أعرب خبراء في الجيش الإسرائيلي عن ارتياحهم بعد تحليل شريط الفيديو الذي ظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط لأنه أعطى انطباعا عن استعداد حماس للوفاء بالتزاماتها. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الصفقة التي تمت بوساطة المخابرات الألمانية كانت تشترط أن تفرج إسرائيل عن 19 سجينة فلسطينية مقابل شريط مدته دقيقة واحدة فقط للجندي شاليط , ولكن حماس قدمت شريطا أطول مدته دقيقتان و40 ثانية , مما جعل خبراء الجيش الإسرائيلي يقولون أن الشريط قدم "معلومات كثيرة في فترة قصيرة" , وذلك في إشارة إلى حديث شاليط في الفيديو والحركات التي قام بها , كما أن زاوية تصوير الفيلم أتاحت دراسة حالته الصحية والعقلية. وكان هدف القصة التي ذكرها شاليط عن رحلته مع أسرته إلى ثكنة عسكرية في مرتفعات الجولان هو إثبات من حماس أن الشريط حقيقي لأن تفاصيل القصة لا يعرفها إلا شاليط وأسرته , كما أن نبرة صوت شاليط المتغيرة أثبتت أن كلامه عُرض بشكل متواصل بدون أي حذف فيه. وأثبت الشريط أن على الرغم من سنوات الأسر الثلاث , إلا أن الجندي بدا في كامل قواه العقلية والبدنية ولم يتعرض لأي نوع من أنواع "غسيل المخ". وقال الخبراء أن الطريقة التي كانت تتحرك بها عينا شاليط تدل على وجود عدة أشخاص في الغرفة يملون عليه ما يقول. ويعتقد الخبراء أن شاليط تم تصويره عدة مرات وقالوا أن ذلك يظهر من حركته المرتبكة وإحساسه بعدم الأمان , كما كان يبدو غير واثق على الإطلاق من وصول الشريط إلى أبويه. وأبدى المسئولون الإسرائيليون سعادتهم بالجهود التي بذلها الوسيط الألماني صاحب الخبرة في الوساطة في مشكلات من هذا النوع , حيث استطاع الحصول على ثقة حماس في غضون عدة أشهر فقط , كما ذكر التحليل أن الوسيط الألماني كان محددا للغاية حينما طلب من حماس تقديم فيديو يثبت أن شاليط كان في حالة بدنية جيدة. كما أثبت الفيديو أن حماس قادرة على التفاوض مع مختطفي شاليط ومن ثم إطلاق سراحه وذلك بعد الشكوك التي أثيرت حول عجز محادثات قادة حماس مع المختطفين في الوصول لأي نتيجة. ودعم الفيديو المعلومات التي وردت لإسرائيل بشأن حالة الجندي شاليط بعد أن كانت هناك مخاوف من تدهور حالته الصحية أو النفسية.