أكد مونتومبيلي سانتوس المدير الفني لمنتخب الكونجو الديمقراطية للاعبين المحليين أن "الإصرار" و"الإخلاص" كانا السببين الرئيسين وراء فوز فريقه بلقب أول بطولة للمحليين في أفريقيا والتي أقيمت في كوت ديفوار مؤخرا ، حيث تغلب المنتخب الكونجولي في المباراة النهائية على غانا بهدفين نظيفين. وجاء فوز الكونجو بالبطولة – والذي وصف بالمفاجيء – بعد ثلاثة أسابيع فقط من تهديد سانتوس نفسه بالاستقالة والرحيل عن الفريق نهائيا لعدم قيام الاتحاد الكونجولي لكرة القدم بتوقيع عقد ثابت معه ، ولكنه وافق في نهاية الأمر ، وقبل البطولة مباشرة ، على التحدي ، وقرر مواصلة مشواره مع الفريق بغض النظر عن موضوع التعاقد ، وكانت النتيجة فوز الكونجو بأول لقب في تاريخها منذ حصولها على بطولة الأمم الأفريقية "الأصلية" عام 1974 في القاهرة. وقال سانتوس في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." عقب الفوز باللقب : "لقد بحثنا بشدة عن النجاح ، بعد الفشل الذي حققناه في الخروج المبكر من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا" ، في إشارة إلى مباراياته في المجموعة التي تأهلت عنها مصر إلى الدور الثالث للتصفيات. وأضاف : "لم نتأهل إلى أي بطولة كبرى منذ فترة طويلة ، وكان لدينا إصرار حقيقي على العودة بالكأس إلى كينشاسا". وأشار سانتوس أيضا إلى أن موضوع العقد لم يكن وحده وراء غضبه قبل البطولة ورغبته في ترك الفريق ، بل إنه كانت هناك مشكلة فنية كبيرة تتمثل في قرار الاتحاد الكونجولي بإلغاء ثلاث مباريات ودية كان من المفترض أن يلعبها الفريق قبل البطولة ، وذلك بسبب نقص التمويل! ومع ذلك ، فقد وافق سانتوس – وهو مدير فني سابق لفريق مازيمبي الكونجولي – على مواصلة المهمة لشعوره بأنه يجب أن يكون هو الرجل الذي يكمل المهمة ، والمشكلة أن الفريق بدأ البطولة متأثرا للغاية بهذه المشكلات ، لدرجة أنه خسر من غانا بثلاثية نظيفة في مباريات المجموعة في الدور الأول قبل أن يعود ليهزمها في النهائي بهدفين في مفاجأة لم يتوقعها أحد ، فقد كان الفاصل الزمني بين المباراتين سبعة أيام فقط. وأضاف المدير الفني الكونجولي قائلا : "كنت واثقا في الفوز على منتخب غانا لو واجهناها مرة أخرى في النهائي ، لأننا شعرنا بأننا لن نفرط في الفرصة هذه المرة". وشهدت البطولة تألقا لافتا للاعب مابوتو مابي مهاجم فريق مازيمبي ، والذي فاز بجائزة أحسن لاعب في البطولة ، وتميز في صفوف الفريق أيضا الحارس موتيبا كيديابا وهو أكبر اللاعبين سنا ، حيث يبلغ عمره الآن 33 عاما ، إضافة إلى جويل كيمواكي المدافع البالغ من العمر 18 سنة فقط ، ويبلغ متوسط أعمار لاعبي الفريق الكونجولي بصفة عامة 25 عاما. الطريف أن سانتوس هذا يلقبونه في الكونجو الديمقراطية بقلب "أوباما" في إشارة إلى شخصيته القيادية ورغبته الجامحة في التجديد والتغيير وتوليه المهمة من الصفر تقريبا في ظل سلسلة كبيرة من المشكلات المالية والإدارية على غرار الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما! والأطرف أن من أطلق عليه هذا اللقب هم لاعبو المنتخب الكونجولي أنفسهم وليس الإعلام أو أي جهة أخرى ، وينادونه بهذا اللقب بشكل مستمر ، وها قد نجح في تحقيق إنجاز لبلاده ، فهل يفعل أوباما "الأصلي" مثله؟!