لم تستفد الشركات المقدمة لخدمات الانترنت من مبادرات حكومية، مثل نوادى الإنترنت وحاسب لكل بيت، بالقدر الكافى نظرا لتركز هذه المبادرات فى محافظات القاهرة والإسكندرية، وهو الأمر الذى يجعل معدل اختراق الإنترنت فى مصر، نسبة التغطية بخدمات الإنترنت لعدد السكان، عند مستوى منخفض بلغ 17.7%، تبعا لتقرير لشركة سى أى كابيتال للبحوث. غير أن تدنى نسبة الاختراق، يطرح فرصا واعدة لنمو نشاط الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت فى مصر، تبعا للتقرير، خاصة فى ظل ارتفاع نسبة الشباب من إجمالى الكثافة السكانية فى مصر وهى أكثر فئة مستخدمة للشبكة العنكبوتية. وتصل نسبة مستخدمى الإنترنت فى الفئة العمرية من 16 54 سنة إلى 66% من إجمالى المستخدمين وتمثل هذه الفئة العمرية 52% من مجمل السكان. لذا يتوقع التقرير أن ترتفع نسبة الاختراق فى 2013 لتصل إلى 33.6% ليبلغ عدد المستخدمين 27.7 مليون مستخدم. وكان وزير الاتصالات طارق كامل قد قدر عدد المستخدمين فى أبريل الماضى ب13 مليونا. وتتنوع خدمات الإنترنت بين إنترنت الخطوط الثابتة، والذى ينقسم إلى إنترنت عادى Dial up يتم الدخول عليه باستخدام الهاتف الثابت وإنترنت فائق السرعة ADSL وخدمات الإنترنت عبر المحمول، وتحتدم المنافسة بين مقدمى هذه الخدمات المتنوعة على مستخدمى الإنترنت فى مصر. فالإنترنت فائق السرعة نجح فى الفترة الأخيرة فى سحب البساط من تحت أقدام مقدمى خدمة الإنترنت العادى ليتراجع نمو الأخير، حيث ارتفعت نسبة مستخدمى الإنترنت فائق السرعة من مجمل مستخدمى الإنترنت فى الربع الأول من عام 2009 إلى 42% بعد أن كانت 31 % فى الربع الأول من العام السابق، بينما انخفضت نسبة مستخدمى الإنترنت العادى من 50% إلى 24%. وكان من الممكن أن يحقق قطاع الإنترنت فائق السرعة نموا أكبر فى عدد المستخدمين لولا انتشار استخدام الإنترنت من خلال مقاهى الإنترنت، ف16% من مستخدمى الإنترنت يدخلون الشبكة من خلال تلك المقاهى بحسب بيانات يناير 2009. وبالاضافة إلى انتشار وصلات الإنترنت غير الرسمية، التى تسعى وزارة الاتصالات لتحجيم انتشارها، فهناك عوائق أخرى تقف أمام انتشار الانترنت بصفة عامة كالأمية الإلكترونية وعقبة كون المحتوى فى شبكة الإنترنت بلغة أجنبية. ويرصد تقرير سى أى كابيتال المنافسة الحامية بين شركات الاتصالات على تقديم خدمات الإنترنت، وهى المنافسة التى ساهم فى تخفيض تكلفة الإنترنت الشهرية فى الربع الأول من 2009 لتصل إلى 4.45 دولار مقارنة ب4.52 دولار فى نفس الفترة من 2008. «ستلعب المنافسة دورا مهما فى زيادة انتشار الإنترنت «تبعا لما قالته نوران على محللة قطاع الاتصالات بسى أى كابيتال متوقعة نمو قطاع الإنترنت عبر شبكات المحمول، وهو المجال الحديث على السوق المصرية، مدفوعا بالمنافسة السعرية بين الشركات المقدمة لهذه الخدمة. وفى ضوء هذه المنافسة يوصى التقرير بالاحتفاظ بسهم شركة المصرية للاتصالات، التى يتوقع أن تكون فرصة كبيرة للاستفادة من نمو سوق الإنترنت فى مصر، حيث تقدم خدمات الإنترنت من الخطوط الأرضية، ومن خلال المحمول عبر مساهمتها فى فودافون مصر. «تمتلك المصرية للاتصالات 95% من تى أى داتا التى تعد لاعبا رئيسيا فى سوق الإنترنت فائق السرعة، وهو ما يعزز من فرصها فى تحقيق الربح». وأوصت الشركة فى المقابل ببيع أسهم موبينيل، التى تقدم خدمة إنترنت المحمول فقط. وتسعى موبينيل للاستحواذ على شركة لينك دوت نت، التى تقدم خدمة الإنترنت فائق السرعة، وهى الصفقة التى يتوقع التقرير أنه سيتم حسمها فى نوفمبر 2009، للتوسع فى خدماتها. «سنراجع تقييمنا لأداء موبينيل إذا نجحت فى الاستحواذ على لينك دوت نت» وفقا لما قالته على ل«الشروق». ويتوقع التقرير أن ينخفض نمو صافى ربح موبينيل السنوى من 7.9% فى 2008 إلى 5.4% فى 2009. بينما يتوقع أن يرتفع نمو صافى ربح المصرية للاتصالات من 10.1% فى 2008 إلى 17.3% فى 2009.