كتبت هالة عبداللطيف ومروة محمد وهايدى صبرى وندا نادر: رأى محللون غربيون، اليوم، أن زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى السعودية وما تشهده من قمم متتالية، تعيد بشكل عملى التوازن للعلاقات السعودية الأمريكية، لاسيما فى ظل صفقة الأسلحة الأمريكية الضخمة للرياض، مشيرين إلى أن الزيارة وفاعلياتها تبعث ب«رسالة قاسية» لإيران. وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى إن «زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية تأتى فى الأساس لإعادة التوازن فى العلاقات بين واشنطنوالرياض، وذلك بعد الصفقة الاقتصادية والعسكرية الضخمة التى تقدر ب380 مليار دولار». وأوضح هاس فى مقال بصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن صفقة السلاح الأمريكية الضخمة إلى السعودية لن تنجح فى الضغط على إيران، ولكن ما سينجح هو ترجمة خطاب ترامب المناهض لإيران إلى سياسة كاملة معادية لطهران تصب فى مصلحة السعودية. من جانبها، قال المحلل السياسى الإيطالى، ماركو تشاتشا إن زيارة الرئيس ترامب، إلى السعودية ستشكل «بصمة قوية للإدارة الأمريكية الجديدة خلال الأشهر الأولى لها»، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن الزيارة أثبتت «سرعة ترامب فى إنجاز مهام بعينها فى وقت وجيز». وأضاف تشاتشا، فى مقال له بمجلة «فورميكى» الإيطالية، اليوم: «هذه الرحلة الدبلوماسية إلى الشرق الأوسط تعكس صورة رئيس أمريكى قريب جدا من الحلفاء التقليديين»، فى إشارة إلى زيارته إلى السعودية وبعدها إسرائيل. ورأى المحلل الإيطالى أن «هذه الزيارة أثبتت قدرة ترامب على «تعلم فن التجارة بسرعة»، مضيفا: «الرئيس الأمريكى أثبت قدرته على التعامل مع أهم الفاعلين فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يتطلب ذلك فن الدقة ومزاجية معينة». من جهته، أشار فيليب جوردن الخبير الاستراتيجى فى مجلس العلاقات الخارجية إلى «أن الزيارة تعد رسالة قاسية إلى إيران، مضيفا أنه «قبل أكثر من عام فإن المملكة استقبلت الرئيس السابق باراك أوباما استقبالا باردا كما اتهمه بالتقارب مع إيران، على عكس الاستقبال الحار الذى استقبلت به ترامب». من جانبها، رأت صحيفة «لوبوان» الفرنسية أن العقود العسكرية الأمريكية من شأنها تعزيز قدرة الرياض العسكرية والاسهام فى عمليات مكافحة الإرهاب فى المنطقة، وتخفيف العبء عن الجيش الأمريكى. بدوره، قال الباحث المساعد فى معهد هدسون، ميك بريجيت، إن «هذه الزيارة تحمل إيماءات رمزية كبيرة لإيران»، مشيرا إلى أن «واشنطن ترى أن طهران هى التهديد الثانى لها بعد تنظيم داعش، ولذلك تسعى إلى خلق تحالفات مع أنظمة أخرى معادية لإيران»، وفقا لما نقلته إذاعة «صوت أمريكا».