الألاف يخرجون في شوارع العاصمة وعدة مناطق.. وانتشار أمني مكثف تحسبا لأعمال عنف حذر المجلس العسكرى الانتقالي في السودان من وجود مخربين لهم أجندة خفية تحاول استغلال المظاهرات الحاشدة خرجت اليوم في شوارع العاصمة والمدن السودانية، من أجل الضغط على المجلس لتسليم السلطة للمدنيين. وقال نائب رئيس المجلس العسكرى اللواء محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتى، فى اجتماع حاشد فى العاصمة الخرطوم، إن المجلس العسكرى سوف يسلم السلطة لحكومة مدنية، مشددا على أنه لا يريد أى مشاكل وأنه سيتم نشر عناصر القوات المسلحة من أجل أمن الشعب. وحميدتى عضو بارز فى المجلس العسكرى فى السودان، وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية التى تم نشرها خلال الاحتجاجات فى وقت سابق من هذا الشهر وتسيطر على العاصمة. وكانت قوى الحرية والتغيير التى تقود الاحتجاجات فى السودان، قد دعت لمظاهرات قالت إنها ستكون مليونية، للضغط على المجلس العسكرى الحاكم لتسليم السلطة للمدنيين، وهو ما تطالب به قوى مدنية منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير، فى إبريل الماضى. وفيما أعرب بعض من منظمى الاحتجاجات عن قلقهم من احتمال حصول أعمال عنف مجددا مع خروج الآلاف اليوم فى العاصمة وعدة مناطق سودانية، أفاد تحالف «إعلان قوى الحرية والتغيير» المنظّم للحركة الاحتجاجية أن المتظاهرين انطلقوا فى مسيرات متفرقة من عدة مناطق بالخرطوم وأم درمان وتوجهوا نحو منازل بعض المتظاهرين الذين قتلوا فى عملية فض الاعتصام مطلع الشهر الجارى، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. إلى ذلك أفادت تقارير سودانية بانتشار كثيف لقوات الأمن فى العاصمة الخرطوم وعدة مدن سودانية قبيل ساعات من انطلاق المظاهرات، وبرر حميدتى الوجود العسكرى الكثيف فى العاصمة، قائلا إن «القوات العسكرية المنتشرة فى الخرطوم موجودة من أجل أمن الناس وليس لإزعاجهم». وأكد على أن أعضاء المجلس العسكرى لا يعتزمون التمسك بالسلطة. وقال «المجلس العسكرى هو مجرد ضامن». من جهة ثانية، أعلن «تجمّع المهنيين السودانيين»، أحد الأطراف الرئيسية فى حركة الاحتجاج، أنّ قوة عسكرية اقتحمت مساء أمس الأول مقرّه ومنعته من عقد مؤتمر صحفى. وقال أحمد الربيع القيادى فى التجمع «قبل بدء المؤتمر الصحفى، وصلت إلى مقرّنا ثلاث سيارات محمّلة بمسلحين من قوات الدعم السريع ودخلوا المبنى وأمروا من كانوا به بالمغادرة».