خذل منتخب مصر للشباب جماهيره وخرج مبكرا من بطولة كأس العالم السابعة عشرة تحت عشرين عاما بالهزيمة من كوستاريكا بهدفين مساء الثلاثاء على استاد القاهرة الدولي أمام 70 ألف مشاهد. سجل المدافع جوزيه مينا الهدف الأول لكوستاريكا في الدقيقة 20 ، وأضاف ماركوس يورينا الهدف الثاني في الدقيقة 88. بهذه النتيجة يودع منتخب مصر البطولة ، بينما يتأهل منتخب كوستاريكا أو ال"لوس تيكوس" إلى دور الثمانية لمواجهة الفائز من مباراة الغد بين الإمارات وفنزويلا. أدارالمباراة الحكم النمساوي توماس إينفولر وأشهر البطاقات الصفراء سبع مرات ، منها أربع بطاقات للاعبي الفريق المصري : حسام عرفات ومصطفى سليم "عفروتو" وأحمد فتحي "بوجي" وعلي العربي. ظهر منتخب مصر بصورة متواضعة للغاية أمام فريق أكثر تواضعا وجد نفسه فجأة في دور الثمانية من البطولة بعد أن كان قد تأهل إلى دور الستة عشر أصلا ضمن أحسن الثوالث! عاب الفريق المصري كل شيء تقريبا في عالم كرة القدم ، فأخطأ التشيكي ميروسلاف سوكوب المدير الفني لمنتخب مصر منذ البداية باللعب برأس حربة واحد هو محمد طلعت ، كما تأخرت تغييراته إلى بداية الشوط الثاني ، وعاب اللاعبون زيادة التوتر عن الدرجة اللازمة ، فكانت تمريراتهم إما قوية أو ضعيفة أو مقطوعة أو طائشة ، واعتمدوا في الشوط الثاني تماما على الكرات الإنجليزية الطولية التي كانت جميعها من نصيب مدافعي كوستاريكا ، وأسوأ ما في المباراة هو دفاع المنتخب المصري الذي ظهر مهلهلا ويسهل اختراقه من العمق والجانبين ، فضلا عن وجود الخطأ الأزلي في التمركز في الكرات العرضية ، والذي يعد مشكلة أصيلة في كافة الفرق المصرية ، أندية ومنتخبات ، لدرجة صرنا نعتبر نحن كمصريين أن أي ركلة ركنية أو ضربة حرة من الجانبين على أي من فرقنا أكثر خطورة من ركلات الجزاء! وبالعودة إلى مجريات المباراة ، نجد أنها بدأت في حضور أكثر من سبعين ألف مشاهد باستاد القاهرة معظمهم من غير مشجعي الكرة أو "إللي مالهومش فيها" فكانوا أشبه ب"المشاهدين" وليسوا "مشجعين"! وكانت بعض وسائل الإعلام المصرية قد وقعت في خطأ شنيع قبل المباراة بالربط بينها وبين ذكرى حرب السادس من أكتوبر المجيدة ، فتصور الجميع أن هذه بتلك ، وأن الفوز على كوستاريكا قادم لا محالة بروح أكتوبر ، وهو خلط بين الهزل والجد ، خاصة وأن منتخب كوستاريكا فريق متواضع ، ولكن الجميع فوجيء بأن المنتخب المصري كان أكثر تواضعا واستحق الخروج من البطولة ، ولم يعد أمامنا كمصريين سوى استكمال النجاح التنظيمي للمونديال ، لأن هذا هو ما تبقى أمامنا لنقدمه! البداية كانت حماسية من الفريقين ، وبدأ الفريق الكوستاريكي ينظم هجمات سريعة على المرمى المصري ولكن دون خطورة ، لنجاح صلاح سليمان العائد من الإصابة في عمل "العمق" الدفاعي المطلوب ، على الأقل في بداية المباراة. ويتعرض محمد طلعت لشد عضلي بعد "سبرينت" مع دفاع كوستاريكا ، وبعدها يلعب طلعت تقريبا "على الواقف" ويختفي عن الأنظار ، ويبدو تأثره بالإصابة. الفرصة الأولى على المرمى الكوستاريكي تأتي في الدقيقة 12 من تسديدة لحسام عرفات ولكنها تصل ضعيفة إلى يد الحارس. وفي الدقيقة 19 تأتي أول فرصة حقيقية خطرة للفريق المصري بعرضية من إسلام رمضان من الجهة اليسرى يسددها طلعت برأسه قوية ولكن الحارس الكوستاريكي إدواردو ألفارادو ينقذها ببراعة. في الدقيقة 20 تتقدم كوستاريكا بهدف لجوزيه مينا المدافع المتقدم الذي يتقدم ليسدد ضربة رأس قوية على يمين الحارس علي لطفي مستقبلا كرة عرضية خطرة من ضربة حرة مباشرة من جهة اليمين ، ومستغلا سوء تمركز المدافعين. ويحصل خوسيه أرياس على أول إنذار في المباراة للخشونة في الدقيقة 24. في ادقيقة 29 تلوح فرصة خطرة لصلاح