الحزب وحلفاؤه يحصدون أكثر من نصف مقاعد البرلمان.. و18 مقعدًا لتيار «الحريرى».. و«القوات» يضاعف مقاعده محللون: البرلمان قد يشهد ظهور تحالفات جديدة.. ووزير إسرائيلى: لا فرق بين لبنان و«حزب الله» غداة يوم انتخابى طويل، جرت خلاله أول انتخابات برلمانية فى لبنان منذ تسع سنوات، أظهرت النتائج الأولية للاقتراع، اليوم، إحراز جماعة حزب الله وحلفاؤها السياسيون تقدما كبيرا بفوزهم بأكثر من نصف المقاعد، الأمر الذى من شأنه رسم خريطة جديدة للتحالفات داخل البرلمان اللبنانى الجديد. وحصل حزب الله والجماعات والشخصيات المنتمية إليه على ما لا يقل عن 67 مقعدا وفقا لحسابات أجرتها وكالة رويترز استنادا إلى النتائج الأولية التى تم الحصول عليها من السياسيين والحملات الانتخابية للمرشحين ونشرتها وسائل الإعلام. لكن حزب الله منى بخسائر فى أحد معاقله وهى دائرة بعلبك الهرمل الانتخابية. وحصل معارضو الحزب على مقعدين من أصل 10هناك، أحدها ذهب لحزب القوات اللبنانية بينما نال تيار المستقبل المقعد الآخر. ووفقا لنتائج غير رسمية فمن بين الفائزين الذين يدعمهم حزب الله جميل السيد وهو لواء شيعى متقاعد والمدير السابق للأمن العام وصديق شخصى للرئيس السورى بشار الأسد. وجاء توزيع المقاعد، وفق النتائج الأولية، كالتالى: حزب الله (13 مقعدا)، وحركة أمل (16 مقعدا)، والحزب القومى السورى الاجتماعى (3 مقاعد)، وحزب المردة (مقعدان)، ومستقلون (7 مقاعد)، والتيار الوطنى الحر (26 مقعدا)، والحزب الاشتراكى بزعامة وليد جنبلاط (8 مقاعد)، وتيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريرى (18 مقعدا)، أما حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع فقد حقق فوزا كبيرا حيث تضاعف تمثيله من 8 مقاعد إلى 15 مقعدا. ومن بين حلفاء حزب الله «حركة أمل الشيعية» بزعامة نبيه برى و«التيار الوطنى الحر» الذى أسسه الرئيس ميشال عون و«الحزب القومى السورى الاجتماعى» وحزب «المردة»، بزعامة سليمان فرنجية، إضافة إلى عدد من المستقلين. وشارك نحو نصف الناخبين اللبنانيين، أمس، فى عملية الاقتراع لاختيار 128 نائبا، مع نسبة مشاركة بلغت (49,2 %)، مقارنة ب 54 %، خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التى أُجريت قبل تسعة أعوام. من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة اليسوعية كريم مفتى لوكالة الصحافة الفرنسية: «حزب الله فى طريقه لأن يكون مؤثرا فى عملية صنع القرار، ولكن ذلك سيعتمد أيضا على التحالفات التى سينسجها أو يجددها». فى غضون ذلك، أوردت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله فى مقالة افتتاحية بعنوان «الرابحون والخاسرون»، اليوم، أن حزب الله وحركة أمل أظهرا «قدرة فائقة على تنظيم الصفوف بما يمنع تعرضهما لأى انتكاسة»، فيما «تلقى الحريرى (وتيار المستقبل الذى يرأسه) الصفعة الأكبر فى تاريخه». ويرى محللون أن البرلمان اللبنانى قد يشهد فى المرحلة المقبلة ظهور توازنات أوتحالفات جديدة. ومن المتوقع أن تستغرق محادثات تشكيل الحكومة وقتا. وأشارت النتائج غير الرسمية إلى أن الحريرى سيخرج بوصفه السياسى السنى الأقوى بحصوله على أكبر كتلة فى البرلمان، مما يجعله المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة على الرغم من خسارته لمقاعد فى مناطق عدة. ووفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفى فى البلاد فإن رئيس الوزراء ينبغى أن يكون مسلما سنيا. وتأتى هذه الانتخابات وهى الأولى منذ عام 2009 استكمالا لتسوية سياسية أتت بعون، حليف حزب الله، رئيسا للبلاد فى أكتوبر 2016، وبالحريرى رئيسا للحكومة، بعد نحو سنتين من الفراغ الدستورى وشلل المؤسسات الرسمية. ودفع قانون الانتخاب الجديد غالبية القوى السياسية إلى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية حتى بين الخصوم بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وشكلت اللوائح المشتركة بين حزب الله وحركة أمل الثابت الوحيد فى التحالفات، بما يكرس إلى حد بعيد احتكارهما للتمثيل الشيعى. وسارع مناصرو الكتل الفائزة، اليوم، إلى الاحتفال وتسيير مواكب سيارة فى الشوارع ترفع الرايات الحزبية وصور المرشحين. كما تكررت ظاهرة إطلاق الرصاص ابتهاجا فى عدد من المناطق اللبنانية، خصوصا فى شمال لبنان. وأجريت الانتخابات وفقا لنظام انتخابى جديد معقد أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية ومثل تحولا من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبى. وفى تل أبيب، قال وزير التعليم الإسرائيلى نفتاى بنيت، فى تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، إن نتائج الانتخابات البرلمانية فى لبنان تظهر أن «حزب الله يساوى لبنان»، مضيفا: «لن تفرق إسرائيل بين دولة لبنان ذات السيادة وبين حزب الله وستعتبر لبنان مسئولا عن أى عمل ينطلق من أراضيه». وتصنف واشنطن، حزب الله، على قائمة المنظمات الإرهابية. كما تتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة أعضاء من الحزب باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى فى عام 2005. ولطالما شكل سلاح الحزب الذى يحارب إلى جانب القوات السورية فى سوريا، نقطة خلاف بين الفرقاء اللبنانيين. لكن الجدل حول سلاحه تراجع إلى حد كبير قبل الانتخابات بفعل «التوافق السياسى» القائم حاليا.