ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، اليوم الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين أتراك، أن سوء فهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجانب التركي، كان سببا في بدء اشتعال أزمة القس الأمريكي أندرو برانسون المحتجز لدى أنقرة والتراجع الحاد لعملة البلاد. وذكر مسؤولون في أنقرة، أن أزمة تراجع العملة والتي تعرّض الاقتصاد التركي للخطر قد تأججت بسبب مناقشة بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول مصير مواطنة تركية محتجزة في إسرائيل والقس الأمريكي المحتجز في تركيا. ونقلت الصحيفة عن مصدر تركي مطلع قوله، إن محادثة جرت بين ترامب وأردوغان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» الشهر الماضي أسيء فهمها من قبل «ترامب»، الذي اعتقد أنه حصل على صفقة لإطلاق سراح برانسون، بعد إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإطلاق سراح أوزكان. من ناحية أخرى، اعتقد «أردوغان» أنه وافق على عملية نقل برانسون، من السجن للإقامة الجبرية، قبل إطلاق سراحه في نهاية المطاف، بحسب ما نقلته الصحيفة. وأوضح المصدر أن «أردوغان طلب من ترامب المساعدة فى إطلاق سراح أوزكان من إسرائيل. ولم يكن حاضرا للنقاش سوى مترجم، حيث قال ترامب: (أحتاج إلى بعض التقدم من ناحية القس أولاً)، فرد أردوغان: (حسنًا)»، مشيرا إلى أنه كان يقصد، أننا نعمل على ذلك. وتابع المصدر: «بعدها، جاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وأفسد عملية التوصل إلى اتفاق، بسبب اعتبارات انتخابات التجديد النصفي للكونجرس». ورأت الصحيفة أن القس برانسون هو قضية أساسية بالنسبة للإنجيليين الأمريكيين الذين يشكلون حجر الزاوية في قاعدة مؤيدى ترامب، مشيرة إلى أن بنس والإنجيليين يصرون على أن اعتقال برانسون كان بسبب عقيدته، وهو ما نفته أنقرة بشدة، وهو ادعاء له حساسية بالغة لما فيه من استهداف للمسيحيين، وتخشى أنقرة أن يلحق الضرر بقطاع السياحة. واعتُقل برانسون في أكتوبر 2016، بعد 3 أشهر من محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي، بتهم تتعلق بصلته بمنظمات تعتبرها أنقرة «إرهابية»، فضلا عن تهمة التجسس. ونفت تركيا أمس الاثنين عزمها الإفراج عن برانسون، واستمر أردوغان في تحدي رفع أمريكا التعريفات على واردات الفولاذ والألمنيوم، وأصر على أن منهجه غير التقليدي للغاية في الاقتصاد يظل هو الحل. ويصر أردوغان على الحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة، على الرغم من ارتفاع التضخم بإطراد، وهو موقف على خلاف مع كبار الاقتصاديين داخل تركيا وخارجها.