بعشرة لاعبين : باراجواي تنتزع فوزا مستحقا من مصر بهدف (مؤلم) في الثانية الأخيرة!

لقي منتخب مصر للشباب تحت عشرين سنة هزيمة مستحقة و"مؤلمة" أمام منتخب باراجواي بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بينهما مساء الإثنين على استاد القاهرة الدولي أمام 57 ألف مشاهد في ثاني جولات المجموعة الثانية لبطولة كأس العالم السابعة عشرة للشباب.
أحرز هدفي باراجواي فريدريك سانتاندير في الدقيقة 27 ، وأندو بانياجوا في الدقيقة 93 ، وأحرز مصطفى محمود سليم "عفروتو" هدف مصر الوحيد في الدقيقة 38.
بهذه النتيجة ، يرتفع رصيد باراجواي إلى أربع نقاط ويشترك في صدارة المجموعة مع إيطاليا بالرصيد نفسه بعد أن فازت إيطاليا في وقت سابق على ترينيداد وتوباجو بهدفين لهدف ، بينما يتوقف رصيد مصر عند ثلاث نقاط ، مما يعني أنه أصبح مهددا بالخروج من الدور الأول في حالة صعود كل من إيطاليا وباراجواي سويا ، أو سيكون لزاما عليه انتظار "حسبة" أفضل أربع ثوالث في مجموعات البطولة!
أدار المباراة الحكم الدولي الكرواتي إيفان بيبيك ، وأشهر البطاقة الحمراء في وجه رونالد هوث لاعب باراجواي ، وأشهر البطاقة الصفراء تسع مرات طوال المباراة ، حيث أنذر كلا من أحمد مجدي ومصطفى جلال من مصر ل"التمثيل" ، ولحسام عرفات للعرقلة من الخلف ، وشهاب الدين أحمد للخشونة ، وأنذر من باراجواي سيزار بينيتيث وكريستالدو للخشونة ، وأورجيه موريرا لاعتدائه بالكوع على حسام عرفات ، وسانتاندير ورودريجو بوردوز للاعتراض غير اللائق ، وكان موريرا تحديدا يستحق الطرد ، خاصة وأن لاعب منتخب نيجيريا سلامي تعرض للطرد في مباراة نيجيريا وإسبانيا في اليوم نفسه للعبة مماثلة ، بل وأقل خطورة!
جاءت المباراة قوية ومثيرة وممتعة منذ بدايتها وحتى نهايتها ، وهي تستحق بالفعل أن تكون أقوى مباريات البطولة حتى الآن ، نظرا للمستوى الفني المرتفع للفريقين فنيا وتكتيكيا وبدنيا ، وساعد على ذلك أيضا الحضور الجماهيري الكبير الذي منح اللقاء مزيدا من الإثارة والمتعة ، فضلا عن جمال وروعة استاد القاهرة الذي ظهر وكأنه يستضيف مباراة في دوري أبطال أوروبا أو في كأس العالم للكبار ، غير أن النتيجة التي انتهت بها المباراة أحزنت كثيرا الجمهور المصري ، خاصة وأنها جاءت في الوقت القاتل ، وأمام فريق يلعب بعشرة لاعبين ، ومما زاد الأمر حزنا هو أن الفريق المصري ظهر بصورة متواضعة للغاية ، خاصة في الشوط الثاني رغم الزيادة العددية ، في الوقت الذي قدم فيه المنتخب الباراجوياني كرة راقية وأدى لاعبوه المباراة بروح قتالية وبخبرة عالية.
تقاسم الفريقان الشوط الأول لعبا ونتيجة ، حيث وصل كل منهما إلى مرمى الآخر أكثر من مرة ، وكانت البداية بضربة رأس قوية من حسام عرفات مرت بجوار القائم ، تلتها تسديدة قوية من أحمد مجدي في الدقيقة العاشرة ذهبت خارج المرمى ، ثم تسديدة أخرى من سعد سمير ، وظهر واضحا أن المنتخب المصري في طريقه لتكرار نفس ما فعله في المباراة الماضية عندما بدأ المباراة بإهدار الفرص السهلة تباعا.
