خلايا عمل مستمرة داخل أسوار الكلية الحربية التي تبدو في قمة الهدوء من خارج أسوارها لكن بالداخل هناك عمل مستمر لا يتوقف ينشط على مدار الساعة تزامنًا مع فترة اختبارات القبول للالتحاق بالكليات العسكرية. وعبر إحدى بوابات الكلية الحربية، تقودك قدمك إلى مجموعة من درجات السلاملك وصولًا إلى بهو كبير، يقف عشرات الطلاب مرتدين زيًا موحدًا من الأعلى قميص أبيض اللون ومن الأسفل بنطال وحذاء أسود اللون، في انتظار مقابلة مديري الكليات والمعاهد العسكرية. يتراص الطلاب مستعدين للوقوف أمام مديري الكليات العسكرية لإجراء كشف الهيئة، والذي يأتي في مراحل متأخرة جدًا في سلسلة اختبارات القبول بالكليات والمعاهد العسكرية. وخلال الأيام الماضية زار الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، الكلية الحربية، وتابع إجراءات اختبار الهيئة للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية، حيث يتم اختيار أفضل العناصر لنيل شرف الالتحاق بالقوات المسلحة. وأكد الرئيس أن ما تشهده القوات المسلحة من تطور شامل في كل الأفرع والتخصصات ونظم التسليح والتي تواكب بها أحدث النظم في العالم، يتطلب انتقاء فرد مقاتل محترف قادر على تنفيذ كافة المهام تحت مختلف الظروف. وقال الرئيس السيسي إن القوات المسلحة تنتقي رجالها من بين الآلاف من فئات الشعب المصري كافة بكل نزاهة وحيادية وأن الأفضلية لمن يجتاز الاختبارات الطبية والنفسية والرياضية والعلمية المقررة دون النظر لأي اعتبارات أخرى، مثنيا على الطلبة المتقدمين وحرصهم على الالتحاق بالقوات المسلحة لتولي مسئولية الدفاع عن أمن الوطن واستقراره ليتواصل عطاء القوات المسلحة جيل بعد جيل. والتقت "الشروق" بعدد من الطلاب المتقدمين، وقال الطالب محمود عبدالناصر، إنه يضع أملًا كبيرًا على أن يتمكن من الالتحاق بالكلية التي يريدها وسعى لها منذ سنوات، لم يكن وصول محمود إلى كشف الهيئة بالأمر الهين فكان عليه اجتياز اختبارات رياضية وطبية ونفسية وسمات، فيقول "استغرق الأمر ما يزيد عن شهر في عملية الاختبارات بمختلف أنواعها حتى وصلت لكشف الهيئة". بعيدًا قليلًا داخل نطاق الكلية الحربية توجد مساحات مكشوفة عبارة عن ساحات لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها عشرات الطلاب يصطفون في طابور يؤدى إلى سلم ومنصة ترتفع حوالي 7 أمتار تفضي إلى حمام سباحة. تبادل الطلاب الأدوار لتأدية قفزة الثقة، والتي تعد اختبارًا اجباريًا رغم كونه لا يضاف إلى المجموع الكلى لدرجات إختبارات اللياقة البدنية ولكنها تتسبب في رسوب الطالب حال عدم تأديته لها. وعلى جانبي حمام السباحة يقف داخل المياه إثنان من المنقذين للتعامل مع أي طالب لا يمكنه السباحة بعد تأدية قفزة الثقة، وعند أحد أطراف المسبح تسجل لجنة التحكيم نتيجة كل طالب في حينها بشكل دقيق. بعيدًا عن حمام السباحة ببضعة أمتار، يتمدد عدد من الطلاب مستلقين على ظهورهم وفي مقابل كل طالب يجلس حكم لتسجيل واحتساب العدات، ومع انطلاق إشارة البدء تبدأ الأجساد المستقرة على الأرض في التحرك صعودًا وهبوطًا بالجزء العلوي من الجسد لتأدية اختبار البطن. وبجوار الطلبة الذين يؤدون اختبارات البطن يوجد عدد آخر من الطلاب يؤدون اختبار العقلة، وعلى امتداد مسافة ليست بالقريبة تجد القومسيون الطبي العسكري العام، ومئات الطلاب في حشود منظمة يمرون بالتناوب على غرف الاختبارات المختلفة والتي تشمل العظام