تبدي فرنسا اهتماما بمنصب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي لكن نجاحها سيكون رهن موافقة حلفائها الأوروبيين الأساسيين والمساومات الكبيرة الجارية حاليا حول عدة مناصب. وقد ذكرت عدة أسماء منها بالخصوص رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ورئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود جونكر. وما أن تمت المصادقة على معاهدة لشبونة في ايرلندا حتى أشارت الحكومة الفرنسية إلى أول الأسماء المرشحة. وتحدث الوزير الفرنسي المنتدب للشئون الخارجية بيير ليلوش الأحد عن "عدة رجال أفذاذ في فرنسا منهم ميشيل بيرنييه وأوبير فيدرين" ، وأكد يوم الاثنين أن لباريس "رؤية طموحة جدا لهذه المهمة". وصرح ليلوش -لبرنامج إذاعة فرنسا الدولية وقناة تي.في5 موند- أن وزير الخارجية الفرنسي السابق (1997-2002) في الحكومة الاشتراكية أوبير فيدرين (62 سنة) سيكون "مهتما جدا" بهذا الموضوع. أما ميشيل بيرنييه (58 سنة) الذي شغل منصب وزير الخارجية من 2004 إلى 2005 فينتمي إلى الأغلبية الرئاسية وقد أشير إلى اسمه حتى الآن لتولي منصب المفوض الأوروبي المكلف السوق الداخلية. وأكد مصدر قريب من الرئيس نيكولا ساركوزي أن "فرنسا لا تمنح أولوية لمنصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بل تعول على منصب آخر" دون تحديده. ولم يذكر بيير ليلوش وزير الخارجية الحالي برنار كوشنير (70 سنة في الأول من نوفمبر) الذي ينتمي أيضا إلى اليسار والذي أبدى مؤخرا اهتمامه بذلك المنصب عندما أعلن خلال لقاء صحفي "انه منصب هام ، هام جدا" وتحدث عن "منصب رائع" و"مثير للاهتمام" دون أن يؤكد احتمال ترشحه. وبعد أن تولى رئيس البرلمان الأوروبي بولندي ورئيس المفوضية الأوروبية مجددا برتغالي بقي منصبان هامان لم يمنحا بعد وهما -رئيس الاتحاد الأوروبي ووزير خارجيته- اللذين "سيتقرران بالإجماع" كما أعلن جان دومينيك جيولياني من مؤسسة روبرت شومن من مركز الأبحاث حول أوروبا. وقال شومن أنه قبل "الاندفاع" يجب موافقة "الألمان والبريطانيين" مشددا على أهمية ان تتوفر في المرشح "موافقة أوروبية وإجماع ورؤية يشاطره إياها" آخرون. واعتبر أن "في المساومات الكبيرة التي انطلقت يجب الأخذ في الاعتبار عدة معايير" مثل الجنسية والانتماء السياسي والكفاءة وعدد اللغات التي يتكلمها المرشح والمقاييس التي يريد الاتحاد الأوروبي توفرها في المناصب" مضيفا "سينتهي كل شيء في منتصف ديسمبر". وتنص معاهدة لشبونة بشان خلافة الاسباني خافيير سولانا ، على "ممثل أعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية والأمن" يتولى أيضا منصب "مساعد رئيس المفوضية الأوروبية" ، وستتعزز صلاحياته وبإمكانه الاعتماد على جهاز دبلوماسي أوروبي. ويرى برنار كوشنير أن الصيغة الجديدة ستوفر للدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "بالنهاية ترجمانا سياسيا" وتمكن من "لعب دور ند للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وإيران وأفغانستان". وسيتعين القول "أننا لن نكتفي بدفع الأموال" و"أننا نريد المشاركة في العملية السياسية". وكان نيكولا ساركوزي قد دعم الاشتراكي دومينيك شتراوس-كان لتولي رئاسة صندوق النقد الدولي ، ويتولى فرنسيان أيضا رئاسة منظمة التجارة العالمية (الاشتراكي باسكال لامي) والبنك المركزي الأوروبي (جان كلود تريشيه).