قلَّد السفير الألمانى بالقاهرة بيرند إربل الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة، رئيس مجلس تحرير الشروق، وسام «صليب الاستحقاق الأول من طبقة أوسمة جمهورية ألمانيا الاتحادية تقديرا للجهود والخدمات التى أسداها إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية» كما ورد فى نص منح الوسام. شارك فى الاحتفال نخبة كبيرة من رموز المجتمع على رأسهم الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف والدكتور طارق كامل وزير الاتصالات والدكتور زاهى حواس، أمين المجلس الأعلى للآثار والأستاذ إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة «الشروق». وقال إربل فى معرض تقليده الوسام للأستاذ سلامة «إذا سألت أحدا عن أبرز الشخصيات فى الحياة الصحفية المصرية على مدار الخمسين عاما الماضية، فإنك ستسمع الجميع يردد اسم سلامة أحمد سلامة. والسبب فى هذا يرجع ببساطة إلى أن السيد سلامة ليس صحفيا مرموقا ارتقى بأدوات فنه إلى العلا فحسب. بل إنه فى الوقت ذاته مفكر وفاعل سياسى مؤثر يملك ناصية الفن الصحفى بما يتمتع به من مصداقية عالية». وأضاف «عندما يكتب سلامة فى موضوع ما تجد الأطراف المعنية فى المجتمع تتعاطى مع آرائه فلا يتجاوزه أحد، سواء ممن يتفقون معه فى الرأى أو من يخالفونه. وهذا التقدير الكبير لشخصه يرجع إلى ما يعرفه الجميع عنه من أنه احتفظ عبر العقود باستقلاليته السياسية والفكرية ولم يكن فى يوم من الأيام خادما لمصالح فئة من الفئات». وأهدى الأستاذ سلامة الوسام إلى زوجته السيدة يوليانة وقال «معرفتى بألمانيا تعود إلى خمسين عاما إلى الوراء أخذت فيها وأعطيت، تعلمت وعلمت، ولكننى أخذت منها معى فى النهاية إلى القاهرة رفيقة عمرى يوليانة التى تحملتنى وتحملت معى فى بلد غريب عليها حلو الحياة ومرها، فهى تستحق معى هذا التكريم الذى بدورى أهديه إليها» وروى الكاتب الكبير علاقته بألمانيا التى بدأت منذ أن تخرج فى كلية الآداب جامعة القاهرة، ودفعته دراسة الفلسفة إلى دراسة اللغة الألمانية. وأشار إلى أن نقطة التحول فى حياته وقعت حين انتهت سنة المنحة الدراسية.. وقتها قرر البقاء للدراسة فى جامعة بون، وفى الوقت نفسه وافقت أخبار اليوم بتشجيع من الأستاذ الكبير مصطفى أمين على بقائه فى بون عاصمة ألمانية الاتحادية فى ذلك الوقت ليصبح مراسلا صحفيا بالجريدة. ويتذكر الأستاذ سلامة أجواء هذه المرحلة قائلا «كانت ثورة يوليو فى ذروتها وكانت الصحافة العربية تبحث عن آفاق جديدة وامتدت إقامتى فى ألمانيا إلى عدة أعوام شغلتنى فيها المهنة واكتشاف الحياة فى ألمانيا». عقب ذلك عاد سلامة أحمد سلامة إلى القاهرة ليمضى بعض الوقت وسافر بعدها إلى الولاياتالمتحدة فى مهمة صحفية استغرقت عاما ونصف عام وحين عاد للقاهرة فى 1967 انتقل بعدها للعمل بالأهرام تحت رئاسة الأستاذ هيكل الذى أعاده إلى بون للعمل مراسلا ومديرا لمكتب الأهرام فى أوروبا. ويروى أهمية فترة إقامته بألمانيا قائلا: «كانت هذه فى الواقع هى سنوات التكوين التى أمضيت معظمها فى ألمانيا وأمريكا وأوروبا وعاصرت خلالها سنوات الحرب الباردة التى قسمت أوروبا إلى نصفين وقسمت العالم إلى نصفين وقسمت العرب إلى قسمين». وقال سلامة: «معظم سنوات عملى وإقامتى كانت فى ألمانياالغربية ولم أعرف النصف الثانى وأعنى ألمانياالشرقية إلا حين زرتها بعد سقوط حائط برلين أدركت كيف يمكن أن يكون الحرمان من الحرية والديمقراطية من أسباب التخلف والفقر، فلا يمكن المقارنة بين برلينالشرقية قبل الوحدة وبينها الآن».