والنفسية والأنف والأذن والرمد وغيرها من الفحوصات الطبية الأخرى التي تتسم بمستوى عالِ من الكفاءة والدقة. خلايا النحل البشرية هذه ورغم كثرة الأعداد وحالة الزحام الواضحة في مختلف مراحل الاختبارات التأهيلية للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية، إلا أنك تجدها منظمة للغاية بفضل القائمين على هذه الاختبارات وحالة الانضباط التي تقتضيها طبيعة نظام القوات المسلحة. وأكد القائمين على مراحل الالتحاق بالكليات العسكرية أن هناك عدة مراحل بداية من الإعلان عن قبول دفعة جديدة من المتقدمين ونهاية بالالتحاق الفعلي بالكليات والمعاهد العسكرية المختلفة، ويجب على أولياء الأمور أن يهتموا بتأهيل أولادهم جيدًا بدلًا من البحث عن أشخاص يوهمونهم كذبًا بقدرتهم على التدخل في سير الاختبارات مقابل الحصول على مبالغ مالية منهم. وبعد انتهاء الطالب من استكمال ملف التقديم وكافة بياناته وأوراقه يتم استلام الملف منه، وموضوع القيد العائلي للوالد أو الجدين يمكن أن يستغرق وقتًا في السجل المدني، ولذلك يجب على أولياء الأمور بالبدء مبكرًا في إجراءات استخراج هذا القيد، وقانونًا يسمح بقبول التعذر للقيد العائلي للجدين فقط نظرًا لبعد وطول الفترة الزمنية ولكن لا يسمح بالتعذر في القيد العائل للوالدين والذي يشترط أن يكون مميكنًا. وبعد اجتياز الطالب مرحلة الكشف الطبي ينتقل لمرحلة الاختبارات الرياضية، وبعد اجتياز الاختبار الرياضي يتقدم الطالب للاختبار النفسي ثم اختبار المناظرة، ثم الاختبار الطبي المتقدم ويكون عبارة عن مرحلة متقدمة من الكشف الطبي تعتمد على إجراء التحاليل والفحوصات الشاملة على الطالب، ثم النفسي النهائي، ثم مرحلة المعلومات العامة وإعلان النتيجة. وأكد القائمين على التنسيق بالكلية أن الطالب يلتحق بالكلية بمجهودة وقدراته فقط، والأولى أن يهتم أولياء الأمور بالتركيز على الحالة الطبية والصحية والنفسية والرياضية للطالب وتأهيله بشكل جيد، والاهتمام بالرياضة من البداية دي الحاجة الوحيدة اللي تؤهل الطلاب للالتحاق بالكليات العسكرية، وقتها لن يحتاج يرسل ابنه إلى مركز تأهيل. تفاصيل الاختبار الرياضى: ينفذ الطلاب المتقدمين لإختبارات اللياقة البدنية 8 اختبارات، وبالرغم أن اختبار قفزة الثقة لا يضاف لمجموع درجات اختبارات اللياقة البدنية إلا أنه يؤدى بشكل إجباري ومن لا يتمكن من اجتيازه يتم رفض انضمامه للكليات العسكرية، وهى اختبارات ثابته ولا تتغير ويتم تطبيقها على الجميع بلا استثناء وتعتمد على مجموعة من المعايير والأسس علمية وتهدف في النهاية إلى قياس مدى تحمل الطالب وقوته البدنية وسرعته والمرونة التي يتمتع بها فضلًا عن التوازن الجسدي له وجرأته في الإقدام على تحمل الصعاب والمشاق. الاختبار الأول يطلق عليه اختبار الضاحية وهو الجري لمسافة 1500 متر، والاختبار الثاني هو اختبار العدو 100 متر، والاختبار الثالث هو اختبار التوازن، والاختبار الرابع هو اختبار العقلة، والاختبار الخامس الضغط، والسادس هو اختبار البطن، والسابع اختبار السباحة بالنسبة لاختبار الضاحية أو الجري لمسافة 1500 متر مطلوب من الطالب بذل أقصى مجهود ليدخل الزمن الأول وقدره 6 دقائق ليحصل على 40 من 40، وإذا داخل الطالب الزمن الثاني بمعدل 6 دقائق ونصف يحصل على 30 من 40، وإذا داخل الزمن الثالث 7 دقائق يحصل على 20 من 40 وإذا تجاوز 7 دقائق يحصل على صفر. وبالنسبة للاختبار الثاني وهو