ولذا ، كانت النتيجة أن بدأ فريق باراجواي ينظم هجمات سريعة على المرمى المصري ، وفي الدقيقة 24 كانت الفرصة الأولى الخطيرة للضيوف عندما سدد كريستالدو ضربة حرة بذكاء شديد ارتطمت بالقائم في حراسة علي لطفي ، وفي الدقيقة 27 ، قاد "الداهية" روبن راميريز هجمة مرتدة سريعة من جهة اليسار ومرر كرة رائعة إلى فريدريك سانتاندير الذي يسددها ب"حرفنة" شديدة أرضية على يمين علي لطفي حارس المنتخب المصري ، لتتقدم باراجواي بهدف.
تتوتر الأعصاب المصرية بعد الهدف ، ولكن تشجيع الجمهور وتعليمات هاني رمزي مدرب الفريق وميروسلاف سكوب المدير الفني من خارج الخطوط ساعدت اللاعبين على إعادة تنظيم صفوفهم سريعا قبل أن تهرب منهم المباراة ، ويضيع عرفات هدفا أكيدا أمام المرمى من تمريرة عفروتو عندما سدد كرة باليسار كان من المفترض أن يسددها باليمين!
وفي الدقيقة 33 يستغل محمد طلعت خطأ قاتلا من روث مدافع باراجواي في تقدير الكرة ويضع طلعت جسمه بنجاح بين روث والكرة فيعرقله روث وهو منفرد تماما بالمرمى ، فيحتسب الحكم ضربة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء ويشهر البطاقة الحمراء في وجه روث ، ومن هذه الركلة الحرة ، يسدد عفروتو كرة جميلة بقدمه اليسرى على يسار الحارس ، لتتعادل مصر عن جدارة ، وينتهي الشوط بالتعادل 1-1.
يبدأ المنتخب الباراجوياني الشوط الثاني مهاجما مستغلا بعض الثغرات في الدفاع المصري والخوف غير المبرر ، فنفاجأ في الدقائق الأولى من هذا الشوط أن معظم اللعب يسير في اتجاه الفريق المصري ، وأن النقص العددي لا أثر له على أداء منتخب باراجواي!
ويجري سكوب تغييره الأول في الدقيقة 59 بنزول مصطفى جلال بدلا من أحمد مجدي ، وفور نزوله يحصل على إنذار للتمثيل داخل منطقة جزاء الخصم!
وتكثر التمريرات المقطوعة والأخطاء الدفاعية والشد العضلي والسقوط على أرض الملعب من لاعبي منتخب مصر ، في الوقت الذي أجاد فيه لاعبو باراجواي الاحتفاظ بالكرة في منتصف الملعب واستخدموا مهارات المراوغة في استهلاك الوقت ، بل وفي الظهور بصورة أفضل من المنتخب المصري في معظم فترات هذا الشوط ، وشكل اللاعب الأعسر بيريز خطورة على مرمى علي لطفي ، ولكن وسط هذه الأجواء ، ينقذ القائم الأيسر لمرمى باراجواي هدفا أكيدا من تسديدة لعفروتو.
ويجري سكوب التغيير الثاني بنزول حسام حسن ، ويبدأ منتخب مصر في تنظيم صفوفه من جديد ، ويحاول حسام عرفات من جهة اليسار ، ولكنه يهدر مجهود زملائه ويسدد كرة سيئة في المدرجات.
ويخرج محمد طلعت ويلعب أحمد بوجي بدلا منه في الدقيقة الأخيرة ، وهو تغيير متأخر للغاية ، وبدا وكأنه تغيير لتضييع الوقت!
ولكن جاءت الصدمة في الدقيقة 93 ، وتحديدا في الثانية الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ، حيث تعامل الدفاع المصري – كالعادة – بكل سذاجة وتواضع مع ضربة ركنية للفريق الضيف إلى أن وصلت الكرة إلى البديل أندو بانياجوا أمام المرمى تماما ليضع الكرة على الطاير في المرمى ، وتخطف باراجواي ثلاث نقاط مستحقة ، ويتلقى شباب مصر درسا قاسيا لن يمحى من ذاكرتهم لفترة طويلة!