قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم الجمعة، إن عددا من كبار أعضاء حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا وجهوا نيرانهم صوب رئيسة وزراء البلاد تريزا ماي، قبيل مؤتمر الحزب السنوي الذي ينطلق بعد غد، محذرين من أن الحزب أصبح عالقا في خطاب الماضي بعكس خطاب خصمهم حزب العمال. وأوضحت "الإندبندنت" في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، إن كبار شخصيات الحزب المحافظ أربكتهم السياسات التي أبرزها حزب العمال في مؤتمره وجذبت الاهتمام بعيدا عن الجدل الدائر في البلاد حاليا حول البريكست ومعاداة السامية. حيث قال الوزير البريطاني المحافظ السابق روبرت هالفون، في مقال، إن رسائل زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، بشأن اعتلال منظومة السكك الحديدية، وارتفاع أجور الكبار، والبنية التحتية "تلقى صداها لدى الملايين من أبناء الشعب". وتابع "إننا عالقون في الخطاب السياسي الذي يناسب الماضي، بدلا من تقديم رؤية لائقة خاصة بالحزب من أجل المستقبل، مشيرا إلى أن ذلك ما يجعل حزب العمال "بالرغم من أن لديه الآن الزعيم الأكثر يسارية في التاريخ"، على حد قوله متقدما في استطلاعات الرأي. وجاء تعليق هالفون بالتزامن مع هجوم جديد لوزير الخارجية السابق بوريس جونسون، على سياسة ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، واصفا خطة ماي التي تعرف ب"تشيكرز" بأنها "إهانة أخلاقية وفكرية للبلاد"، وأنها "ستؤدي إلى خديعة الناخبين في حالة تنفيذها"، في مقال له بصحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية. ويأتي تعليق وزير الخارجية السابق قبل يومين فقط من وصول نشطاء الحزب إلى برمنجهام من أجل المؤتمر السنوي للمحافظين، والذي يتوقع له أن تسيطر عليه الخلافات بين الفصائل المختلفة حول "بريكست". ومن جانبها، اعترفت السكرتيرة الأولى في وزارة الخزانة البريطانية ليز تروس، بأن حزبها تقاعس عن اتخاذ استراتيجية حملات خصمه العمال على محمل الجد. واختتمت الصحيفة بالقول بأن قضايا "البريكست" والقيادة هي على الأرجح ما سيخيم على اجتماع الحزب السنوي، إذ تحاول رئيسة الوزراء البريطانية الترويج لخطتها للبريكست المعروفة بخطة "تشيكرز" بين صفوف حزبها المنقسم. وتوقعت الصحيفة أن يسبب خصمها في قضية "البريكست" بوريس جونسون، المتاعب لها من خلال خطاب ثائر على هامش المؤتمر الثلاثاء المقبل، قبل يوم من إلقاء ماي خطابها أمام المؤتمر في يومه الأخير.