اختبار العدو 100 متر، إذا حقق الطالب زمنًا أوليًا قدره 14 ثانية فقط أو أقل يحصل الطالب على 10 من 10، واختبار التوازن عليه 10 درجات، واختبار العقلة 40 درجة، إذا حقق الطالب 10 عدات يحصل على 40 درجة، واختبار الضغط 40 درجة، واختبار البطن إذا حقق الطالب 40 عدة يحصل على 40 درجة وهي الدرجة الكاملة. وفيما يتعلق باختبار السباحة، إذا تمكن الطالب من السباحة في الحمام بشكل طولي وعبوره في أقل من دقيقة يحصل على 20 من 20، وحال تجاوز الدقيقة يحصل على 15 درجة فقط، وإذا اختبار الطالب السباحة في الحمام بشكل عرضي يحصل على 10 درجات من 20، ويحصل على صفر حال عدم تمكنه من السباحة. وفقًا لتقسيمة الدرجات السابقة الخاصة بكل اختبار لياقة بدنية يبلغ مجموع الدرجات الكلية في ال8 اختبارات 200 درجة ويجب كحد أدنى أن يحصل الطالب على 100 درجة بنسبة 50% ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة. وتعتبر نتيجة اختيارات اللياقة البدنية هي نتيجة تراكمية وليس معنى رسوب الطالب في واحد أو أكثر من الاختبارات أن يتم استبعاده، ومن الممكن أن يرسب في عدد من الاختبارات لكن يحقق أرقامًا أعلى في باقي الاختبارات ليتجاوز نسبة ال50% المطلوبة للنجاح، ولكن هذا بالطبع لا يجعله يتساوى مع طالب آخر حاصل على 200 درجة. وجميع الاختبارات السابقة التي تتعلق باللياقة البدنية إجبارية فيما عدا اختبار السباحة فهو الوحيد الذي يتم بشكل اختياري، ولكن إذا لم يؤده الطالب تخصم منه درجة الاختبار البالغة 20 درجة وبذلك يؤثر على مجموع درجاته. أما عن قفزة الثقة فهى إجبارية، ورغم أنها لا تضاف للدرجات إلا أن الطالب إذا لم يؤدها لن يكمل الاختبارات وسيتم رفضه، وهناك طلبة تتراجع عن تأديتها لأسباب مختلفة منها أسباب نفسية أو بسبب عدم التأهيل والاستعداد المناسب لها، وهي مهمة جدًا لأنها تقيس مدى قدرة وتصميم وشجاعة وإصرار الطالب على تنفيذ التعليمات الموكلة إليه، ولا يمكن أن يقبل الطالب متردد وغير قادر على اتخاذ القرار، لأن هذا الطالب بعد التخرج والانضمام لصفوف القوات المسلحة سيحارب كما أن هذه القفزة تقيس سرعة تنفيذ الأوامر العسكرية، ولا يوجد أي إعادة في الاختبارات البدنية، لأنها مجهود الطالب الفردي وقدرته الجسدية، وبشكل عام لا توجد إعادة في أي اختبارات بالقوات المسلحة ولكن يوجد ما يسمى تظلم وتوجد لجنة لبحث هذا التظلم والبت فيه. ومن الافضل أن تبدأ عملية تأهيل الطالب بدنيًا قبل موعد التقديم بفترة لا تقل عن 6 أشهر لكي يتمكن من تأهيل نفسه بشكل مناسب، لأن عضلات الجسم لا تظهر قبل قبل 6 أشهر من التمرين، ولابد من حصول الطالب على تدريب مناسب. ولا يوجد أي تأثير إذا رسب الطالب في الاختبار الرياضي ثم أعاد التقديم العام التالي، فالكلية الحربية نختار المواطن الصالح كما أن الأمر يسير بشكل تراكمي واوضح المسئولين عن الاختبارات بالكلية الحربية ان من يريد أن يلتحق بالكليات العسكرية عليه أن يعمل على تأهيل نفسه على جميع المستويات وخاصة التأهيل البدني، إلى جانب حرص الأسرة على عدم التورط في المشكلات وأن يكونوا مواطنين صالحين ومنتجين للمجتمع، فمن المستحيل أن يكون تاريخ أحد الطلاب سيئًا أو به العديد من المشكلات ويأتي قبل موعد التقديم مباشرة ليريد أن يصبح مواطنًا صالحًا، كما قلت الأمر يسير بشكل تراكمي. تفقد إجراءات الكشف الطبى: تابعنا تفاصيل الاختبارات الطبية التي يخضع لها الطلاب الراغبين في الإنضمام للكليات والمعاهد العسكرية بمختلف أنواعها.