منذ ما يقرب من عشرين عاما، تم تشخيص سيدة ألمانية بمرض التصلب العصبى المتعدد، وهو مرض التهابى مزمن، يسبب إعاقة للدماغ والحبل الشوكى «الجهاز العصبى المركزى»، ويحدث عندما يهاجم الجهاز المناعى للجسم «المايلين» وهى مادة دهنية تغطى الألياف العصبية وتسبب مشكلات فى التواصل بين العقل وباقى الجسم، وفى النهاية يمكن أن يسبب المرض تدهور الأعصاب نفسها أو تلفها بشكل دائم. دخلت مارلين لينزن التى تبلغ من العمر 59 عاما، فى حالة نفسية سيئة، وتعرضت للزحف كل ليلة على ركبتيها أثناء صعودها الدرج للوصول إلى السرير، وأصبحت غير قادرة على مواكبة ساعات العمل الطويلة، والسفر المكثف الذى كانت تتطلبه وظيفتها، وتخلت عن عملها ما أدى لانخفاض دخلها. لكنها أصرت على ممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على عضلاتها قوية، وشاركت فى ركوب الدراجات الهوائية، بمساعدة دراجة إلكترونية وقطعت مسافة 3 آلاف كم فى العام الماضى، وبعد مرور عدة سنوات، تم تشخيصها مرة ثانية، وتعرضت لانتكاسات من حين لآخر، ولكن الانتكاسات ليست سيئة لدرجة كبيرة، وأصبح لديها القدرة لإعادة بناء قوتها مرة أخرى. فهى ترى أن الشخص الذى يمتلك القدرة المالية لشراء طعام صحى ولعب اليوجا والتمارين المتخصصة لإعادة بناء قوة الجسم بعد الانتكاس من مرض التصلب العصبى، لا يعانى من نفس تطور وزيادة أعراض المرض مقارنة بالذين لا يستطيعون الوصول العيش بنفس نمط الحياة الصحى. تعمقت لينزن فى قراءة الدراسات والأبحاث حول حالتها المرضية، وعلمت أن الباحثين اكتشفوا علاقة واضحة بين الحالة الاجتماعية والاقتصادية وتطور الإعاقة الجسدية لدى مرضى التصلب المتعدد، فقد قارن باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية وجامعة ويلز، بيانات صحة السكان عبر عدة مقاييس للحالة الاجتماعية الاقتصادية، وجدوا أن انخفاض مستوى الدخل والتحصيل التعليمى مرتبط بزيادة احتمال الوصول إلى معالم رئيسية للإعاقة الجسدية، مثل الصعوبة فى القدرة على المشى. يأمل الباحثون ومعهم السيدة الألمانية أن تتوفر لكل مرضى التصلب العصبى الوضع المادى والاجتماعى اللازم لعيش الحياة بشكل طبيعى لإبطاء تطور المرض.
