قال وكيل الأزهر السابق والأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور عباس شومان، إنه على صناع الأعمال الفنية وخاصة المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية الحرص على تقديم ما يتقبله الذوق العام من موضوعات ومشاهد لا تتضمن إسفافًا في الألفاظ أو كشفًا للعورات، فمهمة الفن هي العمل على الرقي بالذوق العام، وتسليط الضوء على النماذج المشرفة والجوانب المضيئة في المجتمع. وأضاف في مقال نشرته مجلة الأزهر الشريف في عدد هذا الشهر، أن تناول مشكلة مثل تعاطي المخدرات دراميًا، يبنغي أن يتم فيه الاستعانة بآراء متخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس، وأطباء ماهرين في علاج التعاطي والإدمان، وغيرهم من المعنيين. وأوضح، أن إطلاق العنان لقبول الفن بكل صوره وأشكاله حتى أن تجاوز الذوق العام واختراق الخطوط الحمراء في تقاليد المجتمع وأعراف الناس بل في الدين كذلك بدعوى حرية الإبداع لا تقره الأعراف السليمة ولا تقبله الفطرة السوية. وذكر، أن مشكلة التطرف والإرهاب من المشكلات المجتمعية المهمة إن لم تكن أهمها وأخطرها التي ينبغي أن تتضافر فيها الجهود في التوعية بمخاطرها ويبنغي في تناولها فكريًا الاستعانة بالمفكرين وعلماء الدين وتصحيح المفاهيم. وقال شومان، إن الفن لن يقوم بدوره كما ينبغي دون الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في الظواهر المتناولة، وعدم اعتماد المؤلفين وكتاب السيناريو على خيالهم ووجهة نظرهم فقط، مؤكدًا أن التحجج بأن الفن مرآة الواقع لا يعقل ولا يتصور أن تكون الأعمال الفنية التي أُنتجت في السنوات الأخيرة معبرة عن حال المجتمع، أو ما يمكن أن يمثل ظاهرة حقيقية تقتضي تناولها فنيًا. وتساءل شومان هل أصبح مجتمع يقر هذا الابتذال والإسفاف اللفظي والسلوكي الذي أصبح السمة البارزة في معظم الأعمال الفنية التي تعرض على شاشات التليفزيون أو السينما، هل يستخدم الناس في مجتمعنا تلك الألفاظ الدنيئة؟. واختتم حديثه قائلاً إننا في أشد الحاجة إلى استعادة ذلك النوع من الفن الهادف المرتبط بواقع الناس حقيقة وليس اختلاقًا، الفن المحفز على إتقان العمل وزيادة الإنتاج وترسيخ الانتماء وحب الوطن، الفن الذي يعزز قيم الحق والعدل والنخوة والشجاعة والإحسان، وكم من أعمال فنية جادة صُنعت في مرحلة زمنية سابقة يسميها الناس زمن الفن الجميل.
