اعتبر العلامة الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين أن الأولى بالنساء حاليا عدم النقاب، وقال إن المرأة لم تعد حبيسة البيت كما كانت من قبل، وخرجت إلى المدارس والجامعات وأماكن العمل والمستشفيات وغيرها. ورأى القرضاوى أن خروج المرأة « يحوجها إلى كشف وجهها وكفيها لضرورة الحركة والتعامل مع الحياة والأحياء، فى الأخذ والعطاء والبيع والشراء، والفهم والإفهام». وقال فى رده على سؤال حول فرضية النقاب على موقعه الالكترونى أمس إن كشف الوجه لا يعنى «أن تملأه المرأة بالأصباغ والمساحيق»، وكشف اليدين لا يعنى أن تطيل المرأة أظافرها، وتصبغها بما يسمونه (المانيكير)». وأشار إلى ضرورة أن تخرج المرأة محتشمة غير متزينة ولا متبرجة، ورأى أن المباح للمرأة هو الزينة الخفيفة، وهى الكحل فى عينيها، والخاتم فى يديها». وأضاف أن «جمهور فقهاء الأئمة، منذ عصر الصحابة رضى الله عنهم، أكدوا عدم وجوب النقاب وجواز كشف الوجه والكفين من المرأة المسلمة أمام الرجل الأجنبى غير المحرم لها»، واستدل القرضاوى، فى إجابته عن سؤال أرسلته بعض المحجبات عن فرضية النقاب، بآراء الأئمة المعتبرين والفقهاء الذين يرون عدم وجوب النقاب، مؤكدا أن عدم الوجوب لا يعنى أيضا عدم الجواز، وقال: «من أرادت أن تنتقب فلا حرج عليها». ورأى القرضاوى ان إجازة نقاب المرأة الجميلة درءا للفتنة أمر غير منضبط لان الجمال نسبى، وقال: «لا أجد من الأدلة ما يوجب على المرأة الجميلة تغطية الوجه عند خوف الفتنة، لأن هذا أمر لا ينضبط، والجمال نفسه أمر ذاتى، ورب امرأة يعدها إنسان جميلة، وآخر يراها عادية، أو دون العادية». وقال القرضاوى إن من أدلة كشف الوجه حديث: «إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته»،وتدل على أن عامة النساء فى عصر النبوة لم يكن منتقبات إلا ما ندر، بل كن سافرات الوجوه، و«لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها»، بأنه الوجه والكفان، أو الكحل والخاتم وما فى معناهما من الزينة. وسرد القرضاوى ادلة القائلين بوجوب لبس النقاب، ووجوب تغطية الوجه واليدين، وقال: «وكل ما معهم متشابهات من النصوص تردها المحكمات وتعارضها الأدلة الواضحات»، وعن حديث: «لا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين» قال: «نحن لا نعارض أن يكون بعض النساء فى غير حالة الإحرام، يلبسن النقاب والقفازين اختيارا منهن، ولكن أين فى هذا الدليل على أن هذا كان واجبا»؟ وأضاف أن محظورات الإحرام أشياء كانت فى الأصل مباحة، مثل لبس المخيط والطيب والصيد ونحوها، وليس منها شىء كان واجبا ثم صار بالإحرام محظورا. من جهة أخرى طلب صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى من لجنة برلمانية مشتركة إعداد تقرير عن قرار المجلس الأعلى للأزهر بشأن عدم ارتداء النقاب داخل الفصول الدراسية للبنات وفى المدن الجامعية الخاصة بهن، وتعرض اللجنة تقريرها عن هذا القرار على المجلس فى دورته المقبلة. كان الشريف قد تلقى كتابا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر وأرفق به القرار الذى اتخذه المجلس الأعلى للأزهر بشأن عدم ارتداء النقاب فى الفصول والمدن الجامعية الخاصة وفى قاعة الامتحانات الخاصة بهن.