الأحياء اليهودية تحت السيطرة الإسرائيلية وتقع الأحياء العربية تحت السيطرة الفلسطينية. وعلى غير ما يتمناه المناهضون للمنظمة , لاقى المؤتمر الذي عقد في الفترة من 25-28 إبريل نجاحا كبيرا بحضور أكثر من 1500 ضيف منهم العديد من السياسيين والدبلوماسيين الأمريكيين والإسرائيليين. وتعددت الموضوعات الأساسية المطروحة للنقاش في المؤتمر كان أبرزها : "كيف يمكن لليهود والمسلمين والمسيحيين العمل معا من أجل حل الدولتين" , و"وجهة النظر الفلسطينية في طريق السلام " , و"إيران : هل تؤتي الدبلوماسية ثمارها؟" ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن جيرمي بن عامي المدير التنفيذي ل"جيه ستريت" قوله : "الحضور الكبير يدل على الرغبة الكبيرة في السلام , رؤيتنا للسلام واضحة للغاية , إقامة دولتين طبقا لحدود عام 1967". وعندما سأل أحد الصحفيين بن عامي : "كيف تقول إن "جيه ستريت" تدعم إسرائيل في حين أن السفير الإسرائيلي قاطع المؤتمر؟" , رد عليه قائلا : "السفير الإسرائيلي يرتكب خطاً كبيراً , إنه يرفض منظمة تدعم السلام , نحن نحب إسرائيل وندعهما لكن لدينا تحفظاتنا على سياستها". ويرى الكثيرون أن "جيه ستريت" ما زال أمامها الكثير من الوقت لتصبح في مثل قوة اللجنة الأمريكية الصهيونية للعلاقات العامة "إيباك" التي استضافت في مؤتمرها عام 2008 جون ماكين الذي كان من ضمن المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وباراك أوباما وهيلاري كلينتون. جدير بالذكر أن إيباك - التي تعتبرها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أكبر منظمة تؤثر على طبيعة علاقة الولاياتالمتحدة بإسرائيل - تم تأسيسها في 1953 تحت اسم "اللجنة الأمريكية الصهيونية للعلاقات العامة" في عهد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور , ولكن ترددت بعض الأقاويل عن تدهور علاقة داعمي إسرائيل بالرئيس أيزنهاور ، لدرجة أنه تم إجراء تحقيق مع اللجنة ومن ثم اضطروا إلى تغيير اسمها , لكن القائمين على اللجنة قالوا أن تغيير الإسم جاء لحشد عدد أكبر من المؤيدين والناخبين. وفي إسرائيل , كانت هناك مخاوف من أن "ايباك" ستعتبر حضور مؤتمر "جيه ستريت" بمثابة تخلي عن تدعيهما , وعن ذلك قال مسئول إسرائيلي كبير : "أنت لن تدير ظهرك لمن قاموا بتدعيمك لعدة عقود , وبالطبع لن يكون هذا من أجل منظمة لم تفعل شيئا من أجل إسرائيل , ليس لدينا سبب لتدعيم " جيه ستريت"". فيما يرى جيم جيرتسين المستشار السياسي في شئون الشرق الأوسط والخبير في استطلاعات الرأي أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو هي التي تقاطع المؤتمر وليس إسرائيل , حيث قال إن الدليل هو حضور 150 نائب إسرائيلي للمؤتمر , كما بعثت تسيبي ليفني رئيسة حزب "كاديما" برسالة تهنئ فيها "جيه ستريت" على افتتاح المؤتمر. وكان لافتا للنظر أن معظم السياسين الإسرائيليين الذي حضروا مؤتمر "جيه ستريت" كانوا من الأحزاب اليسارية , خاصة من حزبي العمل وميريتز.