سليمان المتقدم وسط المدافعين ولكنه يتباطأ فيها ويسددها في يد الحارس ، تليها مباشرة تسديدة رائعة من أحمد شكري ينقذها الحارس لتصبح ضربة ركنية ويصاب بعدها بشد عضلي ويتوقف اللعب لعلاجه! وبعد ذلك ، تسديدة من محمد طلعت من ركلة حرة مباشرة من مكان رائع على حدود منطقة الجزاء ولكنها تذهب فوق العارضة. ويحصل حسام عرفات على إنذار في الدقيقة 37 للخشونة. وفي الدقيقة 40 ضربة رأس من حجازي من عرضية شهاب أحمد ولكن الحارس ألفارادو يمسكها بسهولة. ثم يضيع مادريجال فرصة مؤكدة لكوستاريكا من انفراد بمرمى لطفي ، ولحسن الحظ أنه لعبها بطريقة استعراضية فذهبت خارج القائم. ويطلق الحكم صفارة نهاية هذا الشوط بعد احتساب دقيقتين كوقت بدل ضائع ، والنتيجة تقدم كوستاريكا بهدف. ويبدأ الشوط الثاني بفاصل اعتراض من طلعت على حكم المباراة النمساوي ، وبسوء استغلال لضربتين ثابتتين ، ثم هدف مؤكد يضيع لفالفيردي من انفراد تام بمرمى علي لطفي ولكنه يسدد الكرة أرضية خارج القائم. وفي الدقيقة 53 ، يجري التشيكي سوكوب المدير الفني لمنتخب مصر تغييرين دفعة واحدة بنزول مصطفى سليم "عفروتو" وأحمد فتحي "بوجي" بدلا من حسام عرفات وأحمد شكري ، ومن غير المعروف لماذا لم يتم هذا التغيير بين شوطي المباراة؟! ويحصل ألفارادو حارس كوستاريكا على إنذار لإضاعة الوقت! وفي الدقيقة 57 ، تنفتح دفاعات المنتخب المصري مجددا وتنتهي الكرة عند مارتينيز رأس الحربة الخطير الذي يسدد قذيفة قوية ينقذها علي لطفي على مرتين. ويجري رونالد جونزاليس المدير الفني لكوستاريكا تغييره الأول بنزول جورج كاسترو بدلا من مارتينيز في الدقيقة 60. ويحصل دييجو فالفيردي على إنذار لتعطيل اللعب في الدقيقة 70 ، ويشكو الحكم النمساوي للحكم الرابع من استخدام بعض الجماهير لأجهزة تطلق شعاع الليزر مما قد يضايق اللاعبين. في الدقيقة 72 تلوح لطلعت فرصة جيدة صنعها لنفسه وانتهت بتسديدة من خارج المنطقة مرت عاليا. في الدقيقة 75 ينفرد استرادا بعد "تجلية" من الدفاع ، ولكنه يسدد عاليا ، ويجري سكوب تغييره الأخير بنزول مصطفى جلال مكان هشام محمد. ويكاد جلال أن يحرز هدف التعادل بعد دقيقتين من نزوله من ضربة رأس مرت بجوار القائم. ويجري منتخب كوستاريكا تغييره الثاني بنزول دانييل فاريا بدلا من إيرنانديز. ويضغط منتخب مصر في الدقائق العشر الأخيرة ، ولكن يعيبه كثرة الاعتماد على الكرات العالية التي كان معظمها من نصيب مدافعي كوستاريكا وحارس مرماهم العملاق. ويسقط إسلام رمضان مصابا ويتوقف اللعب لعلاجه ، وتمضي الدقائق بسرعة على الجماهير المصرية ، ويسود القلق استاد القاهرة الدولي. في الدقيقة 85 ، "هوجة إنذارات" على الفريق المصري ، إذ يحصل عفروتو على إنذار ، وهو الثاني له في البطولة ، لسبب غير معروف ، ثم يحصل بوجي هو الآخر على إنذار للجذب من الفانلة ، يليه علي العربي للخشونة. ونتيجة لهذا التوتر ، ينجح منتخب كوستاريكا في إحراز هدفه الثاني في الدقيقة 88 بواسطة اللاعب ماركوس يورينا عندما انفرد بكل سهولة بتمريرة من زميله مادريجال ، يسدد منها كرة قوية على يمين الحارس المصري ، وتصمت الجماهير تماما! ويتسيد منتخب كوستاريكا المباراة تماما حتى نهايتها ، بل ويكاد يحرز هدفا ثالثا مستغلا الانهيار المصري. وتنتهي المباراة بفوز كوستاريكا بهدفين وخروج محزن و"مستحق" لصاحبة الأرض من المونديال ، الذي لن يتبقى لنا منه سوى الذكريات والنجاح التنظيمي ، ولتخرج الجماهير المصرية الغفيرة من استاد القاهرة الدولي ولسان حالها يقول "شجعناهم .. وعرفناهم .. بلا فائدة"! وبهذه النتيجة تستمر مفاجآت دور الستة عشر بعد خروج إسبانيا على يد إيطاليا وخروج باراجواي على يد كوريا الجنوبية ، والبقية تأتي!