«اقرأ»، أول كلمة فى القرآن الكريم، ودائمًا ما كانت الحكمة والنصيحة الثمينة لكبار الكتّاب العرب والعالميين تدعو إلى غرس حب القراءة فى نفوس أطفالنا، وأن نربى لديهم عادة قراءة كل شيء تقع عيونهم عليه، وعلى مر التاريخ كان الناس فى حب القراءة والكتب أيضًا مذاهب، فبينما كان العالم الفيزيائى «آينشتاين» يحب قراءة الروايات البوليسية، كان العقاد لا يحب قراءتها، ويراها مضيعة للوقت، ولكن بدأت أول علاقة للأديب نجيب محفوظ بعالم القراءة من خلال رواية بوليسية مترجمة من سلسلة «ابن جونسون». وربما ما جاء فى الأثر قديمًا، هو أفضل ما كتب عن القراءة والكتاب، حيث إن أديبًا دخل على الخليفة عبدالملك بن مروان فوجده يقرأ، فقال له: يا أمير المؤمنين، إن الكتاب أنبل جليس، وآنس أنيس، وأصدق صديق، وأحفظ رفيق، وأكرم مصاحب، وأفصح مخاطب، وأبلغ ناطق، وأكتم وامق «محب»، يورد إليك، ولا يصدر عنك، ويحكى لك، ولا يحكى عنك، إن أودعته سرا كتمه، وإن استحفظته علما حفظه، وإن فاتحته فاتحك، وإن فاوضته فاوضك، وإن جاريته جاراك. ينشط بنشاطك، ويغتبط باغتباطك، ولا يخفى عنك ذكرا، ولا يفشى لك سرا، إن نشرته شهد، وإن طويته رقد، خفيف المئونة، كثير المعونة، حاضر كمعدوم، غائب كمعلوم، لا تتصنع له عند حضوره فى خلوتك، ولا تحتشم له فى حال وحدتك.. فى الليل نعم السمير، وفى النهار نعم المشير. فقال عبدالملك بن مروان: لقد حببت إليّ الكتاب، وعظمته فى نفسى، وحسنته فى عينى. ونحن فى الشهر الكريم الذى يدور فى فلكه بعض العادات التى يمارسه الشخص كنوع من تغيير روتينه اليومى المعتاد خلال السنة، إلا أن عادة «ممارسة» القراءة ربما تزيد خلال شهر رمضان فتواصلنا مع الكتّاب لسؤالهم ماذا يقرأون فى الشهر الكريم والساعات المخصصة للقراءة، لتصبح إجاباتهم كدليل للقراء لمن يريد أن يسترشد بترشيحات هؤلاء الكتّاب. سحر الموجى: أقرأ «غرفة 304» لعمرو عزت ورواية «الشمندر» لخالد الخميسى و«جوائز للأبطال» لأحمد عونى كانت البداية مع الروائية الدكتورة سحر الموجى صاحبة رواية «مسك التل»، التى قالت إن شهر رمضان يتيح لها وقتًا أطول للقراءة، حيث تمكث فى منزلها وقتًا أطول، ولا تكون مضطرة للخروج دائمًا للوفاء بمسئوليتها المعتادة مثلما هو الحال فى أيام حياتها العادية. وعن أفضل الكتب التى قرأتها فى الفترة الأخيرة وتراها تستحق ترشيحها للقراءة، فتقول «الموجى»: قرأت كتاب «غرفة 304» لعمرو عزت، وأعجبتنى بشدة، وقرأت رواية «الشمندر» لخالد الخميسى، و«جوائز للأبطال» لأحمد عونى، وهو أول عمل أقدر أصفه أنه عمل كبير وقوى ومهم وفنى عن الثورة، وكذلك رواية «المولودة» لنادية كامل، والتى استمتعت بها وبتركيبة الشخصية فيها، حيث استطعت من خلال شخصية واحدة قراءة تاريخ مصر على مدار فترة زمنية طويلة. إبراهيم عبدالمجيد: أقرأ بالمساء لكنى مُقل فى القراءة عما مضى أما الكاتب والقاص والروائى، إبراهيم عبدالمجيد، صاحب «ثلاثية الإسكندرية»، فكشف أنه يعكف حاليًا على قراءة مجموعة روايات أدبية منها: «ليست رصاصة