أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمس، أنه قرر تشكيل لجنة برلمانية لمراقبة التمويل الأجنبى لمنظمات غير حكومية إسرائيلية يسارية، اتهمها بالعمل ضد الجيش الإسرائيلى. وقال نتنياهو فى كلمة ألقاها فى مؤتمر عقد فى متحف «إسرائيل» فى مدينة القدسالمحتلة «إن الحكومة الإسرائيلية ستحقق فى التمويل المالى الذى يصل للمنظمات الإسرائيلية اليسارية والتى تعمل ضد الجيش»، فى إشارة لمنظمتى كسر الصمت وبيتسيلم الحقوقيتين، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخبارى. وأضاف نتنياهو: «قررنا اليوم إقامة لجنة برلمانية للتحقيق فى قضية تمويل المنظمات اليسارية الإسرائيلية والتى تحصل على أموال من دول أجنبية للعمل ضد الجيش»، زاعما أنه «لا يوجد جيش يتحلى بالأخلاق فى العالم أكثر من الجيش الإسرائيلى». ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلى انتقادا شديد اللهجة، لمدير منظمة «بيتسيلم» لحقوق الإنسان، حجاى العاد الذى حث مجلس الأمن الدولى على العمل فورا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للشعب الفلسطينى. وقال نتنياهو إن «منظمات هزيلة مثل بيتسيلم والسلام الآن تحاول تحقيق ما عجزت عنه من خلال انتخابات ديمقراطية داخل إسرائيل عبر محافل دولية وتحت سقف دولى، وهذا أمر مخالف للديمقراطية». وردا على تصريحات نتنياهو، قال مدير عام منظمة بيتسيلم إن «الاحتلال الإسرائيلى ليس أمرا داخليا إسرائيليا، بل قضية دولية، ويجب مواجهة الاحتلال من داخل إسرائيل وخارجها، فلا يعقل أن تبقى إسرائيل تحتل الشعب الفلسطينى إلى الأبد». يشار إلى أنه فى يوليو 2016، أقر الكنيست الإسرائيلى (البرلمان) قانونا خلافيا يرغم المنظمات غير الحكومية التى تتلقى القسم الأكبر من تمويلها من حكومات أجنبية، بالتصريح عنه رسميا، فى خطوة فسرت على أنها تستهدف المنظمات اليسارية التى تنتقد الحكومة. ونددت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان بالقانون، وقالت إنه مصمم خصيصا لاستهداف منظمات السلام وحقوق الإنسان فقط، مشيرة إلى أن الهدف الفعلى من وضعه هو توجيه الخطاب العام الإسرائيلى بعيدا عن الاحتلال وإسكات المعارضة لسياسات الحكومة الإسرائيلية.
