يعتبر المطرب محمد منير أحد أبرز الفنانين المعبرين عن جيل الشباب في مصر ، خاصة وأنه نجح في الحفاظ على مستوى فني ثابت طوال أكثر من ثلاثين عاما من الغناء ، تميز خلالها بتقديم كل ما هو جديد وجاد وراق ، كما تميز بقدرته على إعادة تقديم الموروثات الغنائية الشعبية ، وخاصة النوبية ، إلى المستمع العربي في قالب عصري متميز. إسمه بالكامل محمد منير محمد أبا يزيد جبريل متولي ، ولد في 10 أكتوبر 1954 في أسوان ، وهو من مواليد برج الميزان ، تلقى منير تعليمه المبكر في النوبة القديمة قبل أن يهاجر مع أسرته إلى كوم امبو بعد غرق بلاد النوبة تحت مياه بحيرة ناصر في أوائل السبعينيات. غنى منير في كل مناسبات بلدته ، وشجعه على الغناء شقيقه الأكبر "فاروق" الذى كان يتميز أيضا بصوته الجميل. وبعد حصوله على الثانوية العامة ، هاجر إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة التي درس فيها التصوير السينمائي من كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان ، ومع ذلك فقد كانت بدايته الفنية مع الغناء وليس في مجال دراسته. ساعد على توجيهه نحو هذه البداية الشاعر الراحل عبد الرحيم منصور والملحن أحمد منيب الذي قدم له أغلب ألحان أغنياته في بداية مشواره تعبيرا عن ثقته في قدرة هذه الشاب في إحياء التراث النوبي من ناحية وفي تقديم غناء جديد يخرج من القوالب الكلاسيكية التقليدية التي كانت قد تعرضت لهزة عنيفة بعد وفاة عبد الحليم حافظ ، ولذلك ، فقد كانت أغلب أعمال منير الأولى من أشعار منصور وألحان منيب ، وحققت هذه الأعمال شهرة سريعة وواسعة. اعتاد منير على أن يغني لزملائه أثناء فترة تجنيده ، فتعرف جيل الشباب بسرعة على هذا الشاب النحيل الأسمر القادم من النوبة ، وكان مشهورا عنه تألقه في حفلات الجيش التي كان يحضرها نحو نصف مليون شاب ، وهكذا بدأت شعبيته. بعد انتهاء فترة التجنيد ، انضم منير إلى فرقة "المصريين" مع الموسيقار هاني شنودة الذي قدم له بدوره عدة ألحان حققت نجاحا كبيرا. وكان أول عمل فني شهير لمنير مسلسل "سفينة الحب" الذي تعرف عليه الجمهور من خلاله ، وكان ألبومه الأول "علمونى عينيكي" الذي حقق نجاحا مبهرا من خلال أغنياته الرائعة مثل "علموني عينيكي" و"أمانة يا بحر" و"إيه يا بلاد يا غريبة" و"يا أماه" و"في عينيكي غربة وغرابة" ، وكانت معظم الأغنيات تدور حول الغربة والترحال والسفر. غنى منير في ألبوماته التالية مثل "بنتولد" و"شبابيك" و"اتكلمي" و"شيكولاتة" و"ممكن" و"وسط الدايرة" ، وغيرها ، بلهجات كثيرة منها الشامية والسودانية والجزائرية. عرف بأدائه التلقائي والخارج عن المألوف ، فلم يكن يغني أبداً مرتدياً بدلة أو ثابتاً أمام الميكروفون ، كما كان من أوائل من استعان بعازفين أجانب في فرقته الموسيقية. حاز منير على عدة ألقاب منها : إبن النيل ، جوهرة مصر السمراء ، صوت مصر ، عاشق الحرية ، الملك ، والأخير هو أشهر ألقابه ، وأطلق عليه بعد تألقه اللافت في مسرحية "الملك هو الملك" التي غنى فيها ومثل أيضا. تعامل مع منير عدد كبير من أفضل ملحني مصر ، بجانب شنودة ومنيب ، فقد تعامل مع بليغ حمدي في أغنية "أشكي لمين" ومع كمال الطويل في أغاني عديدة أبرزها "علي صوتك بالغنا" و"برة الشبابيك" ، كما كانت كلمات أغنياته لشعراء كبار مثل صلاح جاهين في "يا أم المريلة الكحلي" وغيرها ، وأحمد فؤاد نجم في "بلح أبريم" ، وأغاني مسرحية الملك ، وغيرها ، وعبد الرحمن الأبنودي في "يونس" وغيرها. وفي السينما ، حرص منير على المشاركة في أفلام رفيعة المستوى مثل فيلم حدوتة مصرية ليوسف شاهين والتي غنى فيها منير أشهر أغانيه على الإطلاق والتي تحمل نفس عنوان الفيلم ، وفيلم المصير التي غنى فيها "علي صوتك بالغنا" ، وفيلم "اليوم السادس" التي غنى فيها "لازم طوفان" ، وغير ذلك ، كما يعد دوره في فيلم "يوم حلو ويوم مر" مع فاتن حمامة من أبرز علامات مشواره الفني. من أشهر أغاني منير على الإطلاق : "حدوتة مصرية" و"علي صوتك بالغنا" و"نعناع الجنينة" و"لما النسيم" ، وأحدث ألبوماته "طعم البيوت" حظي باستقبال رائع من محبي فن منير ، وكانت أ برز أغنياته "يونس" و"لو كان لزاما" و"يا بو الطاقية".