أقسمت الفنانة يسرا بأغلظ الإيمانات بأنها لم يكن لها يد فى مسألة عدم إنجابها أطفالا، وقالت إنها لم تقم إطلاقا بتعطيل هذا الحلم من أجل وهم المجد والفن والشهرة، وظل مضيفها المذيع معتز الدمرداش ينتظر منها اعترافا يضيف لبرنامجه «90 دقيقة» ليسجل نقطة من نقاط اختراق أسرار حياة ضيوفه، ولكن يسرا التى بدت منطلقة فى الحديث بصراحة شديدة قالت إنها لم يكتب لها أن تنجب أبناء وأن تلعب دور الأم فى حياتها الخاصة، مشيرة إلى حالات الحمل التى لم تستمر حتى الشهر التاسع، وكيف فقدت الجنين وهى فى الشهر الخامس بينما كانت تصور فيلم المهاجر مع الراحل يوسف شاهين، وأنها صورت بعض مشاهد هذا الفيلم وهى فى الشهر الخامس. وفى نفس اللحظة تقريبا كان زميلنا خيرى رمضان فى برنامج «البيت بيتك» يستجوب الفنانة ليلى علوى حول افتقادها لمشاعر الأمومة وإن كانت مازالت تحلم بإنجاب أطفال، وتحدثت ليلى عن مشاعر الأمومة التى تعيشها مع ابنها بالتبنى خالد علوى، وتساءلت إن كان بإمكانها أن تنجب طفلا أم لا؟.. ولأنهما من أكبر برامج التوك شو على الشاشة المصرية، ويمثلان النموذج الذى تحتذى به برامج القنوات الوليدة فى باقة المحطات العربية، فإن الحلقتين تطرحان التوجه الجديد لخط سير الأحاديث فى برامجنا المهمة، فلم تعد استضافة نجوم الفن البرامج للحديث عن الفن أو آرائهم فى القضايا المطروحة على الساحة سواء كانت سياسية أو اقتصادية واجتماعية، بل يدخلون استديو الهواء ليكشفوا أدق الأسرار فى حياتهم الخاصة والحديث الذى كنا فى زمن ليس ببعيد نخجل من مجرد إطلال هذه الأفكار فى رءوسنا حتى لو كنا بمفردنا فى غرف مغلقة، بينما أصبح مقدمو البرامج أصحاب جماهيرية والوزن الثقيل يرون النجاح فى استدراج ضيوفهم للخوض فى هذه التفاصيل التى غالبا ما تكون مخجلة للضيف والمتلقى معا، إنها المدرسة التى أرست قواعدها المخرجة إيناس الدغيدى فى برنامجها «الجريئة» الذى أثار من حولها الكثير من النقد، وكنا نعتقد أنه مجرد برنامج رمضانى ويعدى، ولكن يبدو أن اختراق الحياة الخاصة لضيوف البرامج تحول لفيروس يصيب أصدقاءنا الإعلاميين.