طائشة.. تلك التى قتلت بيلا»، للكاتبة السورية لينا هويان الحسن، ورواية «أنفس» للأديب السعودى عبده خال، وكتاب «المذبحة الكبرى للقطط»، الصادر عن المركز القومى للترجمة، وكتاب «إرث الحجر.. سيرة الآثار المنقولة فى عمارة القاهرة الإسلامية»، للدكتورة رضوى زكى. وعن عاداته فى القراءة خلال شهر رمضان، يقول: «أقرأ بالمساء، ولكنى مُقل فى القراءة عما مضى»، لافتًا إلى أنه لم يجرب الاستماع للكتب الصوتية، قائلًا: «أنا من جيل قديم لم يتعود على الإمساك بالهاتف ووضع السماعة فى أذنه لسماع أى شيء حتى إن كان كتابا، فضلًا عن أننى أحب القراءة؛ لأشاهد الكلمات وأستمتع بالأحرف وطريقة السرد». أحمد مراد: أجهز «تل كتب» أنتهى منه خلال الشهر الروائى والسيناريست أحمد مراد، قال إنه يقرأ فى رمضان بشكل أكبر، حيث يستفيد من الوقت الطويل لنهار رمضان قبل موعد الإفطار، ليخصصه فى القراءة بشكل أكبر، قائلًا: «رمضان شهر مبارك فى كل شيء، بما فى ذلك القراءة، ولهذا دائمًا ما أنفرد فيه بنفسى، وأكون مجهزا قبل بداية الشهر تل كتب، أنتهى منه مع انتهاء أيام رمضان تقريبا»، ومنها كتاب «الثورة الرابعة» الصادر عن سلسلة عالم المعرفة. وأضاف مراد أنه يستمتع بقراءة الكتب المطبوعة أكثر من استمتاعه بسماع الكتب صوتيًا، لافتًا إلى أن الكتاب المسموع يظل هو الحل الأمثل بالنسبة له فى الاستفادة من وقته أثناء القيادة، مؤكدًا أنه يحافظ على عادته اليومية فى الكتابة، فالأمر لديه أكبر من كونه اختيارا، حيث تربطه التزامات وخطط مهنية، عليه الوفاء بها، كاشفًا أنه فى هذه الأيام يستكمل كتابة فيلمه الجديد بعد الجزء الثانى من «الفيل الأزرق»، حتى يصبح جاهزا للتصوير قريبًا. أشرف العشماوى: أقرأ أكثر.. والكتابة فى شهر رمضان شبه مستحيلة وبعكس أحمد مراد، فإن الكاتب والروائى أشرف العشماوى، يرى أن الكتابة فى شهر رمضان شبه مستحيلة بالنسبة له، قائلًا: «لا أقوى على الكتابة، وأنا صائم بسبب فقدان التركيز الكامل وحالة المزاج والانسجام التى يتطلبها السرد الروائى أو صياغة الجمل الحوارية، ورغم أننى حاليا أراجع مسودة روايتى الجديدة، لكننى متوقف تقريبا عن العمل حتى نهاية رمضان، وربما تصدر الرواية فى نهاية العام أو بالتزامن مع معرض الكتاب 2020، لكن القراءة اليومية لا تتوقف فى رمضان بالنسة لى، فعادة ما أقرأ بعد الفجر لمدة ساعة أو اثنتين فهى عادة لم تتوقف منذ صغرى، أنا فى الأصل قارئ وأحب القراءة لدرجة الإدمان، وحاليا أقرأ رواية مترجمة عن الألمانية بعنوان «قضية السيد كورلينى»، وهى من نوعية أدب الجريمة، ملخصها حادث قتل نعرف منذ الفصل الأول من القاتل لكننا لا نعرف الدوافع، والآن أنا فى منتصفها والمفاجآت تتوالى بصورة جذابة جدا وعميقة عن أسباب القتل وعلاقتها بمعسكرات اليهود أثناء فترة الحكم النازى، وانتقام الجيل الثالث ممن قتلوا أجدادهم». مضيفًا: أما بالنسبة للرواية الصوتية فربما هى تناسب قراء غيرى أنا أحب الكتاب الورقى ولا أحب وسائط أخرى سواء pdf، أو تطبيقات للكتاب الالكترونى