ويخضع المتقدمين يخضعون لفحوصات على مستوى عال من الدقة، حيث أن القوات المسلحة تعتمد على أعلى المعايير العالمية فيما يتعلق بالاختبارات الطبية حيث تهدف الفحوصات الطبية للمتقدمين للكليات العسكرية إلى اختيار مواطن سليم بدنيًا وقادر على تحمل المشاق الصعبة للقوات المسلحة. ولا يمكن لأي طالب متقدم مواصلة الاختبارات الطبية حال عدم لياقته في أي اختبار، ومنذ بداية الاختبارات إذا كان المتقدم غير لائق طبيًا في فحص ما لا يحق له استكمال باقي الفحوصات، وفي هذه الحالة يكون الطالب المتقدم غير مؤهل للانضمام إلى القوات المسلحة في أي من كلياتها المختلفة. وإذا لم يستطع الطالب المتقدم اجتياز أحد الاختبارات التي يخضع لها داخل القومسيون الطبي العسكري العام، يتم احتساب طوله فإذا كان يتراوح ما بين 168 سم إلى 170 سم يتم تحويله إلى الكشف الطبي للكلية الجوية، ولكن هنا يوجد شرط قبل اتخاذ القرار بشأن عملية التحويل للكلية الجوية وهو أن يحصل المتقدم على 6 على 6 في اختبار الرمد الذي يجرى له في القومسيون الطبي العسكري العام، وإذا تبين من الفحص الطبي الخاص بالنظر أن الطالب يعاني من مشكلة في الرؤية يكون الطالب غير لائق، ويتم رفض انضمامه للقوات المسلحة بشكل كامل. وعن وضع المتعافين من فيروس سي بالنسبة للاختبار الطبي للقوات المسلحة إذا ظهرت نتيجة الفحوصات التي تجرى له في القومسيون الطبي إيجابية فيما يتعلق بفيروس سي يكون الطالب غير لائق، سواء تعافى من المرض بشكل كلي أو جزئي أو لم يتعافى منه وحصل على نتيجة سلبية في فحص المرض، لأن الأجسام المضادة حينها تكون موجودة داخل الجسم وربما تعاود النشاط في وقت ما ولهذا السبب لا يتم قبوله. فالهدف في النهاية الحفاظ على قوة المؤسسة العسكرية، فلا يمكن السماح لفرد غير سليم صحيًا وبدنيًا، بالالتحاق بإحدى الكليات العسكرية، وتعتمد القوات المسلحة على معايير واضحة في القومسيون الطبي العسكري العام، والقوات المسلحة انتقت أفضل المعايير الطبية من بلدان مختلفة حتى تحصل على نتائج مثالية، والأمر ليس له علاقة بمعايير المستشفيات الخاصة أو غيرها، ونتيجة الفحوصات التي يجريها القومسيون الطبي العسكري هي فقط التي يعترف بها داخل في القوات المسلحة وما يخالف ذلك لا يتم الاعتراف به، ولا يعترف بنتائج أية فحوصات تمت خارج القوات المسلحة حتى إذا كانت صادرة من أطباء بالقوات المسلحة أو من العسكريين، وفي النهاية يجب التأكيد على انه لا يظلم أحدًا أو يجامل أحد على حساب آخر في الفحوصات الطبية فهي تتم بشكل دقيق. قبول دفعات جديدة من خريجى الجامعات الحكومية لاول مرة بالكلية الحربية والكلية البحرية: يذكر ان القوات المسلحة قد اعلنت عن قبول دفعات جديدة من خريجى الجامعات الحكومية للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية حيث صدق الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على الإعلان عن قبول دفعة جديدة من خريجى الجامعات الحكومية من حملة المؤهلات العليا لصالح الكلية الحربية للعمل كضباط محاربين والكلية البحرية للعمل كضباط بحريين، خلال وقائع المؤتمر الصحفى الذى عقده اللواء أح أشرف فارس مدير الكلية الحربية مدير مكتب تنسيق الكليات والمعاهد العسكرية بمقر الكلية الحربية للإعلان عن شروط القبول للدفعات الجديدة على أن تكون مدة الدراسة عامان بالكلية الحربية، والكلية البحرية.
