قال نور الدين المازنى الناطق باسم البعثة المشتركة بالاتحاد الأفريقى والأممالمتحدة إن مهمة البعثة الدولية المكلفة مراقبة الوضع على الأرض فى دارفور «تزداد صعوبة يوما بعد آخر» بسبب تعقد خريطة الفصائل الدارفورية واستمرار الاشتباكات القبلية. وأضاف أن أهم المشكلات تتمثل فى عدم توافر وسائل نقل جوى ميدانى، مناشدا المجتمع الدولى أن يعمل على توفير تلك الوسائل للبعثة، وأوضح أن كل ما تطلبه البعثة هو 24 طائرة لتسهيل العمل الميدانى. وفى حديث تليفونى مع «الشروق» من الفاشر، شمال دارفور، رفض المازنى الاتهامات التى توجهها بعض الفصائل الدارفورية بأن قيادة البعثة غير فعالة. وقال إن الوقائع فى الميدان تؤكد تراجع عدد القتلى، بالرغم من استمرار غياب السلام على الأرض، «مما يشير إلى الجهد الكبير الذى تبذله البعثة الأممية». وقال إن عدد القتلى الذى أصبح عشرات بعد أن كان بالآلاف. يُذكر أن بعثة «اليوناميد» تسلمت مهامها من الاتحاد الأفريقى فى 31 ديسمبر 2007، وتركزت مهمتها الأساسية بحسب المتحدث على حفظ السلام فى إقليم دارفور، إلا أنه رغم مرور كل هذه الفترة ما زال مسئولو البعثة على يقين بأنه لا يوجد سلام حقيقى وشامل على الأرض فى الإقليم. فى الوقت نفسه شدد المازنى على أهمية التعاون الجارى بين اليوناميد والحكومة السودانية من ناحية والحركات الدارفورية من ناحية أخرى لضمان سلامة النازحين المتواجدين بصفة دائمة فيما لا يقل عن خمسة عشر معسكرا فى دارفور، من قرابة 20 معسكر. وأوضح المازنى أن عدد الجنود العاملين فى قوة اليوناميد حاليا يبلغ 15 ألف جندى، مشيرا إلى أن هذا العدد ينبغى أن يصل إلى 26 ألفا. وأضاف أنه من المفترض أن تستكمل القوات تكوينها قريبا. وشدد المازنى على أن البعثة لا تحيد عن التفويض الموكل لها من منظمة الأممالمتحدة فيما يتعلق بالإشراف على تنفيذ اتفاقية «أبوجا» للسلام وحماية المدنيين خاصة النازحين فى المعسكرات، والقيام بدور بناء الثقة بين مختلف الجهات فى دارفور وحماية قوافل الإغاثة وتسهيل العمل الإنسانى والعمل الجاد من أجل إيجاد الأجواء المناسبة لإنجاح العملية السياسية. وأضاف: «رسالتنا إلى الجميع أننا لسنا طرفا فى النزاع بل نحن هنا لنساعد أهل دارفور، نقف على مسافة واحدة من كل الأطراف».