أو حتى صوتية، لكننى استمعت لإحدى رواياتى مؤخرا بعد طرح التطبيق الصوتى لها مع شركة «ستورى تل» السويدية المتخصصة فى الكتاب الصوتى، وقد جذبنى الأداء الصوتى للمؤدين وهما من العراق، فالأمر أقرب للمسلسل الإذاعى وهو لون أحبه، وأظن أن التجربة سوف تجذب كثيرين. نعيم صبرى: أستمع إلى القرآن الكريم المجود.. وأقرأ الآن ألف ليلة وليلة أما الكاتب والروائى نعيم صبرى، فله حكاياته مع شهر رمضان، ذكر واحدة منها فى كتابه «يوميات طفل قديم»، كما كتب وهو المصرى القبطى، مقالة كبيرة عن «مدرسة التلاوة المصرية»، وعن حكاياته تلك يقول نعيم صبرى: «أقرأ القرآن الكريم؛ لأنه أساس اللغة العربية، ودائمًا أحب سماع القرآن سواء مرتل أو مجود، ولا أزال على حبى وعشقى لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل. القرآن جزء أساسى فى شخصية أى عربى، بغض النظر عن دينه، وقد كتبت فى كتابى «يوميات طفل قديم» كيف كنا نستمع فى طفولتنا قبل نشرة أخبار الثامنة والنصف، إلى القرآن الكريم، فوالدى من منطقة السيدة زينب، وكان من مدمنى الاستماع إلى القرآن المجود، فهذا شيء ومزاج مصرى، بعيدًا عن الدين». وعن الكتب التى يقرأها هذه الأيام، يقول صبرى إنه دائمًا ما يفضل القراءة بأكثر من مجال فى الوقت نفسه، وذلك لشعوره أن وراءه المزيد من تلال الكتب التى تنتظر القراءة، متابعًا: «وفى الوقت الحالى أنا اقرأ ألف ليلة وليلة، «طبعة خاصة» أصدرها جمال الغيطانى، ضمن سلسلة «الذخائر» عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وأقرأ كتابا تاريخيا بعنوان «القاهرة فى الحرب العالمية الثانية»، ل أرتيميس كوبر، المركز القومى للترجمة، والتيارات الأساسية فى علم النفس المعاصر لرشدى فام منصور، وأحمد حسين الشافعى، الصادر عن مكتبة الأنجلو المصرية، وكذلك كتاب علمى «ميكانيكا الكم» للدكتور إبراهيم فوزى، وكتاب فى الفلسفة للدكتور زكريا إبراهيم عن هيجل، وأمامى دائما كتب للشعر العربى والغربى». غادة عبدالعال: أفضل القراءة فى نهار رمضان.. وأقرأ الآن «بليغ» لطلال فيصل وبدورها تحكى القاصة والروائية، غادة عبدالعال، أن القراءة فى الصباح هى اختيارها الأفضل دائمًا، مشيرة إلى أنها بدأت منذ أول أيام رمضان فى قراءة رواية «بليغ»، للكاتب طلال فيصل، بجانب تخصيص وقت لاستكمال كتابة روايتها الجديدة، والتى شارفت على الانتهاء منها. وتتابع غادة عن دخولها عالم الكتاب الصوتى، قائلة إنها تحب سماع الكتب الصوتية، وتستمع إليها دائمًا، ولكن يظل الجزء الأكبر من نصيب الكتب التى استمعت لها حتى الآن، هى مؤلفات باللغة الإنجليزية. حسن كمال: أطالع كتبا مترجمة جديدة عن كُتَّاب من التشيك والنمسا وبدوره يروى الكاتب الدكتور حسن كمال، أنه فى الغالب يفضل القراءة فى أوقات ما قبل «السحور»، وحتى صلاة الفجر، لكن هذا لا يمنعه أحيانًا من القراءة قبل موعد الإفطار، كاشفًا أنه اختار خلال الشهر الكريم أن يقرأ كتبا مترجمة جديدة عن كُتاب من دول التشيك والنمسا، ومنها: رواية «جرائم براج»، للكاتب