لم تزل حالة عدم الوفاق تشوب العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأعضاء الحزب الديمقراطي المعارض لسياساته، فلم يسلك ترامب يمينه إلا وأخذ الديمقراطيون طريق اليسار. وبلغت التوترات حدتها بين الطرفين خاصة بعد فوز الديمقراطيون في انتخابات الكونجرس الأمريكي، ليسيطروا على مجلس النواب، بينما يحتفظ أعضاء الحزب الجمهوري التابع للرئيس بسيطرته على مجلس الشيوخ؛ ما كفل للأغلبية الديمقراطية حق محاسبة ترامب، ورفضهم أو البت في القوانين التي يقدمها ترمب متمثلا في الحزب الجمهوري في مجلس النواب، وهو ما يعتبره ترامب طوال الوقت "ترصدا وعرقلة" من جانب الديمقراطيين. وظهر خلاف جديد بين ترامب والديمقراطيين، بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي من المقرر إجراءها في أواخر عام 2020 المقبل، حيث كتب ترامب الثلاثاء على حسابه الرسمي "تويتر" عدة تغريدات، طالب فيها بأن تجرى الانتخابات القادمة بنظام "التصويت الانتخابي"، وهو أن ينتخب الشعب ممثلين عنه لاختيار الرئيس، فيما عارض ذلك الديمقراطيون. وغرد ترامب قائلا: "اعتدتنا فكرة التصويت الشعبي لكنني أدرك الآن أن التصويت الانتخابي أفضل بكثير للولايات المتحدة". وفي تغريدة أخرى: "أصبح الديمقراطيون غريبين للغاية يريدون الآن تغيير سن التصويت إلى 16 عامًا وإلغاء نظام التصويت الانتخابي وزيادة عدد قضاة المحكمة العليا زيادة كبيرة.. في الواقع يجب أن تفوزوا بتلك الأشياء بصناديق الاقتراع!". يضم الدستور الأمريكي نظامين لانتخاب رئيس البلاد، هما نظام "التصويت الشعبي" الذي يفضله الديمقراطيون، ونظام "التصويت الانتخابي" الذي يطالب به ترامب. إن الفرق بين النظامين هو أن التصويت الشعبي لا يحتاج إلى وسيط بين الشعب وصندوق الاقتراع، فيذهب الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاباب رئيسهم مباشرة كالحال في العديد من دول العام، وهو النظام الذي اعتاده الأمريكيون مؤخرا، أما التصويت الانتخابي، فهو أن ينتخب الشعب رئيسه بطريقة غير مباشرة، عن طريق انتخاب مرشحين "المجمع الانتخابي الأمريكي" الممثلين عن 50 ولاية أمريكية، بالإضافة إلى المقاطعة الفيدرالية التي تقع فيها العاصمة واشنطن، ثم بعد ذلك يختار هؤلاء المرشحون رئيسا جديدا للولايات المتحدةالأمريكية. وبحسب موقع "abc news" الأمريكي، رفض الديمقراطيون مطالبات ترامب بإجراء الانتخابات بنظام "التصويت الانتخابي"، وقالت السيناتور الأمريكية الديمقراطية إليزابيث وارين، التي تنتوي الترشح لخوض لانتخابات الرئاسة المقبلة، إنها تؤيد التخلص من نظام "التصويت الانتخابي الكلي"، وتؤيد التصويت الشعبي الوطني. وبررت إليزابيث، تمسكها بالأمر، حيث أيدت الغالبية العظمى من الناخبين الأمريكيين قرار الاقتراع الشعبي بدلا من الانتخاب عن طريق الهيئة الانتخابية، وذلك خلال السنوات القليلة الماضية، كما أن نسبة دعم الناخبين للتصويت الشعبي ارتفعت عن التصويت الانتخابي خلال ال20 سنة الماضية. وأوضحت إليزابيث أن التصويت الانتخابي يمثل عائقا كبيرا أمام المرشحين الرئاسة المستلقين، فقد لا يستطيع شخص مستقل الحصول على أصوات أغلبية اللجنة الانتخابية ويفوز بالمنصب، فيما يستطيع الفوز بأصوات كبيرة جدا عن طريق التصويت الشعبي.