شهدت محافظة الشرقية، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، أربع وقائع يندى لها الجبين ويهتز لها الضمير والإنسانية؛ بعدما تجردت أربعة أمهات من كل ما يمت لصفتة الأمومة من عطف وحنان وحب ورحمة، وألقين أطفالهن في الشارع فور ولادتهن بأماكن وقرى مختلفة بأنحاء المحافظة. جثة الممر البداية كانت في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، عندما فوجيء عامل نظافة، أثناء قيامه بعمله بمنطقة كوبري "الممر" القريب من منطقة "حلقة السمك" التابعة لدائرة قسم شرطة ثانٍ الزقازيق، بكيس منتفخ بين القمامة التي من المفترض أن يجمعها، وفور اقترابه من الكيس تبين أنه يحوي جثة لطفل "ذكر" حديث الولادة. وعلى الفور انتقلت القوات الأمنية إلى موقع البلاغ، حيث جرى التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى "الزقازيق" العام، تحت تصرف النيابة العامة، والتي لم تكشف تحقيقاتها عن أي جديد يُذكر حتى كتابة هذه السطور. ضحية الحشرات ساعات قليلة فصلت بين العثور على جثة رضيع "الممر" وواقعة أخرى ربما كان وقعها أشد قسوة على أغلب أهالي المحافظة، خاصةً سكان مركز ومدينة ههيا؛ إذ عُثر على طفل رضيع، بالكاد أتم ساعات قليلة له في الدنيا، لكن والدته تركته وسط الزراعات بالقُرب من خط السكة الحديد الواصل بين مدينتي الزقازيق وههيا، حيث كان يرتدي حفاضة فقط، لا يزال على قيد الحياة. المأساة التي كانت فيها حالة الصغير، والذي تسببت لدغات الحشرات له في إصابته بجراح أدمت جبهته ورأسه، وثقها أحد الشباب الذين عثروا على الصغير بمقطع فيديو التقطه للرضيع يُظهر حالته فور العثور عليه، وهو ما لقى حالة من التعاطف الكبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يُعلن أحد اهالي المنطقة استعداده لكافة الإجراءات الخاصة بعناية الطفل وتقديم الرعاية والتربية اللازمة له. المزرعة المهجورة ومع انتهاء شعائر صلاة الظهر بقرية «شيبة» الواقعة بدائرة مركز شرطة الزقازيق، وبينما احد أهالي المنطقة عائدًا في طريقه إلى منزله، التقطت أذنه صرخات لرضيع، ليسير خلف مصدر الصوت، والذي تبين أنه آتي من مزرعة مهجورة على حدود القرية، والتي يعرفها الجميع بأنها مأوى للكلاب الضالة ليس إلا. هرع الرجل لنجدة الصغير، والذي تبين أن والدته تركته ملفوفًا بقميص رجال، فيما تبين أن الصغير عمره لا يتعدى ساعات قليلة هو الآخر، ليتم تسليمه لإحدى دور الرعاية لتقديم العناية الطبية والصحية اللازمة له. مسجد الأربعة والأربعين الواقعة الرابعة والأخيرة كانت بجوار المسجد الصغير بالمجاورة الأربعة والأربعين، بدائرة قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان؛ إذ عثر عدد من أهالي المجاورة على طفل رضيع ملقى بجوار المسجد الصغير، فيما تبين أن والدته تركته ملفوفًا بجلباب حريمي "كحلي" اللون، قبل أن يتم تسليمه إلى قوات الشرطة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وبالعرض على النيابة العامة، قررت إيداع الصغير بإحدى دور الرعاية.