التشيكى «ميلوش أوربان»، و«سميته كرافتة» للكاتبة النمساوية، ميلينا ميتشيكو فلاشر، وغيرها. أما عن تجربته مع الكتب الصوتية، فيروى حسن كمال، أنه لم يدخل إلى هذه اللحظة طريق تطبيقات الكتب المسموعة، على الرغم منه أنه يستمع إلى الكتب المسجلة والتى تباع على اسطونات منذ سنوات طويلة، حيث كان حريصًا على اقتناء أفضلها كلما سافر إلى الخارج مشيرًا إلى أنه سيحاول اكتشافها فى الفترة القادمة، بخاصة أن أعماله الروائية مسجلة صوتيًا على هذه التطبيقات. أحمد سمير: أخلص لقراءة مؤلفات كاتب واحد خلال الشهر.. وهذا العام مع مؤلفات أورهان باموق الكاتب الصحفى والروائى أحمد سمير، فيؤكد أن شهر رمضان هو فرصة كبيرة له للقراءة بشكل أكبر، لافتًا إلى أن أهم عاداته فى القراءة تتلخص فى قراءة مؤلفات كاتب واحد خلال الشهر، موضحا أنه أختار قضاء شهر رمضان هذا العام مع الأديب التركى الحائز على جائزة نوبل، أورهان باموق، وأنه الآن يعكف على قراءة روايتيه «الكتاب الأسود»، و«ثلج». ويرى سمير أنه يفضل القراءة فى نهار رمضان بخاصة الساعة التى تسبق موعد أذان المغرب، حيث يكون تركيزه أقل ولا يستطيع كتابة أى من مقالاته أو استكمال تأليف كتاب قد بدأ كتابته بالفعل. كما يختار أحمد سمير ساعات محددة فى نهار رمضان لقراءة الكتب، فإنه يخصص أيضًا ساعات ما قبل النوم لسماع الكتب، فهو يرى أن الكتاب المسموع جزء مهم فى حياته كقارئ، حيث تعرف فيه على العديد من الكُتاب، وسمع عددا من الأعمال التى يحبها، قائلًا إنه أحيانًا يستمع إلى كتاب يكون قد قرأه قبل ذلك، وعن آخر الأعمال التى استمع لها فى الفترة الأخيرة، فكانت رواية «ذات الشعر الأحمر»، أحدث مؤلفات أورهان باموق، و«قمر على سمرقند»، لمحمد المنسى قنديل، والعائش فى الحقيقة لنجيب محفوظ. نورا ناجى: أحب كتب «الفلسفة وأدب الرسائل»، والحوارات المترجمة مع الكتاب أما الكاتبة الصحفية والروائية نورا ناجى، فترى أن فرصة القراءة خلال شهر رمضان دائمًا ما تكون أكبر من المعتاد، قائلة: «أنتهى من شغلى طيلة النهار، والوقت المتبقى قبل أذان المغرب أقضيه فى القراءة، وقد بدأت مؤخرًا قى التكثيف من قراءة كتب الفلسفة، بعدما لاحظت أن معدلات قراءة الروايات عالية بالمقارنة بالكتب الأخرى، ولهذا حددت لنفسى قراءة كتاب بين ثلاثة روايات، وأجدنى أحب من أنواع الكتب «الفلسفية»، و«أدب الرسائل»، فضلًا عن ترجمة الحوارات مع الكتاب، كالتى يقوم بها الكاتب أحمد الشافعى وغيره. نهلة كرم: أحب قراءة كتب علم النفس والأدب وتروى الكاتبة نهلة كرم، إن عادات القراءة لديها خلال شهر رمضان، بدأت منذ سنوات طفولتها، حيث كانت تخصص وقتا أطول للقراءة خلال ساعات ما بعد الإفطار، فتبدأ فى طقسها اليومى بعد الساعة الحادية عشرة مساءً، وحتى وقت «السحور»، لتستكمل ما بدأت قراءته حتى بعد بزوغ الفحر بقليل، قائلة: «وقت الفجر أشعر أنه وقت صاف للقراءة، ومشاهدة الأفلام». وعن أفضل مجالات الكتب التى تفضل قراءتها، تقول: «فى الغالب أحب قراءة كتب الأدب وعلم النفس».