شكوت إلى طبيب العائلة ما أعانيه من نقص تقلصات العضلات غير المبررة التى تنتابنى أحيانا، فلا أنا لاعب كرة، والواقع أنى لا أمارس أيا من الرياضات ولا حتى المشى! فطلب بعضا لتحاليل الدم ومنها نسبة البوتاسيوم التى جاءت بالفعل أقل من المعتاد. ماذذا يعنى نقص البوتاسيوم وكيف يمكن الحفاظ على مستواه فى الدم؟ بداية إشارتك إلى عدم اهتمامك بالرياضة تدفعنى بداية إلى التنبه إلى ضرورتها فى الحياة اليومية بلاشك. فى الحركة بركة كما يردد العامة وهو مثل صادق للغاية فعليك أن تبدأ دون تباطؤ مهما كان عمرك الذى لم تذكره حتى يمكننى أن أشير عليك برياضة مناسبة وإن كان المشى يأتى على رأس القائمة للجميع. البوتاسيوم معدن موجود فى الدم وكل خلايا الجسم بلا استثناء. هو أحد المعادن المهمة التى تؤدى وظائف بالغة الأهمية فى الجسم خاصة الجهاز العصبى والقلب والشرايين والكلى. البوتاسيوم يسهل سريان الإشارات العصبية فى الأعصاب والقلب والعضلات إلى جانب دخوله فى تفاعلات حيوية كثيرة فى عمليات التمثيل الغذائى. انحسار البوتاسيوم فى الدم يحدث مع حالات فقدان الكثير من سوائل الجسم خاصة تلك التى تصاحب حالات القىء والإسهال وبالتالى الجفاف. لذا يجب دائما قياس نسبة البوتاسيوم فى تلك الأحوال. تسارع نبض القلب واختلاله قد يكون سببه أيضا تراجع نسبة البوتاسيوم فى الدم لسبب أو لآخر. تشنجات العضلات والإحساس بمشاعر الوخز فى الأطراف قد يكون وراءها نقص البوتاسيوم فى الجسم فهو مسئول عن صحة الأعصاب وسريان الدم بصورة كافية فى الأطراف. العلاقة بين الناقل العصبى «السيرتونين» فى المخ والبوتاسيوم علاقة قوية تجعل من غياب البوتاسيوم بصورة كافية سببا لظهور بعض من نوبات الكآبة واعتلال المزاج. البوتاسيوم يساهم فى ارتخاء العضلات الصغيرة فى الشرايين الأمر الذى يساهم فى تأمين ضغط ملائم داخل الشرايين بينما غيابه يساهم فى ارتفاع أرقام الضغط داخل الشرايين. نقل البوتاسيوم لدرجة كبيرة هو ما يتسبب فى ظهور أعراض معينة لكن نقصه البسيط أو المتوسط لا يسبب أى أعراض لذا يجب ضمه إلى التحاليل الدورية التى تجرى للاطمئنان.
