يؤكد معرض الصين للواردات الذي يفتتحه، غدا الاثنين، الرئيس الصيني شي جين بينج، في مدينة شنجهاي، على عزم الصين المضي قدما في نهجها نحو تعزيز التجارة الحرة مع جميع الدول وانفتاح أسواقها علي العالم في الوقت التي تستعر فيها الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وتسعى بكين للتأكيد على ريادتها على الساحة الدولية، وأنها لا تخشى من عواقب الحرب التجارية التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها تعريفات جمركية على الواردات الصينية بما قيمته 250 مليار دولار في الوقت الذي فرضت الصين تعريفات جمركية تقدر ب110 مليارات دولار على الواردات الأمريكية. وتبنت السلطات الصينية كافة التدابير من الإجراءات الأمنية وتسهيلات للشركات والعارضين والزائرين؛ بهدف ضمان نجاح معرض الصين الدولي للواردات الذي يعد فرصة ذهبية للدول لعرض منتجاتها من أجل دعم النظام العالمي متعدد الأطراف والحوكمة الاقتصادية وتعزيز التعاون بين الشركاء التجاريين بما يعود بالكسب علي الجميع. ويمثل معرض شنجهاي آلية هامة للصين لتعزيز التعاون التجاري والعلاقات السياسية مع العالم ودعم الجهود التنموية والإصلاح الاقتصادي التي تتبنها الدول النامية والأقل نموا، حيث أعلنت عن مشاركة 33 دولة من الأقل نموا. ويهدف منتدى هونجتشياو الاقتصادي والتجاري الذي يعقد ضمن فعاليات المعرض، باعتباره النسخة الصينية من منتدي دافوس إلى بحث السياسات الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم ودعم التجارة الحرة. وتأتي استضافة شنجهاي لهذا المعرض تحت عنوان «عهد جديد ومستقبل مشترك»؛ تنفيذا لرؤية الرئيس الصيني الذي أعلن عنها في منتدى الحزام والطريق الذي عقد عام 2017؛ ليكون ردا عمليا على المزاعم التي تفيد بأن الصين تسعى إلى السيطرة على الاقتصاد العالمي، فضلا عن كونه فرصة جيدة لتعزيز التعاون مع دول الواقعة على طول الحزام والطريق. ويعتبر معرض الصين الدولي للواردات ثالث أكبر حدث تستضيفه الصين هذا العام، حيث استضافت بكين منتدي التعاون «الصيني-العربي» بمشاركة 21 دولة عربية في يوليو الماضي وقمة منتدى التعاون «الصيني-الإفريقي» بمشاركة 51 دولة إفريقية، وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي في سبتمبر الماضي. ويعد السوق الصيني ثاني أكبر مستورد ومستهلك في العالم ويشهد نموا سريعا لطلب المستهلكين الصينيين على المنتجات والخدمات عالية الجودة، ومن المتوقع أن تستورد الصين ما قيمته 10 تريليونات دولار في السنوات ال5 المقبلة. وتقع مدينة شنجهاي التي تعرف باسم «لؤلؤة الشرق أو باريس الشرق» في شرق الصين على مساحة 6.340 كيلومتر مربع، وعدد سكانها حوالي 24.1833 مليون نسمة عام 2017، وتعد أكبر مركز اقتصادي للصين؛ حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي 18.450 ألف دولار لكل نسمة عام 2017. وتحتل شنجهاي مركز الصدارة في سياسة الإصلاح والانفتاح في البلاد، وهي رائدة في الابتكار؛ حيث اتخذت 625 شركة متعددة الجنسيات مقارا لها في هذه المدينة، فضلا عن 426 مركزا للأبحاث والتطوير. وقد بلغ إجمالي المعاملات المالية في أسواق شنجهاي نحو 1.428.044 تريليون يوان عام 2017، بينما تعاملت موانئ شنجهاي مع 750.5079 مليون طن من البضائع العام الماضي.
