من المنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما رفع القيود التى فرضها سلفه جورج بوش على استخدام الأموال الفيدرالية فى تمويل أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية، وفى هذا السياق سيقوم بإعطاء المعاهد القومية للصحة أربعة أشهر لوضع قواعد جديدة بشأن هذه المسألة. وظلت بحوث الخلايا الجذعية للأجنة البشرية موضعا للشد والجذب فى أوساط سياسية ودينية أمريكية؛ حيث تجادل الأطراف التى عارضت هذه البحوث بدعم من الرئيس السابق جورج بوش الابن بأن التقنيات المستخدمة تتضمن تدمير أجنة بشرية، بينما يقول المدافعون عنها: إنها يمكن أن تحدث تحولا فى العلوم الطبية. وقال المستشار العلمى للرئيس الأمريكى الدكتور هارولد فارموس: إن أوباما لن يضع أى خطوط ارشادية بنفسه على استخدام الخلايا الجذعية لكنه سيترك المعاهد القومية للصحة تتخذ قرارا حول متى وكيف سيكون أخلاقيا وقانونيا إنفاق أموال على أبحاث خلايا جذعية جنينية. وحتى مثول الجريدة للطبع كان من المقرر أن يعلن أوباما قراره بشأن الخلايا الجذعية فى وقت متأخر من نهار أمس بالبيت الأبيض فى حضور عدد من الباحثين والمحامين، وبمقتضى هذا الإعلان سيتعين على معاهد الصحة القومية أن تضع خطوطا إرشادية تفصيلية حول متى وكيف يتم إنفاق أموال اتحادية على البحث الذى يشتمل على أجنة بشرية وقد تتم مطالبتهم بتقديم إطار أخلاقى أوسع لاستخدامهم. وتعليقا على القرار المنتظر من الرئيس الأمريكى رأى باحثون مصريون فى مجال الخلايا الجذعية أن إجراء البحوث على العلاج بالخلايا الجذعية الجنينية فى مصر تواجهه عقبات أخلاقية ودينية كبيرة من المخاوف من تدمير أجنة بشرية وهو ما تحرمه الأديان السماوية. وفى هذا السياق قال الدكتور جمال أبوالنصر نائب مدير معهد القلب القومى : إن «إجراء تجارب العلاج بالخلايا الجذعية يتم فى مصر من خلال خلايا مأخوذة من جسم الشخص المريض نفسه، ولا يتم استخدام الخلايا المأخوذة من الأجنة بالنظر للخوف من مخالفة الشرع بالتسبب فى قتل أجنة بشكل متعمد حيث اشترطت البحوث الفقهية عدم أخذ خلايا جذعية من جنين إلا إذا تعرض هذا الجنين لإجهاض طبيعى أى غير مفتعل بغرض أخذ خلايا جذعية منه». وأشار الدكتور أبوالنصر إلى أنه قام بتجربة العلاج بواسطة الخلايا الجذعية من جسد المرضى أنفسهم فى معهد القلب على 11 مريضا يعانون من هبوط فى عضلة القلب وبعد حقنهم بخلايا جذعية كانت النتائج «مبشرة جدا». واتفقت الدكتورة هالة جبر أستاذ أمراض الدم والمناعة بكلية طب قصر العينى والتى تقوم بتجارب على علاج تليف الكبد بواسطة الخلايا الجذعية مع الدكتور أبوالنصر فى أن استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من أجنة بشرية فى مصر «أمر تواجهه عقبات أخلاقية ودينية ولذلك فإن الباحثين فى هذا المجال فى مصر والعالم العربى يتجهون لإجراء تجاربهم على الخلايا المأخوذة من الشخص المريض نفسه». وأكدت أن الخلايا الجذعية التى يستخدمها الباحثون المصريون فى تجاربهم تؤخذ من جسم الإنسان المريض عن طريق «بزل أو سحب سائل النخاع العظمى أو من الدم أو من أعضاء الجسم المختلفة ثم العمل على عزل الخلايات الجذعية بأساليب علمية فى المعمل استعدادا لاعادة حقنها فى الأماكن المصابة».