أكد الدكتور أحمد كمال أبوالمجد المفكر الإسلامى ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان أن المقولة التى تقول إن التاريخ يعيد نفسه ليست بصحيح، وقال إن ما تمر به الأمة الآن لا يمكن أن تكون قد مرت به من قبل، وقال: «أنا أزعم أننا أمة فى خطر وأن الأخطار أقرب إلينا مما يظن أى أحد»، وأضاف أننا ابتلينا ببعض آفات الدول المتقدمة وابتلينا بكثير من آفات وأمراض هذه الدول. جاء ذلك فى الليلة الختامية لملتقى الفكر الإسلامى بساحة مسجد الحسين وعن التدين الآن قال إن التدين الذى نشاهده الآن هو علامة خير مأجورا من الله تبارك وتعالى، وتساءل قائلا: «ولكن ما نمط هذا التدين وما صيغته وهل هو يقرب من الجنة، أم يبقى صاحبه بعيدا؟، وأوضح أن التدين الذى ينتشر فى العالم الإسلامى الآن فيه صالحون ومبصرون وذوو همة وعزيمة وذوو حركة ولكن الكفة الغالبة ابتليت بتدين ليس هو بالتدين الصحيح وما لم نعترف بهذا نكون كلنا مشاركين فيه. وأضاف أن الأمة ابتليت بأشياء منها التفسير الحرفى للقرآن الكريم وللسنة النبوية فهناك الكثير من الذين يختمون القرآن فى رمضان لكن هل توقف المسلمون عنده؟، وهل يعرفون معانى عشر آيات ومعانيها ومقاصدها وتجليها؟.. أم هى كلمات من اللغة العربية لا تثمر علما جديدا ولا تقوى جديدة ولا بصيرة ولا إلماما بصور الله فى الكون؟». وشدد أبوالمجد على أهمية النص مع الاجتهاد والتفسير لأن هذه النصوص مر عليها 14 قرنا، وأن الزمان والمكان قد تغير وقال: «إن فى الأمة ملايين لا تقرأ ولا تحب أن تقرأ وتكره من يقرأ». وقال إننى الآن لا يمكن أن أسمع أحدا يقول فى الدول الغربية إننا مثلا لا نريد العمل بالقانون الفرنسى ولكن نرى من يقول إننا لا نريد الشريعة الإسلامية، فهناك خطوط عادية للاجتهاد وهناك خطوط حمراء وهناك خط واحد شديد الحمرة وهو الدعوة لإبعاد هذه الأمة من نورها وأصلها وهويتها ونعمة الله عليها. وتساءل متعجبا: «هل هناك أمة عاقلة يكون فيها ولو واحد فى الميلون يقول لا نريد العمل بالشريعة؟»، وقال إن هذا ليس خطأ ولا خطيئة بل هذا جنون ينبغى تشكيل لجنة طبية لفحص عقل صاحبه! وتحدث الدكتور أبوالمجد عن العزلة وسوء العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين موضحا أن الثقافة الإعلامية لزمن طويل شجعت العزلة ونتيجة لعيشة المسلم فى عزلة عن العالم اضافة للتشديد والمفاهيم المغلوطة مثل اباحة حرمة الدماء وهو مخالف للإسلام وقال إن من يرى الآخر لا يعرفه، والتصور أننا فى حرب مع غير المسلمين غير صحيح بالمرة. وقال إن سيدنا محمد ذكر فى القرآن خمس مرات وسيدنا عيسى 27 مرة وذكر سيدنا موسى 132 مرة، وتساءل: «فما الحرب التى نتحدث عنها؟» والعالم كله متجه للتقارب الآن وكل المؤتمرات الآن تتجه للاتفاق على المشترك مع الحفاظ على المختلف، وأشار إلى حاجة الأمة إلى التدين الذى يبدأ بالعقل وتنتهى بالحركة ويعمرها بالإيمان، والخشية محلها القلب، ولكننا أمة لا تريد أن تقرأ ولا تحب من تقرأ وهذا هو تراثنا الإسلامى.